سيمنار ترقية علمية لدكتور معاذ هلال              زيارة السيد مساعد رئيس الجامعة للشؤون العلمية              دورة التأهيل التربوي              كفاءة اللغة العربية              الأنبار في العهد العثماني

 تفاصيل الخبر

حرب الانفصال اليمنية عام 1994

2023-02-12

حرب الانفصال اليمنية عام 1994


مقال: للمدرس المساعد أمين ياسين عباس – جامعة الانبار/ مركز التعليم المستمر

حرب الانفصال اليمنية عام 1994

       تأتي حرب الانفصال اليمنية التي اندلعت في أيار عام 1994 بالمرتبة الثالثة بعد حربي الحدود التي اندلعت بين شطري اليمن خلال الأعوام 1972 - 1979 ، والتي كان سبب قيامها الأزمة السياسية الداخلية التي بدأت بوادرها في اليمن بعد إجراء الانتخابات البرلمانية الأولى في السابع والعشرين من نيسان عام 1993 والتي أسفرت عن إحداث تغيير مهم في التركيبة السياسية اليمنية على مستوى السلطة الحاكمة في البلاد، والتي تمثلت بفوز حزب التجمع اليمني للإصلاح برئاسة الشيخ عبد الله حسين الأحمر زعيم قبائل حاشد و بكيل في اليمن الشمالي، بالعديد من المقاعد البرلمانية وتقدمه على الحزب الإشتراكي اليمني بزعامة علي سالم البيض الذي تراجع إلى المركز الثالث بعد فوز حزب التجمع اليمني للإصلاح بزعامة عبد الله الأحمر ، ومن الجدير بالذكر أن هذه الأزمة. الداخلية تقف ورائها المملكة العربية السعودية، فضلاً عن أسباب أخرى تمثلت بإنكار الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية اليمنية للإتفاقيات الموقعة بينه وبين علي سالم البيض زعيم الحزب الاشتراكي اليمني والانقلاب عليها، ولاسيما رفض حكومة صنعاء القبض على المسؤولين عن جرائم الإغتيالات السياسية التي طالت قادة وكوادر الحزب الإشتراكي، كل هذه الأسباب وغيرها دفعت بنائب الرئيس اليمني علي سالم البيض الى تنفيذ مشروعه الإنفصالي، والذي بدأ به بعد عودته من الولايات المتحدة الأمريكية ولقائه بنائب الرئيس الأمريكي البرت آل غور Albert Al Gor ، وهو ما أقدم عليه علي سالم البيض بأطلاقه الشرارة الأولى للحرب، وعلى إثرها شكلت لجنة حوار من القوى السياسية صاغت وثيقة سميت بـ (وثيقة العهد والإنفاق) تم توقيعها فى العاصمة الاردنية عمان في الحادي والعشرين من شباط عام 1994 بين الرئيس علي عبد الله صالح ونائبه علي سالم البيض ، والتي كانت برعاية الملك حسين بن طلال والأمين العام للجامعة العربية عصمت عبد المجيد وبحضور الشيخ عبد الله حسين الأحمر، والتي نصت على إعادة توزيع السلطة بين مجلس الرئاسة ومجلس الوزراء ، فضلاً عن توزيع المهام الإدارية للمناطق بالتساوي بين القيادات السياسية ، بيد أن ذلك الاتفاق لم يحصل، الأمر الذي أدى إلى تفاقم الأوضاع السياسية وبشكل كبير عندما أعلن الرئيس علي عبد الله صالح الحرب في خطابه الذى القاه في ساحة السبعين فى نيسان عام 1994 ، حث فيه الشعب اليمني على القيام بالحرب ضد مشروع الانفصال، وبعد ساعات من الخطاب شرعت القوات الشمالية بالهجوم على اليمن الجنوبي واستطاعت تدمير لواء شلال واللواء المدرع في عمران ، وعلى إثرها أعلن نائب رئيس الجمهورية علي سالم البيض رفضه لوثيقة الاتفاق، ولاسيما رفضه ممارسة عمله في صنعاء، وقيامه بزيارة عدد من الدول العربية التي لا تريد الوحدة بين الشطرين طالباً منها الدعم لإعلان دولة الانفصال لليمن الجنوبي ، وبذلك أيدت دول مجلس التعاون الخليجي عدا قطر دعمها لمشروع الانفصال، وفي الوقت ذاته حذر الأمين العام للجامعة العربية عصمت عبد المجيد من تحول اليمن الى ساحة للصراع ودخول البلاد في حرب أهلية شاملة.

     على الرغم من كل الجهود التي بذلت من الجامعة العربية والمملكة الأردنية الهاشمية لاحتواء الأزمة اليمنية، الا أن جميعها باءت بالفشل، بعدها إندلعت المعارك في الرابع من أيار عام 1994 بين قوات الوحدة اليمنية والقوات الجنوبية الانفصالية الموالية للحزب الاشتراكي اليمني بزعامة علي سالم البيض، وبذلك أصبحت المواجهة العسكرية شاملة ، وعلى إثرها بدأ لواء با صهيب الجنوبي وبتوجيه مباشر من نائب الرئيس اليمني علي سالم البيض بالهجوم بقذائف الدبابات والصواريخ ضد كتيبة الحرس الجمهوري المرابطة بمدينة ذمار، وضرب سرية الأمن المركزي المتواجدة في خور مكسر بالعاصمة الجنوبية عدن بالدبابات وصواريخ المدفعية، كما بدأت تلك القوات في قاعدة العند بالهجوم على اللواء الثاني المرابط في ردفان، وفي الوقت ذاته واصلت الطائرات التابعة لقوات الإنفصال قصفها العاصمة الشمالية صنعاء، ومطاري تعز والحديدة وأدت تلك الاحداث إلى إعلان حالة الطوارئ في البلاد لمدة ثلاثين يوما، على إثرها أصدر مجلس الرئاسة في صنعاء قرار رقم (7) لعام 1994 بإقالة وزير الدفاع العميد قاسم طاهر من منصبه وإحالته للتحقيق لإتهامه بارتكاب جرائم حرب، كما أمر الرئيس صالح بتعزيز مواقع هجومية في منطقة ميكراس التي تعد خاصرة الجنوب الضعيفة، فحدث فيها معركة في الخامس من أيار عام 1994 ، استخدمت فيها القوات الشمالية إسلوب المناورة والتكتيك تمكنت على إثرها من السيطرة على منطقة ميكراس ودحر القوات الانفصالية ، بعدها شهد يوم الثالث عشر من أيار عام 1994 ، إحتدام القتال بين قوات الطرفين في منطقة الضالع وعلى محور كرش - العند - الراهدة، ومنطقة باب المندب وهي مناطق تابعة جميعها لليمن الجنوبي، مما دفع عدن الى تصعيد حرب الصواريخ على المدن الشمالية تعز والحديدة، وسط أنباء عن خسائر مادية وبشرية كبيرة في صفوف اللواء 25 مدرع جنوبي حسب ما ذكرته مصادر من صنعاء، ومن الجدير بالذكر أن حرب الانفصال لم تكن بمعزل عن تداعيات حرب الخليج الثانية، الأمر الذي اتخذته الحكومة السعودية بتقديم الدعم العلني لجناح علي سالم البيض ضد جناح الرئيس علي عبد الله صالح، وذلك بتقديمها أموالاً طائلة للإنفصاليين الذين استطاعوا من خلالها شراء أسلحة حديثة، فيما قامت دول مجلس التعاون الخليجي بدعم قادة الانفصال عسكرياً، الا وهو شراء طائرات حربية من طراز (MIG-29) إستخدموها الانفصاليين في الحرب، وبالتالي جاء إعلان الانفصال في الحادي والعشرين من أيار عام 1994 عقب المواجهة العسكرية ليمثل الخطوة الاكثر خطورة التي أقدم عليها الحزب الاشتراكي الحاكم في اليمن الجنوبي، أثار قرار الانفصال ردة فعل عنيفة ضد علي سالم البيض، في حين اعتبر مجلس النواب اليمني قرار الانفصال خرقاً للدستور وانتهاكاً لسيادة البلاد واستقلاله، بيد أن ما قام به الجنوبيون بالانفصال هو إحساسهم بوجود النفط في أراضيهم وبكميات كبيرة ، والذي عُّد النفط من أهم الأسباب التي أدت إلى إشعال الحرب الأهلية في اليمن، والدليل على ذاك عندما إندلعت المعارك بين الطرفين شرعت الطائرات الشمالية بأول أهدافها، وهو قصفها المنشآت النفطية، فقصفت مصفى عدن الذي يعد من اكبر المصافي العملاقة لتكرير النفط ، فضلاً عن تدمير كافة الحقول النفطية في عدن، ومن الجدير بالذكر أن سبب قيام هذه الحرب هو ان الوحدة اليمنية قد اقيمت بدون منهج ولا رؤية حقيقة، مما أدى إلى إنهيارها عام 1994 ، بعدها أسرعت جامعة الدول العربية بتقديم مقترح يقضي بإرسال قوات عربية لإنهاء الصراع الدائر في اليمن، غير أن غالبية الدول العربية لم توافق على هذا المقترح، خشية من تكريس حالة التجزئة والانفصال، فضلاً عن رفض الرئيس صالح دخول أي قوات عربية وغيرها لليمن ورفض عقد أي هدنة مع الانفصاليون، بالمقابل رأت جامعة الدول العربية أن شروط الحكومة اليمنية كانت بمثابة رفضها للتدخل بالوساطة في الشأن اليمني الداخلي، وفي مسعى أخير للجامعة العربية ارسل الأمين العام للجامعة وفداً الى اليمن طالباً وقف إطلاق النار وانقاذ القوات الانفصالية  من الانهيار والهزيمة، بيد أن قادة الانفصال رفضوا ذلك معولين كثيراً على دول مجلس التعاون الخليجي، ولاسيما المملكة العربية السعودية التي عدت متورطة في الصراع الداخلي اليمني، الأمر الذي دفع بنائب رئيس الوزراء اليمني محمد سعيد العطار بأصدار أوامر قبض بجميع قادة الانفصال وتسليمهم للعدالة لينالوا جزائهم، وبذلك فشلت جميع المساعي التي تقدمت بها جامعة الدول العربية لحل الازمة اليمنية، على اثرها أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بطرس غالي في الثاني من حزيران عام 1994 تعيين الأخضر الإبراهيمي الدبلوماسي الجزائري ووزير خارجية الجزائر الاسبق مبعوثاً له إلى اليمن لتقصي الحقائق وتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي المرقم (924) وفي التاسع من حزيران عام 1994 ، وصل الأخضر الابراهيمي الى العاصمة صنعاء وتم إستقباله من قبل الحكومة اليمنية، وأطّلع على الوضع في اليمن وتفهّم موقف الحكومة اليمنية وابدى الابراهيمي تعاطفه مع رغبة الشعب اليمني بالوحدة بعد لقائه عدداً من القيادات السياسية في الحكومة الذين أوضحوا له بأن الانفصاليين فرضوا الخيار العسكري على الحكومة اليمنية ، وبعد مهمة تقصي الحقائق من قبل الإبراهيمي ، رفع بطرس غالي تقريره في الثامن والعشرين من حزيران عام 1994 الى مجلس الأمن الدولي حول زيارة الإبراهيمي لليمن، وبيّن التقرير إنه من المستحيل التوصل الى اتفاق يقضي بوقف القتال بسبب إصرار الحكومة اليمنية على إنهاء الانفصال ، بعد ذلك رأى مجلس الأمن الدولي إن قراره المرقم ( (924لم ينهي القتال الدائر في اليمن، فأصدر في التاسع والعشرين من حزيران عام 1994 قراراً جديداً رقم (931) يقضي بوقف القتال فوراً في البر والبحر والجو، ووضع الأسلحة الثقيلة في أماكن تجعل جميع مناطق اليمن خارج مرماها، كما دعا مجلس الأمن الى استخدام الموارد المتاحة بما في ذلك وكالات الأمم المتحدة لتقديم المساعدات للسكان في اليمن الذين تأثروا بالصراع الدائر بما في ذلك سكان مدينة عدن، ومن الملاحظ أن قرار مجلس الأمن الدولي رقم (931) كان مخيباً لأمال دول مجلس التعاون الخليجي التي أيدت الانفصال وفقاً لما نصت عليه المادة السابعة من ميثاق الأمم المتحدة، والتي أجازت تنفيذ قرارات مجلس الأمن بالقوة، على إثرها وجدت القيادة الجنوبية وحدها تدافع عن نفسها في الجنوب بعد تخلي الجميع عنها بما في ذلك دول مجلس التعاون الخليجي، وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية التي أكدت بأن كل ما قدمته من دعم للانفصاليين ذهب أدراج الرياح، بيد أن عدم التزام صنعاء بقرار وقف اطلاق النار وعدم صدور اعتراف دولي بدولة الجنوب الانفصالية، أفقد الجبهة الجنوبية إمكانية صمودها لمدة طويلة ، وبذلك سقطت مدينة المكلا بعد ظهر الرابع من تموز عام 1994 وبعد ثلاثة أيام سلّمت عدن أمرها، لتعلن بذلك إنتهاء كافة العمليات العسكرية والحرب الأهلية، وهروب قادة الانفصال وعلى رأسهم نائب الرئيس اليمني علي سالم البيض الى سلطنة عمان والمملكة العربية السعودية وبعض دول مجلس التعاون الخليجي، ودخول القوات اليمنية اخر معاقل الانفصاليين مدينة عدن في السابع من تموز عام 1994.

 تعليقات الفيسبوك

 المزيد من الاخبار

 تعلم البرمجة بلغة Python في وقت قصير

 مقال علمي

 مقال للتدريسي وسام خالد جمار

 مقال للتدريسي وسام خالد جمار

 مقال علمي للدكتور سدير عبد الواحد فاضل

 E-mail Spam Classification by Machine Learning

 اسماء المشاركين بدورة كفاءة اللغة العربية

 الأنبار في العهد العثماني

التصويت

ماهو رائيك بمستوى التصميم والخدمات التي يقدمها موقع جامعتنا؟

 ضعيف
 جيد
 جيد جدا

مجموع التصويتات 345

الاساتذة والاداريين


المركز
اللقب
الاسم


خريجي الكلية

المركز
الشهادة
السنة
النوع
الجنس
الاسم

طلبة الكلية

المركز
المرحلة
الشهادة
النوع
الجنس
الاسم