| تفاصيل الخبر |
مقال للتدريسي وسام خالد جمار
2023-02-22
العملات المشفرة
م.م وسام خالد جمار
العملة المشفرة هي شكل من أشكال العملات الرقمية أو الافتراضية التي تستخدم التشفير للأمان. يعمل بشكل مستقل عن البنكوك وهي تقنية لا مركزية، مما يعني أنها غير مدعومة من أي حكومة. يتم تسجيل معاملات العملة المشفرة في سجل عام يسمى blockchain، والذي يسمح بالشفافية والأمان.
العملة المشفرة الأولى والأكثر شهرة هي Bitcoin، والتي تم إنشاؤها في عام 2009 من قبل شخص أو مجموعة غير معروفة باستخدام الاسم المستعار Satoshi Nakamoto. منذ ذلك الحين، تم إنشاء الآلاف من العملات المشفرة المختلفة، ولكل منها ميزاتها وأغراضها الفريدة.
تتمثل إحدى الفوائد الرئيسية للعملات المشفرة في حقيقة أنها لا مركزية وتعمل بشكل مستقل عن السلطات المركزية مثل الحكومات والبنوك. هذا يسمح بإجراء معاملات أسرع وأرخص، حيث لا توجد حاجة للمرور عبر الوسطاء. كما أنه يوفر مستوى من عدم الكشف عن الهوية، حيث لا يُطلب من المستخدمين تقديم معلومات شخصية لإجراء المعاملات.
تعمل العملة المشفرة باستخدام تقنية تسمى blockchain، وهي في الأساس سجل رقمي يسجل جميع المعاملات. تحتوي كل كتلة في blockchain على عدد من المعاملات وترتبط بالكتلة السابقة، وتشكل سلسلة. يؤدي ذلك إلى إنشاء سجل دائم وغير قابل للتغيير لجميع المعاملات، مما يضيف طبقة إضافية من الأمان ويساعد على منع الاحتيال.
من المزايا الأخرى للعملات المشفرة أنها غالبًا ما تكون أسرع وأرخص في التعامل من العملات التقليدية. على سبيل المثال، يمكن أن يستغرق الإرسال خارج الدولة بالعملات التقليدية عدة أيام ويمكن أن يتطلب رسومًا عالية. في المقابل، يمكن غالبًا إرسال العملات المشفرة في غضون دقائق وبجزء بسيط من التكلفة.
تعد العملة المشفرة أيضًا آمنة للغاية، حيث يتم التحقق من المعاملات ومعالجتها بواسطة شبكة من أجهزة الكمبيوتر بدلاً من سلطة مركزية. هذا يعني أنه لا توجد نقطة فشل واحدة، ويصعب على المتسللين سرقة العملة أو التلاعب بها.
ومع ذلك، على الرغم من فوائدها العديدة، إلا أن هناك بعض العيوب في العملة المشفرة. أحد المخاوف الرئيسية هو تقلبها. يمكن أن تتقلب قيمة العملات المشفرة بسرعة وبشكل غير متوقع، ويخشى الكثير من الناس الاستثمار في شيء يمكن أن يفقد قيمته بهذه السرعة. بالإضافة إلى ذلك، نظرًا لأن العملة المشفرة لا تدعمها أي حكومة أو سلطة مركزية، فلا يوجد ضمان لقيمتها أو استقرارها.
هناك مشكلة أخرى تتعلق بالعملة المشفرة وهي الافتقار إلى التنظيم. على عكس العملات التقليدية، لا توجد هيئة إدارية للإشراف على استخدام العملات المشفرة، مما يجعلها أرضًا خصبة للأنشطة غير القانونية مثل غسيل الأموال والتهرب الضريبي. وقد أدى ذلك إلى زيادة التدقيق من جانب الحكومات والهيئات التنظيمية، الذين يعملون الآن على وضع القواعد واللوائح الخاصة باستخدام العملة المشفرة.
على الرغم من هذه التحديات، يستمر استخدام العملة المشفرة في النمو، ويعتقد العديد من الخبراء أن لديها القدرة على إحداث ثورة في الصناعة المالية. حتى أن البعض يتوقع أنه قد يحل في يوم من الأيام محل العملات التقليدية ويصبح الشكل المهيمن للنقود.
ومع ذلك، حتى تصبح العملة المشفرة أكثر استقرارًا وتنظيمًا، فمن المحتمل أن تظل شكلاً متخصصًا من العملات يستخدم بشكل أساسي من قبل المتبنين الأوائل والمتحمسين للتكنولوجيا. ومع ذلك، من الواضح أن العملة المشفرة موجودة لتبقى، وسيكون من المثير للاهتمام أن نرى كيف تتطور وتؤثر على العالم المالي في السنوات القادمة.
في الختام، تعد العملة المشفرة تطورًا رائعًا في عالم التمويل يقدم العديد من الفوائد، بما في ذلك المعاملات الأسرع والأرخص، وزيادة الأمان، والاستقلال عن السلطات المركزية. ومع ذلك، فهو أيضًا شديد التقلب ويفتقر حاليًا إلى التنظيم، مما أدى إلى مخاوف بشأن استقراره وإمكانية حدوث نشاط غير قانوني. على الرغم من هذه التحديات، يستمر استخدام العملة المشفرة في النمو، وسيكون من المثير للاهتمام أن نرى كيف تتطور في المستقبل.
