مقال علمي للدكتورة نور عودة صبار

مقال علمي للدكتورة نور عودة صبار

 م. د نــــور عــــودة صــبار

م/ مــــــقال عــــــلمي

(النــــــــــــقل الحضــــري المســـــتدام)

noor.oda@uoanbar.edu.iq

معظم أدوات ومفاهيم النقل المستدام وضعت قبل صياغة عبارة «الاستدامة». فالمشي هو أول وسيلة وهو أيضا الأكثر استدامة. اما وسائل النقل العام يعود تاريخها إلى اختراع حافلة للنقل العام من قبل باسكال بليس في عام 1662. وبدأ ركوب الترام في عام 1807 والسكك الحديدية التي تختص بنقل الركاب في عام 1825. اما الدراجات الهوائية تعود إلى القرن 1860. وكانت هذه هي الخيارات الوحيدة المتاحة لوسائل النقل لمعظم الناس في الدول الغربية قبل  الحرب العالمية الثانية وبقيت الخيارات الوحيدة بالنسبة لمعظم الناس في العالم النامي. اما نقل البضائع فكان عن طريق القوة البشرية وقوة الحيوان أو السكك الحديدية. جلبت سنوات ما بعد الحرب زيادة الثروة والطلب عاى التنقل للأشخاص والبضائع. بحيث ان عدد المركبات على الطرق في بريطانيا ازداد خمسة اضعاف بين عامي 1950 و 1979 مع اتجاهات مماثلة في دول غربية أخرى قامت معظم البلدان والمدن الأكثر ثراء بالاستثمار المكثف في مجال الطرق الكبيرة وجيدة التصميم وكذلك الطرق السريعة التي تعتبر ضرورية لتعزيز النمو والازدهار. أصبح تخطيط النقل فرع من فروع الهندسة المدنية، التي سعت لتصميم الطرق بسعة كافية لتكون عند المستوى المتوقع لنمو الحركة المرورية بحيث تكون مستويات الازدحام المروري مقبولة وهذه تقنية تسمى «التنبؤ والتقدم» ان الاستثمار العام في مجال العبور والتنقل، والمشي وركوب الدراجات انخفض بشكل كبير في الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا، على الرغم من أن هذا لم يحدث بالقدر نفسه في كندا أو أوروبا القارية. وأصبح الاهتمام بشأن استدامة هذا النهج على نطاق واسع خلال أزمة النفط عام 1973 وأزمة الطاقة عام 1979. كما أدى ارتفاع التكاليف ومحدودية توافر الوقود إلى تجديد الاهتمام في البدائل كاستخدام المركبات التي تتسع لشخص واحد (jstor.org، 2019).ويعتبر النقل من أهم الوظائف في قطاع الخدمات في العصر الحديث، ذلك لأنّه يعمل على تكامل النشاط البشري، فهو لا يقل أهمية عن القطاعات الإستراتيجية والحيوية التي تتأثر وتؤثر في حياة السكان، من خلال تبادل المنتجات والخدمات والأنشطة الأخرى، كما يعمل على تجميع الناس والطاقات والمنتجات أو توزيعها، لكن من جانب آخر يساهم وبشكل كبير في انتشار نسبة كبيرة من انبعاث الغازات الدفيئة التي تؤثر في تغير المناخ وصحة الإنسان والبيئة، ناهيك عن زيادة حوادث المرور وما يترتب عنها من كثرة الوفيات والمصابين، كلها عوامل تعرقل حركة النقل بطريقة اعتيادية، الأمر الذي دفع بالمسؤولين والمتخصصين التوجه نحو نقل مستدام أو النقل الأخضر كما يسميه البعض، والذي يرتكز على عمليات التخطيط والتصميم الحضري من أجل القضاء من الازدحام والتلوث البيئي أو التقليل منه .عرفت اعمال القرن 21 ، الصادرة عن مؤتمر ريو دي جانيرو  عام 1992 ، النقل المستدام بكونه لا يعرض الصحة العامة او النظم البيئية الى الخطر وفي الوقت نفسه يلبي احتياجات التنقل بما يتوافق مع : استخدام الموارد المتجددة باقل من معدلات تجديدها ، و استخدام الموارد غير المتجددة باقل من معدلات تطوير البدائل المتجددة

(Agenda 21، 2015). وقد كتب الكثير عن مفهوم الاستدامة وسبل تحقيقها في الاقتصاد وفي الحضر وفي المجتمع ، وفي النقل . يستدل من هذه الكتابات ان النقل المستدام يعني تعزيز سياسات النقل : حركة الاشخاص والبضائع بطرق تتماشى مع التنمية الاقتصادية المستدامة . يعني هذا ، ان الاستدامة في النقل تتحقق حيثما تلبى احتياجات الوصول   للأشخاص و الخدمات و السلع دون التسبب بأضرار دائمة للبيئة العامة محليا و عالميا وان لا تؤدي الى عدم المساواة اجتماعيا .وان مطالب النقل الحضري تشمل:
1
- وفير وسائل نقل موثوقة وسهلة الاستخدام.
- زيادة التوافر وتحسين جودة الخدمات العامة للنقل العام.
 3- خفيف الازدحام المروري وتحسين سير الحركة المرورية.
4
 - تحسين البيئة وتقليل التلوث الناجم عن وسائل النقل.
5
 - تعزيز الأمان والراحة للمسافرين.
-توفير وسائل نقل مستدامة وفعالة من الناحية الطاقية.
7- تعزيز الاتصالات والتواصل بين المناطق الحضرية المختلفة.
8
- توفير وسائل نقل مرنة ومتكاملة لتلبية احتياجات جميع شرائح المجتمع.
9- تعزيز استخدام وسائل النقل العام وتشجيع التنقل المستدام.
10- توفير وسائل نقل فعالة من حيث التكلفة والزمن للمواطنين.

 وللأطلاع على المقال كامل

 أضغط على الرابط