ادارة الغابات والبساتين في المناطق الجافة
Share |
2023-06-18
ادارة الغابات والبساتين في المناطق الجافة

  م.د. نور طه عبد 

قسم مكافحة التصحر

 Management of Forests and Orchards in Dry Areas

 

 

 الكلمات المفتاحية: الأشجار، الزراعة الصحراوية، تحمل الجفاف، نظم الزراعة الصحراوية

    أصبحت ظاهرة التصحر من المشاكل الخطيرة وذات الاثار السلبية لعدد كبير من دول العالم ولاسيما تلك الواقعة تحت ظروف مناخية جافة او شبه جافة وحتى شبه الرطبة ومنها العراق، وقد تفاقمت هذه المشكلة خلال العقدين الأخيرين بشكل كبير مما خلق تأثيرات سلبية في كافة النواحي البيئية والاقتصادية والاجتماعية(1) . والعراق من بين تلك الدول التي تأثرت بهذه الظاهرة لأسباب عديدة منها التغير المناخي وانخفاض معدلات هطول الامطار او تذبذبها وانخفاض الحصة المائية لنهري دجلة والفرات من دول المنبع والرعي الجائر للمراعي الطبيعية، وغيرها من الأسباب الأخرى، وهذا انعكس بشكل سلبي على توزيع النبات في تلك المناطق ولاسيما الأشجار والشجيرات التي أصبحت رؤيتها في المناطق الصحراوية نادرة جداً وتقتصر ربما على الغابات والبساتين الصناعية التي وضعتها الدولة وبعض الأشجار والشجيرات العلفية المنتشرة في مناطق تجمع الامطار والتي على الغالب تفتقر الى المتابعة والإدارة الجيدة.

 يعتبر وجود الأشجار في الغابات الطبيعية او زراعتها في مزارع الدولة او الفلاحين وغيرها من اهم العوامل التي تؤثر في النظام البيئي ومقاومة التصحر والاحتباس الحراري والعواصف الترابية ومصدراً للوقود والمواد الطبية والاعلاف الحيوانية ومواد البناء وتمنع انجراف التربة وتح من الاثار المدمرة في مواسم الفيضانات(2)، وتختلف نظم وإدارة زراعة الغابات باختلاف الموقع والظروف البيئية السائدة في ذلك الموقع والممارسات الشائعة فيه، ومع ذلك، تختلف المنتجات وكثافة النظام وهيكله اختلافًا كبيرًا من منطقة إلى أخرى(3)، كما يؤثر التوزيع السكاني وموقعه من الغابات والحالة الاجتماعية والاقتصادية على كثافة انتشار الأشجار ونوعيتها ، فضلاً عن تأثير الإدارة ومدى سيطرة ومتابعة الدولة لتلك الغابات (4). ويعتمد انتشار وديمومة الغابات في تلك المناطق على نظم ادارتها بشكل أساسي والحراجة الزراعية من خلال تكاثرها بشكل طبيعي او زراعة الشتلات لغرض سد النقص وتعويض الهالك منها او تمددها لمساحات اكبر(5). ان الاشجار التي يمكن زراعتها في الصحراء هي اشجار متحملة لظروف الجفاف ومتحملة للتربة الفقيرة الموجودة في المنطقة فهناك صحاري مثلا هبوب الرياح فيها بشكل دائم وقوي لذلك يجب التفكير بأشجار جذورها تتغلغل عميقا بالتربة من أجل مسك هذه التربة ، فلكل منطقة ظروفها الخاصة التي يجب دراستها قبل البت في موضوع اختيار الاشجار المناسبة ، وفي العموم يستحسن المحافظة على نوعية الأشجار او الشجيرات المنتشرة في تلك المناطق واكثارها كونها اثبتت تحملها لظروف تلك المنطقة ، ومن تلك الاشجار الاثل وشوك الشام والسدر (النبق البري) القوغ الأبيض والأسود والبطم والعفص واليوكالبتوز والروبينيا وغيرها، اما أنواع الشجيرات فتشمل الغضا والرمث والعرفج ونكد والعوسج (الصريم) والطرطيع وغيرها(6)، اما من الناحية الاقتصادية فقد تم إقامة بساتين لأشجار الفستق والزيتون التي نجحت في صحراء الانبار واشجار النخيل لاسيما في صحراء كربلاء والسماوة. ان الأشجار والشجيرات الصحراوية توفر نوعاً من التوازن البيئي المهم للأحياء الأخرى في المناطق الصحراوية فهي قد تكون مسكن ومصدر غذائي مهم للأنواع الأخرى، في حين تعطي الأنواع الاقتصادية الأخرى فضلاً عن تأثيرها الإيجابي في النظام البيئي مصدراً اقتصادياً مهماً. وعلى العموم لإنجاح وديمومة بساتين الأشجار والغابات في المناطق الصحراوية يجب اتباع أنظمة الزراعة المستديمة من خلال توفير مصدر للمياه البديلة للتغلب على مشكلة تذبذب هطول الامطار كحفر الابار الارتوازية وإقامة البحيرات الصناعية لتجميع وحصاد مياه الامطار واستخدام أنظمة الري ذات الكفاءة العالية كأنابيب التنقيط المدفونة تحت سطح الأرض واعتماد التسميد العضوي من خلال استغلال بقايا النباتات الميتة في صناعة تلك الأسمدة إقامة المشاتل في تلك البساتين والغابات لتعويض المفقود او توسيع انتشار تلك الأشجار تشجيع زراعة أراضي الغابات والبساتين بالمحاصيل او النباتات المقاومة للجفاف لاسيما البقولية لمسك التربة وتحسين صفات التربة الكيميائية والفيزيائية

لا تزال أجزاء كبيرة من الأراضي الزراعية في الأراضي الجافة والصحراوية في غرب وجنوب العراق فيها غطاء نباتي قليل جداً ، وعلى الرغم من الوضع المتشائم العام في تلك المناطق الصحراوية الا انها أظهرت تطوراً ملموساً في أيام وفرة الامطار والتي من خلالها يمكن التفكير جدياً في عكس اتجاه التدهور من خلال غرس الأشجار وإدخال أنواع أخرى اكثر تحملاً للجفاف(7). هذا التنوع يعزز مرونة النظم الزراعية ضد المخاطر البيئية والاجتماعية والاقتصادية التي تحصل في المناطق الصحراوية(6) .

References

1.      AL-Kinani, D.K.S. 2021. Effect of Compost and Bentonite Application on Some Physicals, Chemicals Properites, Growth and Yield of Sorghum in Desert Soil. MSC. Thesis Coll. of Agric. Eng. Sci., Univ. of Baghdad. Iraq. (in Arabic). Pp:120.

2.      De Leeuw J., Njenga M., Wagner B. and Iiyama M. 2014. Treesilience, an assessment of the resilience provided by trees in the drylands of Eastern Africa. ICRAF, Nairobi.

3.      Iiyama M., Derero A., Kelemu K., Muthuri C., Kinuthia R., Ayenkulu E., Kiptot E., Hadgu K., Mowo J. and Sinclair F. 2016. Understanding patterns of tree adoption on farms in semiarid and sub-humid Ethiopia. Agrofor Syst. doi:10.1007/ s10457-016-9926-y.

4.      Sebastian G., Kanowski P., Race D., Williams E. and Roshetko J.M. 2014. Household and farm attributes affecting adoption of smallholder timber management practices by tree growers in Gunungkidul region, Indonesia. Agrofor Syst 88:257–268.

5.      Fifanou V.G., Ousmane C., Gauthier B. and Brice S. 2011. Traditional agroforestry systems and biodiversity conservation in Benin (West Africa). Agrofor Syst 82:1–13.

6.      عبدالله ، ياووز شفيق، مسعود مصطفى الكناني ، مجيد حسن الخالصي (1982) صيانة الغابات . وزارة التعليم العالي والبحث العلمي.

7.      Mortimore M., and Turner B. 2005. Does the Sahelian smallholder’s management of woodland, farm trees, rangeland support the hypothesis of human-induced desertification? J Arid Environ 63:567–595.

 

 
عدد المشاهدات : 637