النباتات الصحراوية ودورها في مقاومة الأمراض الفطرية والبكتيرية التي تصيب الفطر الغذائي الأبيض
Share |
2022-05-22
النباتات الصحراوية ودورها في مقاومة الأمراض الفطرية والبكتيرية التي تصيب الفطر الغذائي الأبيض

   م.م. أحمد فوزي شفيق

  قسم مكافحة التصحر

 

Desert plants and their role in resisting fungal and bacterial diseases that infect of edible mushroom, Agaricus bisporus

المقدمة

      يعد الفطر الغذائي الأبيض  Agaricus bisporus من الفطريات اللحمية (Fleshy Fungi) الذي يمتاز بقيمته الغذائية العالية لاحتوائه على نسبة مرتفعة من البروتين والأملاح المعدنية والفيتامينات تفوق معظم أنواع الخضراوات، كما يتميز برائحة وطعما ونكهة جيدة متميزا عن كثير من محاصيل غذائية أخرى، ينتمي الفطر الغذائي الأبيض إلى الفطريات البازيدية التي تحوي عدداً من الفطريات الغذائية التي تؤكل، وهي ذات انتشار واسع ومعروفة للإنسان منذ القدم، وقد أنشأت بعض البلدان المتقدمة مثل اليابان ودول أوربا والولايات المتحدة صناعات تعتمد على زراعة الأنواع ذات القيمة الغذائية العالية من الفطريات الغذائية وذلك على نطاق تجاري واسع لغرض استهلاكها بوصفها غذاءً صحيا وطبيا للإنسان فضلا عن العديد من الفوائد.

     كذلك يمتاز هذا الفطر بخصائص طبية فضلا عن كونه مهما لحماية الإنسان من خطر الأمراض، واختير من قبل جمعية الأمراض الكندية "The Canadian Caner Society" من بين 5-10 أنواع من الخضراوات والفواكه لفاعليته ضد الأمراض, فهو مهم ضد مرض سرطان البروستات والثدي ويخفض ضغط الدم العالي, حيث عرف الفطر الغذائي مصدرا طبيا منذ آلاف السنين.

     أما التأثيرات المناعية للفطر الغذائي A.bisporus فلا يعرف عنها سوى القليل فهو يرفع الاستجابة المناعية ضد الأورام، كما يحوي على اللاكتين (Lectin) الذي يساعد في منع انتشار خلايا السرطان الطلائية للإنسان من غير اي تأثير سام، وتزداد فاعليته ضد الأكسدة لاحتوائه على السيلينيوم، والـــــــــ 1- Ergothionine  الذي لا يتحطم بالحرارة او الطهو.

     أما الأهمية الاقتصادية للفطر الغذائي فهي تكمن بتزايد الطلب العالمي على استهلاك المحاصيل بمعدلات سريعة نظرا لتزايد عدد السكان، لذلك أصبح الغذاء عنصر ضغط اقتصادي، وسياسي على شعوب الدول النامية، إذ أصبحت الدول الغنية المتقدمة هي المنتجة والمصدرة للغذاء، بينما الدول النامية هي المستوردة له، لذلك يعتبر تأمين المحاصيل الزراعية شرطا من شروط  تحقيق الأمن الغذائي.

       يتعرض حاصل الفطر الغذائي للكثير من الأمراض التي تؤدي الى انخفاض إنتاجيته من الأجسام الثمرية  وقصر مدة صلاحيتها، وذلك  لإصابتها  بالمسببات المرضية منها البكترية التي تسبب مرض التبقع البكتيري  Bacterial spotting المتسبب عن Pseudomonas tolaasii  وتنخر الساق (Stipe necrosis) المتسبب  عن البكتريا  Ewingella Americana ومرض العفن  الطري   (Soft rot)  المتسبب عن بكتريا  Pantoea spp  وهناك أيضا أمراض فايروسية تصيب الفطر منها (X, MVX)، فضلا عن الأمراض الناتجة عن النيماتودا و التي تعود الى أربعة أجناس هي Aphelenchus  ،Ditylenchus   ، Paraphelenchus   ،  Seinura التي تتكاثر وتنمو في الوسط الزراعي مسببة خسائر كبيرة. 

      تعد نباتي الرغل Atriplex spp  والرمث Haloxylon spp من الأدغال البرية الصحراوية التي توجد في اغلب مناطق العراق ولاسيما في صحراء الأنبار الغربية التي لم يتم الإفادة منها بشكل تطبيقي ولغرض الإفادة من تلك النباتات في حل احد أهم مشاكل زراعة الفطر A.bisporus ألا وهي مقاومة مرضي التعفن الأخضر المتسبب عن الفطر الممرض Trichoderma harzianum  ومرض التبقع البني المتسبب عن البكتريا الممرضة Pseudomonas tolaasii في مزارع الفطر الغذائي إذ استخدمت المستخلصات والمساحيق للنباتين المذكورين أعلاه  من قبل الباحث في تثبيط الممرضين أعلاه، إذ ثبط المستخلص الكحولي والمسحوق الخام لنبات الرغل نمو الفطر الممرض Trichoderma harzianum مسبب مرض التعفن الأخضر في مزارع الفطر الغذائي، فضلا عن تثبيط المستخلص الكحولي والمسحوق الخام لنبات الرمث نمو البكتريا الممرضة والمسببة لمرض التبقع Pseudomonas tolaasii في مزارع الفطر الغذائي . 

 أهمية المستخلصات النباتية

    هناك اهتمام متزايد من قبل الباحثين في استعمال النباتات الصحراوية الطبية والتعرف على النواتج الفعالة لهذه النباتات لمكافحة المسببات المرضية حلا للمشاكل الناجمة من الاستعمال المتكرر  للمبيدات الذي أدى الى تلوث البيئة بشكل كبير والطلب المتزايد على إنتاج غذاء صحي  نظيف خالي من متبقيات المبيدات  الكيمياوية فضلا عن ظهور سلالات مقاومة من المسببات المرضية لتلك المبيدات وحدوث حالات التسمم للعاملين بالمبيدات أثناء الاستعمال، تعد النباتات الصحراوية مصدرا مهما للمركبات الحيوية الفعالة ذات القيمة العلاجية للعديد من الأمراض على الرغم من قلة أعداد النباتات التي اختبرت فعاليتها إذ استخدمت النباتات الصحراوية الطبية منذ العصور القديمة كمواد حافظة للمواد الغذائية لما تمتلكه من خصائص ضد التلوث فضلاً عن خواصها المطهرة، كما تحتوي النباتات الصحراوية والعطرية على مركبات عديدة مثل الفينولات والكوينونات والفلافونويدات و القلويدات و البروتينات ومشتقات استبدال الأوكسجين، كما تختلف فعالية المستخلص النباتي باختلاف الجزء النباتي والمرحلة العمرية إذ وجد من خلال الدراسات السابقة أن مستخلص أوراق نبات الدبق  Inula viscosa الكبيرة  قد ثبطت نمو الفطرين Botrytis cinerea   و Rhizopus stolonifer   بنسبة أعلى مقارنة مع مستخلص الأوراق الفتية والساق والأزهار، إن المستخلصات النباتية  قد تختلف  فعاليتها باختلاف المذيب المستعمل في الاستخلاص فقد بينت الدراسات السابقة إن المستخلص الايثانولي لنبات Dodonaea viscosa  أعطى أعلى نسبة تثبيط  لنمو كل من الخيوط الفطرية والابواغ متفوقا على مستخلصات الميثانول والكلوروفورم وخلات الاثيل لنفس التراكيز ضد الفطرين المسببين لأمراض النبات Fusarium oxysprium  وAspergillus niger

 آلية تأثير مستخلصات النباتات في تثبيط الفطريات أو البكتريا

    تتميز المستخلصات النباتية بفاعليتها التثبيطية لكثير من المايكروبات الفطرية والبكتيرية باختلاف الجزء النباتي المستخدم في الاستخلاص والمرحلة العمرية للنبات ونوع المذيب المستخدم لاستخلاص المواد الفعالة، اذ ينتج النبات الألكسينات النباتية، Flavonoids ، Terpenoids ، المشتقات الفينولية، Aglycones ومركبات أخرى مضادة للميكروبات، كما ان تحفيز آليات النبات ضد ممرضات عديدة متضمنة الفيروسات والبكتريا والممرضات الفطرية وذلك بزيادة مقاومتها عن طريق زيادة تركيز نواتج التمثيل والأنزيمات المتعلقة بآليات الدفاع، وبالتالي زيادة المقاومة ضد ممرضات نباتية عديدة متضمنة الفطور والبكتريا.

 
عدد المشاهدات : 437