امكانية زراعة اللوزيات في ترب الصحراء الغربية من محافظة الانبار
Share |
2024-01-11
امكانية زراعة اللوزيات في ترب الصحراء الغربية من محافظة الانبار

 أ.د. عبدالكريم احمد مخيلف العلواني

مركز دراسات الصحراء - قسم جيولوجيا الصحراء  

كلمات مفتاحية :  أشجار مكسرات   فستق حلبي  ;   الصحراء الغربية ;  ترب  ; لوز ; جوزة عين الجمل

المقدمة :

كثيراً ما يربط الناس بين المناطق الجافة وبين الصحاري والظروف المعيشية القاسية والمصاعب الاقتصادية والجفاف، ولكن ليس هذا المقصود بالمناطق الجافة التي إذا أديرت بطريقة جيدة يمكنها أيضاً أن تكون خصبة وقادرة على تأمين الحياة للسكان والمحاصيل والمواشي التي تغذي حوالي ثلث البشرية، توفر المناطق الجافة الفرص للسكان المحليين كما تقدم منافع إقليمية وعالمية ملموسة ،هناك العديد من الأسباب التي أدت إلى عدم تحقيق المنافع التي يمكن أن تنجم عن العمل في الأراضي الجافة والمجتمعات النشطة التي تعيش عليها مثل انهيار الأسواق وضعف حوافز الاستثمار وبعض الخرافات المجتمعية، هناك خطر حقيقي أصبح الآن سببا لقلق متنام بشأن التصحر الذي سيقلل من الفرص الوليدة ويتسبب في فقدان العالم للإمكانيات الكامنة في المناطق الجافة.

يعني التصحر تدهور الأراضي في المناطق القاحلة وشبه القاحلة والجافة شبه الرطبة نتيجة عوامل مختلفة من بينها التغيرات المناخية والأنشطة البشرية، يؤثر التصحر على وسائل عيش سكان الريف في المناطق الجافة، خاصة الفقراء منهم، الذين يعتمدون على المواشي والمحاصيل وموارد المياه المحدودة والتحطيب إن الأهمية الاجتماعية والاقتصادية الكبيرة للموارد الطبيعية والزراعة وتربية الحيوانات تعني في العديد من المهم تصحيح صورة التصحر في الأذهان الذي يلتهم ببطء الأراضي الخصبة والنباتات والمواشي والبشر، إن الحلول العملية للتصحر متاحة على مستويات عديدة كما تقوم مجتمعات في جميع أنحاء العالم بتطبيقها بنجاح،  ولكن التفاعل بين تحديات التغير المناخي والحفاظ على التنوع الحيوي مرتبط في هذا النظام البيئي بشكل وثيق بالأمن الغذائي والحد من الفقر، في الأراضي الجافة، أن التعامل مع هذه القضايا هو كيفية تأثيرها على بعضها البعض وايجاد الحلول العملية التي تساعد الملمعات المتأثرة، الأمر الذي يتطلب التعاون بين الخبراء في مختلف المجالات وفي الآليات التي يقدمها المجتمع العالمي ، تلعب اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر دوراً هاماً في ذلك في دول الأراضي الجافة وغير الجافة وتعزز الامتياز العلمي والتقني وترفع من وعي الجماهير وتعبئ الموارد من أجل منع التصحر / تردي الأراضي والسيطرة عليه وعكس تقدمه والتخفيف من آثار الجفاف.

ان إنشاء نظم معلومات وتقييم ومتابعة وإنذار مبكر في المناطق المعرضة للتصحر والجفاف مهمة في استزراع واستثمار محاصيل المكسرات ذات القيمة الاقتصادية العالية فضلا عن معرفة العوامل المناخية والجوية و الهيدرولوجية والإحيائية وغيرها من العوامل ذات الصلة.

ان بداية دراسة الترب في العراق كانت من قبل العالم الهولندي (Buringh,1960) وصنف ترب الصحراء الغربية العراقية الى: أراضي صحراوية جبسية مختلطة، أراضي صحراوية حجرية ، أراضي صحراوية جبسية ، أراضي صحراوية حصوية، ترب قاع الوادي ، ترب كتوف الأنهار .

ان الهدف من هذه المقالة هو تقديم معلومات مبدئية حول امكانية استزراع اشجار المكسرات ضمن بيئة الصحراء الغربية من العراق والحد من حالة التصحر والتخفيف من اثار الجفاف في المناطق المتأثرة من اجل دعم والحد من الفقر والاستدامة البيئية.

دور الغطاء النباتي الشجيري في مكافحة التصحر:

يعتبر الغطاء النباتي دور هام في مكافحة التصحر، حيث يساعد في تثبيت التربة، ويقلل من تفاوت درجات الحرارة والرطوبة في التربة، كما يحميها من التعرية الناتجة عن الرياح والامطار، كما يعمل على تقليل تبخر المياه السطحية وبالتالي توفير مياه كافية للنباتات والأشجار في المنطقة المكافحة للتصحر فضلا عن انه يقوم بالتربية على التنوع الحيوي في المنطقة، حيث يعمل على جذب الكائنات الحية وتوفير بيئة مناسبة لها.

تلعب الشجيرات دوراً حيوياً في مكافحة التصحر من خلال وامتصاص المياه، كما أنها تساعد على منع تدهور التربة عن طريق الحفاظ على الرطوبة وحماية التربة من الانجراف و توفر النباتات الموائل والغذاء لمختلف أنواع الحياة البرية، مما يساعد على الحفاظ على توازن النظام البيئي.

ان استخدام الغطاء النباتي في مكافحة التصحر  يساعد في حماية التربة وتحسين بنائها وتخفيض درجة حرارة الأرض و يساعد في زيادة كمية الماء المخزنة في التربة ، ويحفظ الرطوبة عند الجفاف. وبالتالي فإن استخدام الغطاء النباتي قد يعد طريقة فعالة لمكافحة التصحر.

تحديات مكافحة التصحر وتدهور الغطاء النباتي بما في ذلك:

1-التغير المناخي: يؤدي ارتفاع درجات الحرارة وانخفاض نسب الأمطار إلى تفاقم التصحر.

2-النمو السكاني: يعمل النمو السكاني السريع على زيادة الطلب على المواد الغذائية والمياه، مما يزيد من ضرر التصحر.

3- الزراعة غير المستدامة: تتضمن الزراعة غير المستدامة استخدام الأراضي بشكل غير ملائم، مما يؤدي إلى تدهور الغطاء النباتي.

4- التصحر الحضري: يؤدي زيادة عدد السكان ونمو المدن إلى استخدام الأراضي في غير الأغراض الزراعية مما يؤدي الي تدهور الغطاء النباتي والتصحر.

5- الجفاف: يشار إلى أن الجفاف الذي يصيب بعض المناطق يتسبب في تصحر الأراضي وزيادة تدهور الغطاء النباتي.

أساليب حديثة في مكافحة التصحر وتعزيز الغطاء النباتي الشجيري ومن أهمها:

1- زراعة الأشجار: تعتبر زراعة الأشجار من أفضل الطرق لمكافحة التصحر، حيث تساعد بشكل كبير على ثبات التربة وتحافظ على الرطوبة فيها، كما تسهم في زيادة الغطاء النباتي.

2- استخدام التقانات الحديثة في الري: يمكن استخدام التقانات الحديثة في الري مثل نظام الري بالتنقيط أو الري بالرش، حيث يساعد هذا النظام على توفير الماء بشكل فعال وتحسين نمو النباتات.

3- استخدام الأسمدة الحيوية: يمكن استخدام الأسمدة الحيوية لتعزيز نمو النباتات وتحسين جودتها، حيث تحتوي هذه الأسمدة على مواد عضوية مثل الكمبوست والسماد الحيواني.

4- الحفاظ على التنوع البيولوجي: يجب الحفاظ على التنوع البيولوجي في المناطق المعرضة للتصحر، وذلك من خلال تشجيع نمو الأنواع النباتية المناسبة لتلك المنطقة وتشجيع تكاثر الحيوانات والطيور المحلية.

5-  التحكم في العواصف الغبارية: يمكن التحكم في التعرية الرملية باستخدام حواجز الرياح والأشجار المثبتة، وخاصة في المناطق الصحراوية الجافة.

الفوائد الطبية لأشجار الكسرات :

ان لثمار الكسرات الثلاثة  قيمة غذائية عالية جدا، فهي من أغنى المصادر النباتية بالبروتين كما أنها تحتوي على نسبة عالية من الألياف والمعادن والفيتامينات والمواد المضادة للأكسدة، و أنها مصدر ممتاز لأحماض أوميجا 3 الدهنية، يفيد تناول ثمار المكسرات إلى زيادة نسبة تأكسد الدهون في جسم الإنسان والمساعدة في التقليل من الدهون الضارة التي تزيد الوزن. حيث يتمّ تناوله نيّئاً، أو محمّصاً أو قد يضاف إليه بعض المنكهات، وتستخدم ايضا في صناعة المكسرات و الحلويات وفضلاعن ان اخشاب شجرة الجوز تستخدم في العديد من الصناعات الخشبية، حيث يعد خشبها من أفضل الأنواع وأغلاها ثمناً وذلك لقوته ومتانته و لسهولة صقله وكثافته العالية كما تتميّز أوراق شجرة الجوز، باحتوائها على العديد من المواد المنشطة والمطهرة، التي تعمل على الوقاية من العديد من الأمراض، حيث يتم استخدامها في صناعة بعض الأدوية. كما تستخرج منها الصبغات الطبيعية لصِباغة الأقمشة والورق والشَعر، كما تزرع أشجار المكسرات  كمصدات للرياح في المزارع.

اختيار المحاصيل الملائمة للاستزراع:

تم اختيار ثلاثة محاصيل مكسرات هي : اللوز almonds (Prunus dulcis)   ، جوزة عين الجمل Walnut (Juglans regia) والفستق الحلبي pistachios (Pistacia veraL. ) ،حيث ادخلت زراعة الفستق الحلبي في عهود سابقة واثبت نجاحة حيث لوحظت زراعته في واحة الكيلومتر98 ضمن طريق المرور السريع رمادي - رطبة وهذه الاشجار معروفة بقدرتها على مكافحة التصحر ونمو الأعشاب تحتها فضلا عن العائد الاقتصادي،  تحتوي هذه النباتات على أنظمة جذرية عميقة تساعد في الاحتفاظ بالتربة والرطوبة، وتمنع التعرية، وتوفر موطنًا للحياة البرية فضلا عن أن تساعد في زيادة خصوبة التربة عن طريق تثبيت النيتروجين من الغلاف الجوي.

ظروف تربة شجرة اللوز ومتطلباتها وتحضيرها متطلبات التربة لشجرة اللوزمثل جميع أشجار الفاكهة، تفضل شجرة اللوز الشمس الكاملة والتربة جيدة التصريف، تزدهر شجرة اللوز في مجموعة واسعة من التربة من الطين الرملي إلى الطين الرملي، ولكنها تفضل بشكل عام التربة الخفيفة والخصبة والعميقة وجيدة الصرف. على الرغم من أن شجرة اللوز مقاومة للجفاف ويمكنها البقاء لسنوات عديدة في التربة الجافة، إلا أن إنتاجها ينخفض بشكل كبير في ظل هذه الظروف. انخفاض رطوبة التربة في نهاية موسم النمو أقل أهمية مما كانت عليه في البداية وينبغي تجنب التربة الثقيلة أو غير جيدة التصريف لأنها وجدت أنها تقلل الإنتاج وتشجع انتشار الأمراض الفطرية المختلفة لا تعد درجة حموضة التربة عادةً عاملاً مقيدًا، حيث يمكن للشجرة أن تنمو جيدًا في درجة حموضة تتراوح من 5,5 إلى 8,5.

ان ظروف التربة لشجرة الجوز ومتطلباتها وإعداداتها مثل جميع أشجار الفاكهة، تفضل شجرة الجوز الشمس الكاملة والتربة جيدة التصريف حيث تزدهر شجرة الجوز في التربة الغرينية الرملية العميقة جيدة الصرف والمروية والغنية بالمواد العضوية ويمكن أن يتحمل نطاقًا واسعًا من الدالة الحامضية (الأس الهيدروجيني 5 إلى 8)، وقد يستخدم معظم المزارعين مادة الكلس من أجل تثبيت الأس الهيدروجيني عند حوالي 6,5  الشجرة حساسة تجاه التركيزات العالية من الصوديوم والكلور والبورون، المواقع الأكثر ملاءمة هي ضفاف الأنهار والتلال وبطون واكتاف الاودية الجافة وينبغي أيضًا تجنب المواقع التي يمكن أن تتراكم فيها مياه الأمطار الغزيرة ولا يتم تصريفها جيدًا.

اما متطلبات التربة لشجرة الفستق على الرغم من أنها يمكن أن تتكيف مع مجموعة متنوعة من التربة، إلا أن شجرة الفستق تفضل التربة الطينية العميقة والخفيفة والجافة والرملية نسبيًا، والتي تحتوي على نسبة عالية من كربونات الكالسيوم (CaCO3)، لا تتحمل التربة الرطبة والثقيلة وخاصة التربة غير جيدة التصريف، ومع ذلك  فهو يتحمل التربة الحمضية أو القلوية أو ذات الملوحة القليلة، غالبًا ما يتم إنتاج الفستق اللذيذ في تربة كلسية جيدة التصريف ذات قوام متوسط، غالبًا ما تحتوي التربة الكلسية على أكثر من 15% من CaCO3 ، ان جميع صفات الترب الملائمة لزراعة تلك الأشجار ذات المردود الاقتصادي العالي متوافرة ضمن ترب الصحراء الغربية العراقية هناك نجاحات ملحوظة في زراعة أشجار المكسرات ضمن المناطق الصحراوية وتأتي مصر بالدرجة الأولى وسوريا والأردن والمغرب ثم الجزائر ، الاشكال 1-4 نماذج لأشجار المكسرات في مناطق صحراوية عربية مختلفة.

 

شكل 1  . أشجار اللوز في صحراء الجيزة – مصر

 

شكل 2  . أشجار اللوز في صحراء جرش – الاردن

 

شكل  3 . أشجار الفستق الحلبي  - المغرب

شكل 4 . شجرة الجوز -صحراء مصر

المصادر:

- الامم المتحدة. 1994 .  اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر في البلدان التي تعاني من الجفاف الشديد او من التصحر، وبخاصة افريقيا.

- الموقع: Walnut Tree, almonds, pistachio, Soil Requirements and Preparation - Wikifarmer 

- مشاتل القادري الزراعية. 1967 . الحاج احمد عبد الرحمن القادري (أبو عقاب) – جرش – الأردن.

 

 

 

 

 

 

 

 

 
عدد المشاهدات : 227