مقال   علمي أ.د . صادق خلف أيوب

مقال علمي أ.د . صادق خلف أيوب

 

كيفية تجنب الاستلال المحظور عند كتابة البحث الأكاديمي              

إعداد : أ.د . صادق خلف أيوب

ونعني به الإعتماد الكلي على جهد الآخرين في الجزء المقتبس ونسبته للباحث المتأخر، وله صورتين :

الأولى : إستلال النص  -  دون الإشارة اليه في الهامش او الإشارة اليه بصورة خاطئة ،

           أوالإطالة من نقل النصوص – وإن تمت الإشارة اليها في الهامش .

         الصورة الثانية - إقتباس التركيب والفكرة والتعبير وإن تغيرت الألفاظ ، لأن الأصل أن تكون الفكرة التي يراد الوصول اليها  تختلف عن الفكرة التي توصل اليها غيره ، لأنه لا فائدة من إعادة ما كتبه السابقون(1)  .

وضمن واقعنا الأكاديمي فإن المطبق لمعرفة الإستلال طريقين :

الأول- معرفة نسب الإستلال عن طريق البرامج الألكترونية :

فقد أعتمدت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي العراقية عند تقدير نسب الإستلال في الرسائل والأطاريح والبحوث الأكاديمية على برنامج ( TuRnitin ) إذ يقوم بجمع الاقتباسات وتسجيل كل مجموعة كلمات متتالية مقتبسة من مصدر : نقطة - حتى إذا تجاوزت النسبة المسموح بها (20%- الرسائل والاطاريح) و( 15%- للبحوث) - رُد البحث المقدم(2)- وقد أشرنا الى ذلك في مقال سابق ، ويبدو لي أنه يحسب ما بين الثلاثة كلمات إلى الخمسة –متتالية - نقطة ، مما يعني وجوب التصرف بالنصوص وإضافة ما هو جديد ومفيد .

         الثاني - معرفة نسب الإستلال من خلال اللجان المشكلة في الأقسام العلمية وتعرف بـ (لجان الإستلال العلمي)

وهي لجان مشكلة في الأقسام العلمية المنتمية للكليات للنظر في إقتباسات البحوث الأكاديمية والرسائل والأطاريح الجامعية – تختلف هذه  الآلية عن برنامج الإستلال الألكتروني بإن عمل اللجنة يكون بالأمور التي لا تظهر في الإستلال الألكتروني – فعملها يتلخص في :

1- كثرة الإقتباسات النصية التي توضع بين معكوفتين لتخرج من تعداد الإستلال الألكتروني – لإن كثرة هذه الإقتباسات وتعديها النسبة المسموح بها يفقد البحث الحداثة بإضافة ما هو جديد .

2- النظر في عنوان البحث ومقارنته مع المطروق ممن سبق – لأن ليس كل النتاجات البحثية قد تضمنتها البرامج الألكترونية .

3- تدقيق رسائل الماجستير وأطاريح الدكتوراه للباحث وللمشتركين معه في البحث .

4-  المام لجنة الإستلال  المعرفة بالمنتوج البحثي في القسم العلمي المنتمي اليه الباحث - من الرسائل والأطاريح وبحوث الملاك التدريسي وبحوث التخرج (  فبحث التخرج لا يجوز تقديمه للترقية العلمية لأنه قد قُيم سابقا ومنحت عليه درجة لغرض إجتياز مرحلة البكلوريوس)(3)

         كيفية إخراج المعلومة المقتبسة من الإستلال المحظور

إبتداءا-  إن أفضل رقيب لتجنب الإستلال المحظور هو تفعيل الرقيب الذاتي وتحكيم الضمير المعتمد على واعز النص الشرعي ، قال تعالى : : ((وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِّمَّا عَمِلُواْ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ))(4)

وفي الجانب التطبيقي فإنه يُتبع الآتي :

1- الفهم الدقيق للمعلومة التي يراد إقتباسها من المصادر السابقة ،وإذا كان المرجع قديم فيُستعان بالمصادر الحديثة لفهمها  ثم مقارنتها مع مادة البحث وتكييفها بما يتلاءم معها بشكل رصين .

2- يجب أن تكون فكرة المعلومة مستمدة من فهم الباحث ، وليس على فهم الكاتب السابق وإن وجدت المشتركات .

3-  الإعتماد على أكثر من مصدر للإشارة الى المعلومة في الهامش يساهم في بلورة الأفكار من جانب ، وإختيار العبارات المناسبة للبحث والمغايرة لمن سبق من جانب آخر(5) .

4- تجنب نقل الالفاظ الخاصة التي إعتمدها الباحثون السابقون لأن ذلك يضعف شخصية الباحث.

5- التصرف بتغيير العبارات المقتبسة فلا تُستل أربع كلمات متصلة ، بدون تغيير،لأن ذلك سيظهر في برنامج الكشف الألكتروني .   

............................................................................................

(1) أحكام الاقتباس العلمي عند كتابة البحوث الاكاديمية في الفقه الاسلامي ،بحث منشور في مجلة Journal of Xi'an University of Architecture & Technologyعام 2020:ص361،  على الرابط( The provisions of scientific quotation when writing academic research in Islamic jurisprudenc)

(2) الكتاب رقم ( ب ت 5 / 5868) بتأريخ 27 / 7 / 2015  الصادر عن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي العراقية .

(3) الكتاب رقم (ب ت 4/ 6089) بتأريخ 26/ 6 / 2019 (الفقرة الخامسة ) الصادر عن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي العراقية

(4) سورة الانعام : (132)

(5) كتابة البحث العلمي صياغة جديدة ، الأستاذ الدكتور عبد الوهاب ابراهيم أبو سليمان ،جامعة أم القرى – مكة المكرمة ،دار النشر : مكتبة الرشيد – المملكة العربية السعودية  ، 1423هـ : ص130-131 .