تغير المناخ ومعالجة الهجرة من الريف الى المدينة
Share |
2023-12-22
تغير المناخ ومعالجة الهجرة من الريف الى المدينة

ا.د.سيف الدين عبد الرزاق سالم

مركز دراسات الصحراء

مقدمة:

تعد قضية تغير المناخ و الأمن الغذائي من أهم القضايا التي بـرزت فـي الآونـة الأخيـرة وأصـبحت واحـدة مـن أهـم المشـكلات الرئيسـة التـي تواجـه الـدول الناميـة، ومنهـا العراق، ويلعـب قطـاع الزراعـة دورا مهما وحيويــا فـي الاقتصـاد القـومي للبلد ، فهــو القطاع المسؤول عن تحقيق الأمن الغذائي ، لذلك يعتبر الأمن الغذائي من التحديات الرئيسة في العراق، وعلى الرغم من توفر الموارد الطبيعيـة مـن الأرض والمياه والمـوارد البشـرية، فـإن الزراعـة لـم تحقـق الزيـادة المسـتهدفة فـي الإنتاج لمقابلـة الطلـب علـى الأغذية، واتسعت الفجوة الغذائية وأصبحت الدولة تستورد معظم  من احتياجاتهـا مــن الـسلع الغذائيـة الرئيسة بسبب هجرة السكان للمناطق الريفية بسبب تفاقم ظاهرة التغير المناخي وتناقص في الموارد المائية.

يعد الريف والمدينة المدينة هي المكان الحضري الأكثر تنظيماً من الريف، والأكثر اتساعاً في المساحة العمرانية، والشوارع، والأماكن العامة، والدوائر الحكومية وفيها يجد المرء كلّ ما يحتاجه من بضائع، ومعاملاتٍ رسمية أو تجارية، ويشملُ الريف المناطق التي تُحيط بمراكز المدن وضواحيها، ويُعرف بهدوئه النسبي مُقارنةً مع المدينة كما تتسع فيه المساحات المفتوحة الخضراء، والمناظر الطبيعية كعيون الماء، والوديان، والتلال، والسهول الخصبة الزراعية، ومن مظاهر الريف أيضاً الاهتمام بالثروة الحيوانية وتربيتها، لا سيما المواشي، والنحل، وبعض الطيور كالدجاج، والحمام، ورغم هذه الميّزات التي يتمتع بها الريف، إلّا أنّ العديد من سكانه لا سيما الشباب، يُهاجرون منه إلى المدينة لأسبابٍ عديدة، وفي هذا المقال سوف نتحدث عن أسباب الهجرة من الريف إلى المدينة. أسباب الهجرة من الريف إلى المدينة:

 التنظيم:

 إنّ المُدن أكثر تنظيماً من الريف من حيثُ: طريقة البناء، وأسلوب الحياة العصري، وعنونة الشوارع والأماكن العامة، وترقيم المنازل والأبنية التي يسهل الوصول إليها، أو الاستدلال إليها أمّا في الريف فيستغرق المرء وقتاً أطول، وجُهداً أكبر للوصول إلى بعض الأشخاص، أو المنازل والعناوين ولا يتمّ ذلك إلّا عبر السؤال من شخصٍ لآخر، فيما تُقدم بعض المدن الكبيرة غير الوسائل السابقة لمواطنيها خرائط تفصيلية تُبين العناوين المهمة فيها، وجدولاً تعريفياً بسوقها وشوارعها، ويمكن للسائح استخدامه في كثيرٍ من الأحيان.

 خصوصية الفرد:

 إنّ نمط التعامل بين السكان في المدينة مبنيٌ على أساس احترام حريات الآخرين وعدم التدخل فيها بعكس الريف، الذي غالباً ما تحكم علاقات أفراده البساطة والعفوية التي تؤدّي بأي فردٍ إلى سؤال جاره عن وجهته الصباحية، أو سبب عودته المُتأخرة إلى المنزل، فيما تختفي هذه السلوكيات عند الحديث عن علاقة سكان المدينة ببعضهم البعض.

المواصلات :

يُعاني الكثير من الموظفين وطلبة الجامعات من صعوبة توفر المواصلات، من وإلى قراهم أو الأماكن الريفية التي يسكنونها، فتجدهم يتأخرون على الدوام في العمل، أو على المحاضرات الباكرة في المعاهد والجامعات، وحتى في طريق عودتهم إليها يقفون بالساعات لانتظار مركبة أجرة، وإن وجدت فغالباً ستطول الطريق حتّى تصل إلى المنزل وهذا ما يرفع كلفة المواصلات في نهاية الأمر مما يدفع هؤلاء إلى اختيار المدينة، كمكانٍ للإقامة والسكن عوضاً عن الريف. البحث عن الذات من الصعب ألّا يرتبط الساكن في الريف بعاداته وتقاليده وهي في غالب الأحيان لا تُعطي الفرد مجالاً للتعبير عن ذاته أو الاستقلال بها، فإذا اختلفت عوائل الريف تحتم على الأفراد جميعاً التخاصم، وإذا ما خالف أحدهم ذلك تنبذه الجماعة، أو أنّها لا تأخذ برأيه أو مشورته، كما تُعاني المرأة في الريف من بعض العادات فلا يصح أن تبقى دون زواجٍ بعد سن الخامسة والعشرين، في حين لا يُعطي سكان المُدن هذه الأمور أي اعتبار، وفيما يخصّ عمل المرأة أيضاً فهي لا تستطيع في معظم الأحيان الارتباط بوظيفةٍ تبعد كثيراً عن مكان سكنها وإن فعلت ستدفع ضريبةً كبيرة كمواجهة مشكلة التنسيق بين عملها وتربية أطفالها، وقد تلاقي بعض النساء المُثابرات في أعمالهن، صعوبةً في الزواج كون مجتمع الريف لا يتقبل عودة المرأة للمنزل، في ساعةٍ متأخرة من اليوم، أو في بعض الأحيان عودتها ليلاً.

تيسير المعاملات:

 إنّ المدينة هي المركز الإداري للمناطق السكنية القريبة منها كافة، سواء المُنظَمة كالمدينة نفسها، وضواحيها، أو الريف والقرى، وفيها العديد من الدوائر الحكومية كالوزرات ومديرياتها المختلفة التي تُقدم الخدمات المتعلقة بضروريات حياة المواطنين، كما يُسهل على الفرد الوصول لتلك الدوائر زمنياً، حيثُ لا يستغرق الأمر منه سوى دقائق، أمّا ساكن الريف فيحتاج لتفريغ نفسه يوماً كاملاً، أو ساعاتٍ طويلةٍ لإنهاء معاملته الرسمية. الفعاليات الثقافية والأماكن الترفيهية لا يولي الريف الاهتمام بالناحية الثقافية فسكان الريف يحرصون غالباً على تعليم أولادهم، وتزويجهم، والقيام بأعمال الزراعة، أو العمل عموماً، واستمرار الحياة على هذا النمط، أما الساعين لحضور الأمسيات الشعرية، أو الحفلات الموسيقية الراقية كالعزف المنفرد لعازف كمان، أو فرقة موشحاتٍ مثلاً، فلن يجدوها في الريف. وينطبق الأمر كذلك على الأماكن الترفيهية فالترفيه محدودٌ في الريف، ومقتصرٌ على الأماكن الطبيعية، أمّا المدينة فهي تسعى لخلقٍ شكلٍ جديدٍ من الترفيه كالمطاعم، والمقاهي المتنوعة، والحدائق، والمدن المائية، ومدن الملاهي، كذلك تحتوي المدن على الأسواق الكبيرة والمتخصصة، وفيها يجد الفرد جميع ما يحتاج من أطعمةٍ، وألبسةٍ، ومقتنياتٍ إلكترونية وكهربائية، وكمالياتٍ عديدة.


الهجرة الداخلية ... الخلل الديموغرافي ... الأسباب والحلول 

ان الهجرة الداخلية وما يتبعها من آثار ديموغرافية مدمرة تستدعي من الدولة والمجتمع الوقوف جنباً إلى جنب لمعرفة الأسباب ومحاولة البحث والتقصي لإيجاد أنجع الحلول بصورة لا تتسبب في خلق مشاكل أخرى..
تعريف الديموغرافيا : علم السكان، علم إحصائي يهتم بتوزيع وتركيب السكان ونموهم والمواليد والوفيات والهجرات والمتغيرات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية إلى غير ذلك.
محور النقاش:
التكدس السكاني الضخم في العاصمة بغداد بشكل أصبح يشكل خطراً على التوازن الديموغرافي في البلاد .. نبحث عن الأسباب والحلول..

مفاهيم هامة :
الهجرة ... الهجرة الداخلية
الهجرة "Migration" : انتقال شخص ناتج عن تغيير مكان الإقامة والظاهرة التي يميزها هذا النمط من الحدث.
هناك أنواع متعددة من الهجرات ولكن سوف نركز في هذا الموضوع على الهجرة الداخلية , وهذا النوع يعتبر نشط أنواع الهجرة في الدول التي تركز على تنمية المدن دون النظر للمناطق الريفية مثال صارخ لهذه الدول.
الهجرة الداخلية: هي الهجرة التي تتم داخل حدود الدولة بصرف النظر عن المسافة التي يقطعها المهاجر , فقد تكون انتقالاً من مسكن إلى آخر داخل الحي الواحد أو المدينة الواحدة أو مدينة أخرى أو من الريف إلى الحضر , أو من المناطق المأهولة إلى المناطق غير المأهولة لتعميرها , والهجرة الداخلية في معظمها تتم في إطار مسافات قصيرة نسبيا . 
وكذلك تعَرف الهجرة : تعني انتقال الأفراد أو المجموعات من رقعة جغرافية معينة إلى رقعة أخرى سواء كانت هجرة تمدين , بمعنى انتقال من الريف إلى المدينة أم هجرة مضادة من الحضر إلى الريف , تحمل معها في الحالتين آثاراً اجتماعية , اقتصادية , ثقافية وسياسية إلى المجتمع الجديد وتترك آثاراً واضحة على المجتمع الذي هاجرت منه المجموعات والأفراد.
الأسباب :
1. التغيرات المناخية وتناقص الواردات المائية
2.عدم إتاحة فرص العمل لأبناء المنطقة منذ زمن بعيد
 3. عدم وجود فرص التعليم الجامعي في المنطقة.
4. البحث عن فرص عمل في المدن الكبيرة.
5. ذهاب أغلب أبناء المناطق الريفية للدراسة في الجامعات منذ مدة ليست بالقصيرة حتى بعد أن فتحت بعض الكليات في المناطق لم تكن قادرة على استيعاب الخريجين من الثانوية العامة فغادر أغلبهم المنطقة واستقروا في المدن.
6.الرغبة في إكمال مراحل التعليم العالي.
7.الرغبة في الانضمام للأقارب أو الزواج والانضمام للأصدقاء.
8. الأسباب الصحية والعلاجية .
9.البحث عن فرص أفضل لتحسين المستوى المعيشي.
10. الرغبة في العيش في المدن الكبرى لطبيعة الحياة فيها.
11.بعض هذه المناطق لا توجد بها جامعات أو كليات عسكرية أو معاهد أو مراكز تدريب متنوعة وبالتالي لن يجد المواطن أو الموظف بهذه القرى تطويرا ملحوظا على مستواه ولن يحصل على مقومات الوظيفة المطلوبة.
12.عدم وجود المقومات العصرية كالأسواق الكبرى والحدائق العامة ومراكز الترفيه وتوفير الخدمات الأساسية كمياه الشرب والكهرباء والمؤسسات الحكومية المعنية بتقديم الخدمات للمجتمع.

13. الحروب والنزوح الى خارج المدن والقصبات شكل عامل اساس ومهم في هجرة السكان.

الحلول المقترحة :
1. خلق فرص عمل حقيقية ومتجددة لأبناء المناطق الريفية.
2. توفير فرص إكمال الدراسات الجامعية والدراسات العليا بالمناطق الريفية.
3. تسهيل نقل الموظفين باتجاه المدن وتحفيز عمليات الهجرة الداخلية العكسية باتجاه الريف.
4. توفير الخدمات الصحية والخدمات الحكومية الأخرى في المناطق الريفية.
5. توفير سبل الراحة والترفيه كالحدائق العامة والمنتزهات في المناطق الريفية ..
7. توفير تسويف للمنتجات الريفية والرقي بالصناعات المحلية في المناطق الريفية.
8. الرقي بالعمل الاجتماعي في الريف من خلال توفير الاندية والجمعيات الرياضية والثقافية.
 

 
عدد المشاهدات : 525