تسامح النبي محمد صلى الله عليه وسلم مع المخطئ في ديننا

تسامح النبي محمد صلى الله عليه وسلم مع المخطئ في ديننا

 مقال للأستاذ الدكتور علي محمد الدليمي

 مقال بعنوان ( تسامح النبي محمد صلى الله عليه وسلم مع المخطئ في ديننا)

  لقد انعم الله علينا بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم  الداعي الى خير الاخلاق وايسر الاعمال  فالناس صنفان :  مغضوب عليهم جفاة وضالون غلاة فما اصبح بالعباد من نعمة إلا هو طريقها ومارام العقلاء غاية إلا هو دليلها لذلك رغبت ان اكتب في مقالي هذا  كيف كان تعامل  النبي محمد صلى الله عليه وسلم مع من يخطئ في ديننا الحنيف . فالإنسان بطبيعته غير معصوم من الخطأ والناس متفاوتون في اخطائهم وهم مع ذلك بحاجة الى كنف متسامح لايضيق باخطائهم  بحاجة الى من يبصرهم بالحق دون ان يجعلهم ينفرون عنه ومن كرم الله تعالى ونعمته على عباده ان جعل باب التوبة مفتوحا امام العباد قال تعالى (( قل ياعبادي الذين اسرفوا على انفسهم لاتقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم )) كما بينت السنة النبوية ان المعاصي درجات وانما يعامل كل عاص  بحسب جرمه اذ لو عومل الجميع بالتبديع والنهر والزجر والضرب والهجر لكان سببا في نفور الناس من الدين وانفضاض الجموع عن سيد المرسلين ولكن الرحمة سابقه قال تعالى((فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفظوا من حولك)) فالشأن مع العاصي والمخطئ ليس زجرأ ولاتنفيرا بل دعوته الى التوبة والنصيحة الصادقة لتصحيح المسار ومن الامثلة التي تعامل فيها الرسول صلى الله عليه وسلم بحكمة مع المخطئ قصة الاعرابي الذي بال في المسجد عن انس بن مالك رضي الله عنه قال (( بينما نحن في المسجد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم  اذ جاء اعرابي فقام يبول في المسجد قال اصحاب رسول الله مه مه قال : قال : رسول الله صلى الله عليه وسلم لاتزرموه دعوه  فتركوه حتى بال في المسجد ثم ان رسول الله دعاه فقال له : ان هذه المساجد لاتصلح لشئ من هذا البول ولا القذر وانما هي لذكر الله والصلاة وقراءة القرآن او كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم  قال فأمر  رجل من القوم فجاء بدلو من الماء فصبه عليه )) لقد كانت القاعدة التي اتبعها النبي في مواجهة الخطأ: التيسير وعدم التعسير ان هذا الاسلوب الحكيم في  المعالجة قد احدث اثرا بالغا في نفس ذاك الاعرابي يتضح من عبارته كما جاء في رواية ابن ماجة: عن ابي هريرة دخل اعرابي المسجد ورسول الله جالس فقال : اللهم اغفر لي ولمحمد ولاتغفر لاحد معنا فضحك الرسول صلى الله عليه وسلم وقال ( لقد حجرت واسعا) ثم ولى