الأثار الإيجابية للصوم على صحة الصائم

الأثار الإيجابية للصوم على صحة الصائم

 الأثار الإيجابية للصوم على صحة الصائم

أ. م. د.  هيثم لطيف عبد الهادي الكبيسي

eps.haytham.lateif@uoanbar.edu.iq

 الصفحة الرسمية الالكترونية للكاتب

خلال شهر التاسع (رمضان) من التقويم الإسلامي (الهجري) عدة ملايين من المسلمين البالغين في جميع أنحاء العالم يصومون خلال ساعات النهار. ولما كان التقويم الإسلامي القمري، يتقدم 11 يوما كل عام مقارنة مع السنة الموسمية. وبالتالي، فإن رمضان يحدث في أوقات مختلفة من السنة الموسمية خلال دورة مدتها 33 عاما.

وهذا يؤدي إلى قدوم رمضان في ظروف بيئية مختلفة بشكل ملحوظ عبر سنوات في نفس البلد. بالإضافة إلى ذلك، فان وقت شروق الشمس وغروبها يتراوح بين 12 ساعة عند خط الاستواء، وحوالي 22 ساعة عند 64 درجة في فصل الصيف. ويعد هذا الشهر فرصة للتأمل والصلاة والعبادة والارتقاء بالنفس والقيام بأعمال الخير. فيما يلي بعض الآثار الإيجابية لهذا الشهر على صحة الصائم. 

أولاً: تنظيم الكوليسترول الضار                              

يسعى الكثيرون لاستغلال فرصة الصيام من أجل فقدان بعض الوزن، لكن أثبتت دراسة أخيرة أن الصيام يؤثر أيضاً على مستوى الدهون ويؤدي إلى انخفاض نسبة الكوليسترول في الدم. وهذا يسهم في الحد من خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية وغيرها من الأمراض.

ثـانياً: كبح الشهية

يمثل الصيام في شهر رمضان منعطفا مهماً وإيجابياً في حياة الصائم وصحة جهازه الهضمي، إذ أن اعتياد الجسم على تناول كميات أقل من الطعام، يمنح الجهاز الهضمي فرصة للاستراحة ويؤدي إلى تقلص حجم المعدة بشكل تدريجي والحد من الشهية، ويمكن أن يكون له نتائج أفضل من أكثر أنواع الحميات الغذائية فعالية.

ثالثــاً: التخلص من السموم طيلة الشهر

 يعتبر الصوم وسيلة فعالة لمساعدة الجسم على التخلص من السموم، وذلك من خلال إراحة الجسم من العبء المبذول في أيض الطعام، مما يسمح لأجهزة الجسم بأن تخلص نفسها من السموم.                                                                  

ومن فوائد الصيام أنه يزيد من معدل سرعة التخلص من السموم، فعندما يكون الجسم في حالة الراحة يصبح قادراً على توجيه أكبر قدر من الطاقة للتخلص من السموم، مما يعزز أداء الخلايا، فيتخلص جسم الإنسان من السموم عن طريق الكبد، أو الرئتين، أو الكلى، أو القولون، أو الجلد، أو الجهاز اللمفاوي، أو الطحال، أو الجيوب الأنفية. وتتم عملية إزالة السموم على مراحل، وهي: 

 المرحلة الأولى من التطهير حيث يزيل الجسم كميات كبيرة من الفضلات من الجهاز الهضمي، وتتركز إزالة الفضلات في الأيام الثلاثة الأولى من الصيام فتصبح رائحة الفم كريهة.

المرحلة الثانية حيث تركز على إزالة الطبقة المخاطية للجهاز الهضمي، والدهون، والخلايا المريضة والميتة. وفي هذه المرحلة تصبح عملية التخلص من السموم أكثر سهولة وسرعة.

المرحلة الأخيرة وهي التطهير من السموم التي قد تتراكم في الأنسجة الخلوية، والأنابيب المجهرية التي تحمل العناصر الغذائية للدماغ.

ومما يعزز فوائد الصيام في إزالة سموم الجسم أيضاً أنه خلال الصوم يقل دخول كميات كبيرة من السموم إلى الجسم مما يترتب عليه انخفاض السمية العامة للجسم، ويتم إعادة توجيه الطاقة التي يستخدمها الجسم لإتمام عملية الهضم إلى الجهاز المناعي، وبالتالي ينخفض العبء الملقى على جهاز المناعة بدرجة كبيرة.

رابعــاً: تعزيز الصحة النفسية وتحسين المزاج

يعد الصيام وسيلة فعالة لإعادة شحن الدماغ وتعزيز نمو وتطور خلايا دماغية جديدة، وشحذ القدرة على الاستجابة للمعلومات من العالم المحيط. كما تشير الدراسات إلى أن الصيام يجعل الدماغ أكثر قدرة على تحمل الإجهاد والتأقلم مع التغيير، كما يمكن أن يحسن المزاج والذاكرة والقدرة على التعلم.

خامســاً: الدورة الدموية

يجدد الصيام الشباب ويزيد حيوية وعمل الخلايا كونه يذيب الدهون والشحوم المتراكمة بجدران الأوعية الدموية وبالتالي يزداد تدفق الدم خلال هذه الأوعية، ويصبح الدم أخف من ذي قبل.

 كما تزداد نسبة الأكسجين والغذاء الواصل إلى الخلايا، وتتحرك كريات الدم البيضاء بكفاءة أكبر، كما وتحلل الخلايا التالفة وتستبدل بخلايا جديدة ونشطة؛ مما يزيد من عمل وقوة وظائف الجسم.

ملخص القول أن هناك فوائد جمة من صوم رمضان أثبتتها التجارب والواقع عبر مئات السنين وهناك دراسات عديدة أثبتت فوائد رمضان الصحية للفرد.

احرص على أن يكون شهر رمضان فرصة لتعزيز صحتك وسعادتك.