الكينوا ... من يستثمر في زراعة المستقبل؟
Share |
2022-03-16
 الكينوا  ... من يستثمر في زراعة المستقبل؟

  أ.د. سيف الدين عبد الرزاق سالم

 قسم مكافحة التصحر

  ?Who is investing in the cultivation of the future...Chenopodium quinoa

 

النبتة المقدسة (هل تكون حلاً لمشكلات المزارعين في العراق)

 لكلّ من القطاعات إستراتيجيته الخاصة، التي تقوم أساساً على الابتكار والتطوير، وعليه يوجّه البحثُ العلمي   إيجاد حلولٍ بديلة أو حديثة في القطاع الزراعي تحديداً، أمرٌ يستفاد منه لتعزيز الإمكانات والقدرات من أجل تحقيق مبدأ  الأمن الغذائي   في الدرجة الأولى. من هذا المنطلق، حققت زراعة  الكينوا  شعبيّتها المتنامية في العالم  فما هي هذه الزراعة الحديثة التي يعول عليها الكثير، وما هو واقعها في العراق اليوم، وأي استثمارات نجحت في جذبها على المستوى المحلي؟

الكينوا  ... من يستثمر في زراعة المستقبل؟

 كان الإسبان أول من اكتشفوا الكينوا التي سمّوها  النبتة المقدسة   نظراً إلى احتوائها على كميات عالية من البروتينات  التي تتركب في الأحماض الأمينية، إضافة الى ضعف كمية الألياف، ما يجعلها مناسبة لعلاج الإمساك وعاملاً مساعداً لخفض مستوى الكولسترول والسكر في الدم ،  وتعدّ  الكينوا   ثمرة هامة لنمو الأنسجة وتجدّدها، وهي غنيّة بالفيتامينات الأساسية ومناسبة للذين يتبعون حميات غذائية. إذ إن ثلث كوب من الكينوا يحتوي على 70 سعرة حرارية فقط. لم تنبرز زراعة الكينوا لحد الآن في العراق كخيار بديل، علّها تساهم في حل بعض المشكلات الكثيرة التي يعانيها القطاع الزراعي  و الكينوا لا تزال زراعة تجريبية في العراق ولا سيما قضية الغذاء التي يفترض أن تحتل أولوية في أهداف كل سياسة اقتصادية شاملة.

الاستثمار في المستقبل:

 منذ فترة، بدأت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة الفاو   بتعريف المزارعين والمستثمرين على ثمرة  الكينوا ، ولفت انتباههم الى فوائد النشاطات الزراعية البديلة، وإلى أهميتها على باقي الحبوب وفعاليّتها في اجتثاث الجوع والتّرويج لحماية غذائية وصحية أكثر. ولهذه الغاية، نظمت المنظمة مؤتمراً دولياً تحت شعار (مستقبل زرعت بذوره قبل آلاف السنينن ) وجاء هذا الحدث بناءً على اقتراح من دولة بوليفيا ودعم من دول عدة كالإكوادور والبيرو وبوليفيا والأرجنتين وأذربيجان.  هدف المؤتمر الى إبراز التنمية الزراعية المستدامة وعرض الإمكانات المحلية وتحليلها استناداً الى القدرات الأوروبية ذات الجودة العالية، الموجودة في بلدان كالدانمارك، وبريطانيا، وألمانيا، وفرنسا، وإسبانيا، وذلك من أجل ضمان بنية زراعية بديلة على نحو مستدام، وتعزيز مبدأ التصدير والربح الاستثماري أيضاً. وتتصدّر البيرو إنتاج حبوب الكينوا ب 33 ألف طن متري، تليها بلدان مثل بوليفيا التي بلغ إنتاجها من حبوب الكينوا حوالي 50566طناً عام 2012 ، إضافة الى الإكوادور وأميركا. 

في مركز دراسات الصحراء:

تعتبر حبوب الكينوا اليوم المنافس الأول للقمح والشعير، ففي أيلول الماضي أطلقت منظمة الفاو مشروع  تجريبي امن أجل زراعتها، بالتنسيق مع مراكز الأبحاث الزراعية في مناطق مختلفة من الوطن العربي على أن تلي هذا المشروع ورشات عمل ودورات تدريبية لتعريف المزارعين والمهندسين بأهمية هذه السياسة الجديدة التي انطلقت في وقت سابق في بلدان عربية وآسيوية تعاني من مشاكل الجفاف والجوع ». وأضافت إنّ هذه الورشة الزراعية «تهدفُ إلى تقييم الإمكانات واستحداث زراعةٍ منتجة تعتمد في الشكل الأول على تعريف الجمهور والفئة التي تعنى بهذا الشأن على هذا الملف الجديد  أن تأمين الغذاء يعتمد أساسا على طرق زراعته. وزراعة الكينوا تضع أمامنا مسؤولية جديدة قادرة على معالجة مشاكل تتعرّض لها أنواع زراعات أخرى، وخصوصا أنّ إنتاج  350 غراماً من الكينوا تبلغ كلفته حوالي اقل من نصف دولار فقط. كما أن مشاركة منظمة الفاو من شأنها أن تساهم في نقل الإمكانات والقدرات لبناء واستحداث طرق زراعية بديلة محلية، قادرة على خرق السوق الداخلية وتحقيق الاكتفاء الذاتي، باعتبار أن هذه الحبوب يستفاد منها في صناعات أخرى. 

  تعد الكينوا من أهمّ الحبوبِ التي يعود تاريخها الى آلافِ السّنين، وهي من أغنى مصادر البروتين، حتى إن نسبة البروتين الموجود فيها والتي تبلغ  16 - 18 %تفوق بنسبها الكمية الموجودة في الحليب والقمح , علاوة على ذلك، تتضمن  الكينوا   أهمّية معدنية خاصة لا توجد في حبوبٍ غذائية أخرى، فمعادنها مهمة لتجدّدِ الخلايا ونموّ الأنسجة. وهي غنيّة بالمعادن الأساسية كالمغنيسيوم والأوميغا 3 والحديد، كما أنها ملائمة للأشخاص الذين يعانون من الحساسية تجاه اللاكتوز، إضافة الى أنها لا تحتوي على الغلوكتين وخالية من الكوليسترول، ويسهل هضمها .

طبيعة ونوعية العمل ومدى الحاجة إليها

 بدا العمل على زراعتها من قبل باحثي مركز دراسات الصحراء  في بدايات عام 2014 ،كمشروع تجريبي قيد الدرس يمتد على مدى سنتين تقريبا وزرعت  الكينوا ضمن تراكيبها  الخمسة في مدينة هيت (جلبت بذورها من مركز بحوث الصحراء-جمهورية مصر العربية أثناء زيارة باحثي المركز إليهم) الا ان العمل توقف بسبب العمليات العسكرية , ثم بوشر العمل مرة أخرى في عام 2018 ونجحت زراعتها في محطة البحوث العلفية التابعة لزراعة حديثة-منطقة السكران ذات الطبيعة الصحراوية ونشرت العديد من البحوث والدراسات بهذا الخصوص وتم تخريج طلبة العديد من طلبة  الدكتوراه ضمن اختصاصات الاحتياجات المائية والإنتاج والتسميد.

إن مركز دراسات الصحراء في جامعة الأنبار يعمل لآجل تحقيق التنمية المستدامة بالمناطق الجافة وذلك ضمن برامج مشاريع المركز  البحث الموكلة اليه والتي تحث على وضع الاستراتيجيات الضرورية لمواجهة أخطار التغيرات المناخية وتأثيراتها على التنمية المستدامة خلال المرحلة القادمة وفي هذا البحث وسوف يتم التعاون وتبادل الخبرات بين كادر المركز وكليات الجامعة والوزارات المعنية في مجال المياه و تربية النباتات لظروف الاجهادات البيئية المختلفة والسائدة بالمناطق الجافة.

وضمن توجهات مركز دراسات الصحراء البحثية في الانفتاح على دوائر الدولة البحثية يقوم الأستاذ الدكتور سيف الدين عبد الرزاق سالم بتنفيذ الخطة البحثية التابعة لمركز دراسات الصحراء لهذا العام بالتعاون مع دائرة البحوث الزراعية – وزارة الزراعة في إدخال تركيب وراثي جديد عضوي جلبت بذوره من استراليا  فضلا عن التراكيب الخمسة قيد الدراسة ,اذ تم تنفيذ العمل البحثي في كل من بغداد والنجف وديالى لاختيار أفضل موعد زراعي في بيئات مختلفة. أن ما يميز  الكينوا   في مراحل نموّها الطبيعي اعتمادها على عناصر أساسية تستمدّها من المناخ والتربة والماء، والفكرة الأساسية هنا أن  الكينوا   لا تستهلك أثناء نموّها كميات كبيرة من المغذيات الموجودة في التربة.  ومن خلال تحليل النّبات  والدراسات التي أنجزت في المركز ومعرفة قدرة التربة، تبين أن عملية إمداد  الكينوا   بعناصرها الغذائية الممتصة من التربة لا تحتاج الى كميات كبيرة من المياه، ولا تحتاج الى مناخٍ معين، بل لديها القدرة على التّعايش مع شتّى أنماط المناخات في العالم. وهذا يعني أنها تعطي حاصل جيّداً مقابل شروط إنتاجية غير مكلفة .ويبدو أن زراعة الكينوا » ستدخل في المستقبل القريب كغذاء أساسي لأجيال الحاضرة والمستقبلية، نظراً الى كون زراعتها تتوافق مع كل الظروف الإيكوليوجية، أي أنها قادرة على التكيف والنمو في رطوبة تتراوح بين نسبة 40 % الى 88 %، كما أنها تقاوم النقص في رطوبة التربة،حيث إنه يمكن زراعتها من صفر مo عن سطح البحر حتى مناطق جبلية ذات ارتفاع3800م.

 وفي ظلّ التغيرات المناخية واشتداد المنافسة الزراعية، قدّمت حبوب «الكينوا » نفسها كبديلٍ زراعي في البلدان التي تعاني من انعدام الأمن الغذائي أو تلك التي تشتكي من قلة في الموارد المائية أو البيئية المناسبة.

                       جدولمكونات الكينوا من المعادن والفيتامينات

معادن

47 mg

CalciumCa

4.57 mg

Iron. Fe

197 mg

Magnesium. Mg

457 mg

Phoshorus. P

563 mg

Potassium. K

5.00 mg

Sodium. Na

3.10 mg

Zinc. Zn

فيتامينات

0.36 mg

Thiamin

0.32 mg

Riboflavin

1.52 mg

Niacin

0.49 mg

Vitamin B6

184 mg

Folate. DFE

14 mg

Vitamin A. IU

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

                              

       

   

 

 

 

 

 

  

المصدر: منظمة الفاو

 
عدد المشاهدات : 162