الزراعة الحافظة نهج جديد للتكيف مع التغير المناخي حول العالم
Share |
2024-04-01
الزراعة الحافظة نهج جديد للتكيف مع التغير المناخي حول العالم

 م. باسم احمد زيدان

قسم  مكافحة التصحر 

المقدمة :

يطلق على نظام الزراعة بدون حرث تسميات مختلفة منها مصطلح(ZERO TELEG)  زراعة الجلد او البذر المباشر او الزراعة بدون فلاحة او الزراعة الصفرية مسميات متعددة لنفس الهدف وهي تعني  عملية وضع البذور والأسمدة بواسطة باذارات خاصة في شقوق ضيقة في تربة غير مقلوبة تحت بقايا المحصول السابق  والتي تؤدي إلى تبديل وتحسين مكوناتها وتركيبها وتنوعها الحيوي الطبيعي بقدر الإمكان وحمايتها من عمليات التدهور والانجراف , وحيث أن العاملين المحددين للزراعة في مناطقنا الجافة هما المياه وخصوبة التربة حيث ان الإنتاجية المتحصل عليها لا تفي بالاحتياجات وبالتالي يجب اعتماد نظم زراعية تحافظ على التربة من التدهور وزيادة قدرتها الإنتاجية هذا يؤدي إلى أن تتناقص الأراضي البور وزراعة مكانها (محاصيل بقوليه اومحاصيل علفية )بجانب القمح والشعير . وفي ظل الظروف الراهنة لارتفاع أسعار المحروقات وزيادة كلفة مستلزمات الإنتاج الزراعي من جهة ولشح مصادر المياه وانخفاض معدلات الهطول المطري من جهة ثانية لافتاً إلى أن هذا الأسلوب الزراعي لاقى في الآونة الأخيرة قبولاً واسعاً لدى المزارعين والفلاحين وانتشر بشكل كبير وحقق نتائج اقتصادية وإنتاجية جيدة في شتى أنواع المحاصيل.‏ حيث وجد أن الزراعة الحافظة من شأنها توفير نفقات فلاحتين على الأقل وتقليل عمليات التعشيب وإزالة النباتات الضارة ورفع نسبة الرطوبة في التربة والحد من انجرافها في المناطق المعرضة للإنجراف وذلك نتيجة وجود بقايا المحاصيل وصولاً إلى زيادة الإنتاج على المدى البعيد مؤكداً أن الزراعة الحافظة لا تنجح في التربة الطينية الثقيلة لزيادة كتمانها وتدني المسامات والشقوق فيها.‏

دور الزراعة الحافظة:

تهدف الزراعة الحافظة إلى تقليص تكاليف الإنتاج ( حراثة, وقود, أيدي عاملة, الوقت .....) وزيادة الإنتاجية بوحدة المساحة من خلال اغناء التربة بالمواد العضوية والكائنات الحية وبالتالي زيادة خصوبة التربة والمحافظة علىرطوبة التربة من خلال تحسين معدل رشح المياه وتخزينها في منطقة الجذور والحد من تأثيرات التغير المناخي ومخاطر التعرية وتخفيف ظاهرة الاحتباس الحراري من خلال زيادة كفاءة التربة على احتجاز الكربون والتقليل من انبعاثه في الجو وذلك بتقليص عمليات الحراثة المتكررة .

شروط ما قبل البدء بالزراعة الحافظة:

التربة: يتوجب قبل الشروع بتبني هذا النظام اجراء تحليل كيميائي للتربة، وتحديد درجة حموضتها، والتخلص من امكانية تشكل القشرة السطحية الصلبة  ، بشكل عام لاتعد القشرة السطحية الصلبة مشكلة حقيقية في هذا النظام لان الغطاء النباتي يجنب التأثير المباشر لقطرات المطر في سطح التربة وبالتالي لا تتشكل القشرة السطحية. أما الترب الطينية الثقيلة جد ا سًيئة الصرف فهي غير مناسبة لهذا النظام كما يجب التأكد من كون التربة مستوية وغير مرصوصة إذ أن انضغاط التربة الناتج من الحراثة المتكررة في الزراعة التقليدية يشكل طبقة صماء ناتجة عن استعمال المحاريث القلابة او القرصية الثقيلة، ويجب ان تعالج هذه المشكلة (انضغاط التربة) قبل البدء بتطبيق هذا النظام. ويمكن كسر الطبقة الصماء ان وجدت باستعمال محراث الحفار  .

الغطاء النباتي : تعد عملية تغطية سطح التربة بشكل دائم بطبقة سميكة من المخلفات النباتية عاملا اًساسيا لنجاح نظام الزراعة الحافظة، إذ تساعد هذه المخلفات في تثبيط نمو الأعشاب والمحافظة على محتوى رطوبة عالٍ في التربة بسبب تقليل مساحة سطح التربة المعرض بشكلٍ مباشر لأشعة الشمس، مما يحول دون ارتفاع درجة حرارة التربة وفقد الماء، فضلا عًن تحسين خواص التربة الفيزيائية والكيميائية والحيوية ومن ثم زيادة خصوبة التربة، وينبغي ان تكون البقايا النباتية بشكلٍ متجانس فوق سطح التربة ولذلك يجب ان تكون آلات الحصاد مصممة لنثر البقايا النباتية بشكلٍ متجانس.

عند تطبيق نظام الزراعة الحافظة يجب القيام بالإجراءات التالية لضمان نجاح العملية:

• تنظيف الحقل من الأحجار والمواد المعيقة لنجاح العملية من الارض

• استخدام الباذرة الزراعية  لضمان تحريك الحد الادنى من سطح التربة.

• ترك جزء من بقايا المحصول السابق على سطح التربة  

• إتباع دورات زراعة طويلة الأمد.

• الحد من الأعشاب الضارة.

معوقات تطبيق نظام الزراعة الحافظة :

في العراق هناك عدة معوقات تواجه استخدام نظام الزراعة الحافظة، وتتنوع هذه المعوقات بحسب الظروف البيئية والاقتصادية والاجتماعية. من بين هذه المعوقات:

ندرة المياه: تعتبر ندرة المياه وتدهور جودة المياه من أكبر التحديات في العراق. يعتمد الكثيرون من المزارعين على المياه الري لزراعتهم، ونقص المياه يمكن أن يكون عائقًا كبيرًا أمام تنفيذ ممارسات الري الحديثة وفعاليات الاستدامة.

تدهور التربة: بسبب عوامل مثل التآكل وتدهور جودة التربة، يواجه الكثيرون صعوبات في تطبيق مبادئ الزراعة المستدامة التي تهدف إلى حماية التربة وتعزيز صحتها.

نقص التمويل والدعم: قد يكون نقص التمويل والدعم الحكومي عائقًا لتبني تقنيات زراعة حديثة وتطبيق ممارسات الزراعة المستدامة، خاصةً بالنسبة للمزارعين الصغار والمتوسطين.

تأثيرات النزاع والاستقرار السياسي: تأثيرات النزاع وعدم الاستقرار السياسي يمكن أن يؤثر بشكل كبير على القطاع الزراعي، بما في ذلك تأثيراته على إدارة الموارد المائية والتربة.

قلة الوعي البيئي: في بعض الحالات، قد يكون هناك نقص في الوعي بأهمية الزراعة المستدامة وفوائدها بين المزارعين والمجتمع المحلي.

التحديات المناخية: التغيرات المناخية وظواهر جوية متطرفة يمكن أن تؤثر على إنتاج المحاصيل وتزيد من تعقيدات الزراعة الحافظة.

ضغوط الإنتاج: لضمان الأمان الغذائي، يمكن أن يكون هناك ضغط على المزارعين لزيادة الإنتاج، مما قد يؤدي إلى استخدام ممارسات زراعية غير مستدامة.

تحتاج الحكومة والمؤسسات الزراعية والباحثين إلى التعاون لتحديد هذه المعوقات وتطوير استراتيجيات تعزز اعتماد المزارعين لممارسات الزراعة الحافظة وتحسين قدرتهم على التكيف مع التحديات المحلية.

المصادر

1- Kirchmann, H., Thorvaldsson, G. (2000) Challenging Targets for Future Agriculture. European Journal of Agronomy, 12, 145-161.

   2- Hobbs, P.R. (2007) Conservation Agriculture: What Is It and Why Is It Important for Future Sustainable Food Production? The Journal of Agricultural Science, 145, 127-137.

3 - أرسلان، أويديس بشير وبربارة، سهيل وياغي، منى. 2017. تأثير الزراعة الحافظة و المخففة في بعض الخصائص الفيزيائية للتربة اللومية الطينية و إنتاجية الشعير في ظروف منطقة الاستقرار الثالثة في سوريةالمجلة العربية للبيئات الجافة،مج. 10، ع. 1-2، ص ص. 157-169.

4 - عسكر، محمود. 2021. إعادة تأهيل الأراضي المتدهورة و دورها في الحد من تدهور التربة في البادية السورية موقع الثليثوات . مجله  الزراعة و المياه في الوطن العربي،مج. 2021، ع. 36 مجلة(s)، ص ص. 46-50.

 
عدد المشاهدات : 98