التدريـس في ظـل التعليم الالكترونـي

أ. د. مصطفى اسماعيل  نايف  ناجي العكيلي

eps.mustafa.ismaeel@uoanbar.edu.iq

  الصفحة الرسمية الالكترونية للكاتب

لقد أتاح التقدم العلمي والتسارع في المعرفة الذي يشهده العالم في تكنولوجيا المعلومات الى تقديم خدمات تتناسب وعصر السرعة الذي نتكلم عنه، فالدول المتقدمة والعالمية بشكل عام تميل الى انجاز ما هو مطلوب بكل الوسائل العلمية التي تسابق الزمن وبدقة عالية من اجل البقاء في القمة...

من هذا ظهر الى الواجهة ما يتناسب مع المحافظة على التقدم المعرفي ومواكبة تطورات العصر متمثلا بالتعليم الالكتروني، حيث ساعد ذلك على زيادة التفاعل النشط وتنوع مصادر المعرفة من خلال سهولة التحرك وعدم التقيد بوقت محدد بالإضافة الى سهولة الحصول على المعلومة مرة أخرى.

وبناءً على ما تقدم فان استخدام الطرق الاعتيادية (التقليدية) في التدريس في ظل هذا التطور الكبير سيكون له مردود سلبي على عملية التعليم ونوعية التعلم. وكذلك فانه وبحكم مخرجات كليتنا فيجب علينا ان نهيئ مدرسين قادرين على الاستخدام الأمثل للتقنيات الحديثة في عملية التعليم والتي سيكون لها الأثر الإيجابي الواضح على الطلبة في المراحل قبل الجامعية.

كما ويجب عند الشروع في استخدام التعليم الالكتروني ان تتوفر متطلباته والتي يظن البعض انها مجرد تحويل المحاضرة من الورقة الى الحاسبة وهذا من وجهة نظري الفهم الخاطئ للعملية حيث يجب التحول في المناهج من مناهج تقليديه الى مناهج تقع ضمن سياق التعليم الالكتروني ومتطلباته. بالإضافة الى ذلك يجب ان تتوفر الرغبة في العنصر الأساسي في العملية التعليمية وهو التدريسي في انجاح هذه العملية من خلال تطوير معرفته ومهاراته في استخدام التكنولوجيا بشكل متقن يخدم العملية برمتها.

وإذا ما توفر المنهج الالكتروني اللازم والتدريسي القادر على استخدام التقنيات الحديثة في التعليم، فيبقى لنا ان تتوفر البيئة الصالحة والجيدة لإنجاح هذه العملية برمتها والمتمثلة بالوعي الكامل الى أهميته وضرورة الانتقال له في هذا الوقت مع ضرورة الحفاظ على الثوابت الأساسية في عملية التعليم من حيث رصانتها وجودة مخرجاتها.

لذلك علينا تطوير العملية التعليمية عند استخدام التعليم الالكتروني، لمواجهة المشكلات التي قد تنجم عن استخدامه، فكثرة المعلومات التي سيتلقاها المتعلم وزيادة الطلاب ونقص التدريسيين وانحسار الرغبة للتعليم والتعلم ربما تكون احدى مشاكل استخدامه عندم لا تتوفر ما ذكرناه.

ولا يخفى على كثير منا ان استخدام التعليم الالكتروني سيساعد في ظهور وتطوير التعليم الفردي حيث يخوض في المتعلم بحسب امكانياته وقابليته على التعلم بالإضافة الى لما لدية من مهارات سابقة فيتحقق من ذلك ما تصبو اليه الشعوب في التقدم المنشود.

وهنا يخطر في اذهاننا بعض التساؤلات منها، هل بالإمكان الانتقال الى التعليم الالكتروني مع وجود بعض معوقاته؟ وهل توجد الرغبة لدى الجميع للانتقال الى التعليم الالكتروني لغرض مواكبة تقلبات العصر وسرعة تطور المعلومات وحداثتها؟ هل توجد نظرة جادة الى تحديد المعوقات ومحاولة تذليلها؟ هل توجد نظرة مستقبلية الى عمل دراسة مقارنة بين التعليم الالكتروني والتعليم التقليدي على ضوء ما أمكن توفره من مستلزمات ومخرجات تلك العملية؟ هل سيحقق الانتقال الى التعليم الالكتروني الغاية العلمية التعليمية منه؟ هل سنتمكن من زرع حب تطوير الذات لدى التدريسي والمتعلم؟