ضمن النشاطات البحثية لباحثي المركز تمت إجراء زيارة ميدانية مشتركة بين باحثي مركز دراسات الصحراء متمثلة بالأستاذ الدكتور سيف الدين عبدالرزاق سالم وباحثي دائرة البحوث الزراعية التابعة لوزارة الزراعة الى محطة بحوث المحاصيل الحقلية في دائرة البحوث الزراعية في بغداد، للإطلاع على المشاريع المشتركة من ضمنها مشروع تطوير زراعة نبات الكينوا في العراق باعتباره من المحاصيل الإستراتيجية المهمة.
إذ بدأ مركز دراسات الصحراء في جامعة الأنبار بإجراء التجارب على هذا النبات خلال العام الماضي، والأعوام التي سبقتها ونجحت التجارب من خلال ملاءمة المناخ والتربة لزراعته، وقد أعطى إنتاجية عالية ؛ مع استمرار المركز بزراعة النبات واختبار عددٍ من الأصناف لاختيار الأكثر ملاءمةً للظروف المناخية بغداد ومحافظات أخرى، ومن أهم استعمالات الكينوا هو يمكن طحن حبوبه ويصنع منها أنواع مختلفة من المعجنات والخبز، ويضاف مطحون الكينوا كمتمم غذائي إلى خلطات طحين الحنطة لزيادة قيمته الغذائية ورفع محتواه من الأحماض الأمينية الأساسية، وكذلك تطهى الحبوب وتضاف إلى الشوربات وتدخل في مكونات السلطات بأنواعها.
وبين أ.د. سيف الدين عبد الرزاق سالم أن زراعة الكينوا دخلت إلى العراق مع بداية 2014 وأجريت التجارب عليها في بحوث محط المحاصيل العلفية في حديثة، وكذلك في حقول كلية الزراعة جامعة بغداد وألان العمل جار في محطة للمحاصيل الحقلية للبحوث الزراعية في بغداد. ولا زال العمل جار لانتخاب أفضل الأصناف المجرّبة حالياً والذي يتميز بالنضج المبكر والإنتاجية العالية في وحدة المساحة. وتم تجربة زراعة محصول الكينوا في البيئة العراقية خلال الفترة من 1 كانون الاول إلى 1 شباط .
ومن الجدير بالذكر أنه يجري العمل حالياً للبحث عن أصنافٍ جديدةٍ والتوسع بزراعة الكينوا لما يتمتع به من خصائص مميزة مثل قيمته الغذائية المرتفعة وقدرته العالية على التحمل التي تمكنه من النمو في الأماكن التي تعجز المحاصيل الأخرى عن النمو فيها، إذ يُزرع من مستوى سطح البحر وحتى ارتفاعات تصل إلى 4500 م، ويتحمل تغيرات درجة الحرارة الكبيرة التي تتراوح بين 5 و 38 درجة مئوية ويعطي غلة بكمية قليلة من مياه الأمطار التي لا تتجاوز 300 مم، ويشار إلى أن ما يميز الكينوا هو تعدد أصنافه التي تتحمل الجفاف والتربة المالحة.
