اليوم العالمي لمكافحة التصحر والجفاف
Share |
2023-06-17
اليوم العالمي لمكافحة التصحر والجفاف

 

أ.د. سيف الدين عبد الرزاق سالم

قسم مكافحة التصحر

 

يحتفل باليوم العالمي لمكافحة التصحر والجفاف في  يوم 17 حزيران من كل عام، يركز على جهود تجديد خصوبة الأراضي المتدهورة، ويسهم  في تعزيز استعادتها  والى إضافة المرونة الاقتصادية ويخلق فرص عمل تساهم في رفع الدخل وزيادة الأمن الغذائي.

تصنف معظم الدول العربية تحت خط الفقر المائي، ويواجه نصف سكانها ندرة المياه الحادة لذلك يجب ان نبحث عن طرق بديلة لإنقاذ او الحد من المخاطر الناجمة عن ذلك.

يساعد التنوع البيولوجي على تعافي المناخ من خلال امتصاص الكربون، والذي يؤدي احتباسه إلى ارتفاع درجة حرارة الأرض، وإبطاء وتيرة التغير المناخي، لأن ثلاثة أرباع الأراضي غير المغطاة بالجليد قد تغيرت بشكل ما من قبل البشر لتلبية الطلب المتزايد على الغذاء والمواد الخام وبناء الطرق السريعة والمنازل.

أصبح تفادي خسارة الأراضي المنتجة وخسارة النظم البيئية الطبيعية أي إبطاء وعكس مسار تدهورها أمرا ملحا ومهما لتحقيق التعافي السريع من انتشار الاوبئة وضمان بقاء الناس والكوكب على المدى الطويل.

هناك العديد من الاسباب التي تسهم في تدهور الاراضي من اهمها  زيادة وتيرة النمو السكاني، والتمدن، والاستغلال  المفرط للموارد الطبيعية، والاستمرار في التوسع والتكثيف الزراعي في مناطق السهل الرسوبي، والرعي المفرط في المناطق الصحراوية، وتعرية  التربة بسبب المياه والريح،  وحدوث المتكرر للعواصف الغبارية وتلوث المياه، وانخفاض نسب المياه الجوفية، وتدمير التنوع البيولوجي، بالإضافة إلى سوء استغلال الموار الطبيعية والبنية التحتية ، حيث محدودية الموارد الطبيعية، إذ أن معدل حصة الفرد من الأرض الخصبة هو أقل 0.17  هكتار، فيما يعيش أكثر من نصف الشعب العربي على أقل من 500 متر مكعب من الماء للفرد سنويا، وهو أقل بكثير من معدل الفقر المائي والمقدر بألف متر مكعب لذلك  اصبحت غالبية  الدول العربية تحت خط الفقر المائي. ومن المتوقع أن تستمر كميات هذه الموارد الأساسية في الانخفاض، مع ارتفاع عدد السكان وتجزئة  المدن  الكبيرة الى وحدات سكنية صغيرة  و بالاعتماد على نفس ما متاح من شبكة المياه وشبكة المجاري واسلاك نقل الطاقة الى  أن نصل الى مرحلة ان  تقل الموارد وتنضب، ناهيك عن آثار التغير المناخي وتدهور الاراضي فضل عن حياتنا العصرية التي تتضمن العادات الشرائية، والخيارات السكانية، وأنماط استهلاك الموارد، وإنتاج النفايات، وإقامة نشاطات ترفيهية مختلفة، ويتم في الغالب التعامل مع هذه التصرفات على أنها من المسلمات، على الرغم من تأثيراتها السلبية الكبيرة على البيئة والموارد الطبيعية الشحيحة والمتاحة .

بالرغم من ذلك تتوافر حلول سريعة منها من الممكن تحسين الوضع من خلال العمل على تشجيع اتخاذ خطوات صغيرة فعالة في الاتجاه المناسب، تشمل الخيارات والقرارات الذكية في حياتنا اليومية المتعلقة بما ننتج، وما نشتريه وكيف نستهلك  اذ ان من الممكن لهذه الخطوات أن تؤثر تأثيرا  إيجابا على استدامة مواردنا الطبيعية حتى تتمكن الأجيال الحالية والمستقبلية من الاستفادة  بفوائد هذه الموارد. ويصبح من المهم أيضا أن تترافق تلك الخطوات بتطوير تشريعات بيئية فعالة وإنفاذها على أرض الواقع لمنع وايقاف طرق  التخلص العشوائي من النفايات وضمان جمعها والتخلص منها بطريقة سليمة والاستفادة منها.

ومن الجدير بالإشارة ساعد الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة التصحر والجفاف على زيادة الوعي بمدى أهمية مشاركة فئات المجتمع والتعاون على جميع المستويات لدعم السعي إلى تحقيق عالم خالٍ من ظاهرة تدهور الأراضي، اذ يعد ذلك من  ذات الأهمية خاصة للمنطقة العربية نظرا لموقعها الجغرافي، والظروف المناخية السائدة والمتوقعة، وتحدد الالتزامات الحالية، المقدمة من أكثر من 100 دولة، استعادة ما يقرب من مليار هكتار من الأراضي خلال العقد المقبل، وهى مساحة تقارب حجم الصين.

 
عدد المشاهدات : 296