ندوة علمية (طوفان الجامعات الغربية ... الاسباب والدوافع والمالات)

في إطار موقف العراق الثابت تجاه القضية الفلسطينية، وبالتزامن مع المجازر المستمرة من قبل الاحتلال الصهيوني لاخوتنا في قطاع غزة، ومع تصاعد الغضب في الجامعات الغربية رفضًا للمجازر الصهيونية. عقد مركز البحوث والدراسات الاستراتيجية برعاية السيد رئيس جامعة الأنبار المحترم الاستاذ الدكتور(مشتاق طالب الندا) ندوة بعنوان (طوفان الجامعات الأمريكية والأوربية: الدلالات والانعكاسات). بتاريخ 7/05/2024، وبإدارة السيد مدير المركز المحترم الاستاذ الدكتور "ثائر شاكر محمود الهيتي" المحترم. وكان المحور الأول بعنوان، (طوفان الجامعات الغربية:الأسباب والدوافع) حيث تحدث الدكتور "عمر حامد شكر" الباحث في مركز الدراسات الاستراتيجية، عن أسباب انتشار الاحتجاجات والتظاهرات الاعتصامات في الجامعات الأمريكية وأشار إلى جملة من الأسباب الرئيسية ومنها، انتشار المقاطع على منصات التواصل الاجتماعي التي توضح المجازر التي يرتكبها الكيان الصهيوني بأهالي غزة، حيث كان لهذه المقاطع وقعًا كبيرًا ومؤثرًا في نفوس شباب الجامعات الأمريكية، الذي خرجوا بهذه الاحتجاجات للمطالبة بوقف الحرب على قطاع غزة، كما أكد الدكتور عمر حامد أن هذه المقاطع نسفت الرواية الإسرائيلية التي روجتها في بداية "طوفان الأقصى" على أن إسرائيل هي ضحية للمقاومة الفلسطينية. وتحدث الدكتور عمر حامد على أن حجم الاستثمارات الإسرائيلية في الجامعات الأمريكية، والتي يمثل العديد منها لخدمة تسليح الجيش الإسرائيلي، كان سببًا في انتفاضة الطلبة في هذه الجامعات، حيث أنهم يطالبون بقطع العلاقات ما بين جامعاتهم وإسرائيل. وأشار الدكتور عمر حامد إلى أن استدعاء قوات الأمن الأمريكية من قبل رئيسة جامعة كولومبيا الدكتورة "نعمة شفيق" لفض التظاهرات الاعتصامات، ساهم في انتشار الغضب لدى بقية طلاب الجامعات الأمريكية، تضامنًا مع زملاءهم في جامعة كولومبيا، حيث اعتبروه قمعًا لحرية التعبير، وهذا الأمر يخالف مبادئ الدستور والقوانين الأمريكية. أما في المحور الثاني والذي كان بعنوان (طوفان الجامعات الأمريكية وتشظي الجامعات العربية: مقارنة الأدوار والتفاعلات)، تحدث فيه الاستاذ المساعد الدكتور "فلاح مبارك بردان" رئيس قسم الدراسات المستقبلية وإدارة الأزمات في مركز الدراسات الاستراتيجية. وقارن الدكتور فلاح مبارك بين التفاعل مع ما يحدث في غزة من مجازر على يد الاحتلال الصهيوني، من قبل طلاب الجامعات الأمريكية المطالبين بوقف الحرب على غزة، وبين حالة شبه الغياب لطلاب الجامعات العربية، عما يجري من مجازر في غزة. وعلل الدكتور فلاح مبارك هذه الظاهرة بسبب أن اغلب الأنظمة العربية تحكم قبضتها الأمنية على الجامعات العربية، حيث ترفض خروج تظاهرات مناصرة لأهالي غزة، بسبب خوف تلك الأنظمة من خروج الأمر عن سيطرتها، خاصة أن الشعوب العربية تتهم هذه الأنظمة بالتخاذل تجاه القضية الفلسطينية بشكل عام وتجاه الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة بشكل خاص. وأشار الدكتور فلاح مبارك إلى أن المقارنة بين ما يحدث من قبل طلاب الجامعات الأمريكية وبين شبه الغياب في الجامعات العربية، أمر لم يمر على الأمة العربية من قبل، بسبب رفض الأنظمة العربية لخروج هذه التظاهرات في الجامعات العربية. لكن الدكتور فلاح مبارك أكد على دور الطلاب في الجامعات العراقية في الخروج بتظاهرات مناصرة للقضية الفلسطينية وللمطالبة بوقف الحرب الصهيونية على قطاع غزة، خاصة دور جامعة الأنبار متمثلة برئاستها وكوادرها وطلابها الذين ما فتئوا يخرجون بتظاهرات مناصرة للشعب الفلسطيني، كل هذا بسبب موقف الشعب العراقي الثابت الذي لم يتغير تجاه مناصرة القضية الفلسطينية. وفي ختام الندوة تقدم الباحثين بالعديد من التوصيات ومن أبرزها: 1. الاستمرار بمراقبة وتحليل موقف طلاب الجامعات الأمريكية والغربية المطالب بوقف الحرب على غزة على الرغم من حالات التضييق والفصل التي طالت بعض الطلاب والكوادر التدريسية. 2. ضرورة نشر الوعي بين صفوف طلاب الجامعات العربية فيما يخص القضية الفلسطينية، حتى تبقى هذه القضية في وجدان الطلاب ونقلها إلى الأجيال المقبلة حتى تحرير كامل الأراضي الفلسطينية.