المسمار الأخير في نعش النسوية

د. اسماء خلف مدلول

جامعة الانبار/كلية التربية للبنات

      النسوية، النسويات، النصر والخسارة هي الشعارات الرنانة في عالم النساء اللاتي ما زلن يناضلن من أجل الحصول على الحرية والمساواة في المملكة الذكورية. لسوء الحظ، فإن النساء اخفقن في قراءة الصوت الرجولي والقمع والسلطة واللبس وحتى اللغة على أنها مصادر للقوة والحرية. المراءة ضيعت سنوات في محاربة اناس هم  ليسوا الأعداء الحقيقيين.¹

       بسبب الطموح المفرط أو ربما خيبة الأمل، تختار بعض الشاعرات طرقًا محظورة لتمكين المراءة ، وتدمير الحياة الطبيعية الأنثوية، والمساواة بشكل مؤلم مع الرجل.² فيتحول القتال في المعركة العالمية الطويلة لكسب الحقوق إلى حملة لتغيير الجنس، وتشويه ملامح الأنثى، وتغيير اللباس، وتذهب الحملة الساخنة إلى أبعد من ذلك عندما تكرس الشخصيات النسائية جهدها لاكتساب ملامح رجولية.  ويا للخيبة يفشل المظلوم في إخفاء أعجابه  بالظالم. ومن هنا كان انحراف الحركة النسوية نحو تمجيد السيادة الذكورية دون قصد. المرأة العصرية، كما هو واضح في  شعر القرن العشرين والمعاصر، تختار في بعض الأحيان التدمير الذاتي كسلاح  كأن   تكون في كتاباتهم  مجنونة، أو ساحرة، أو عاهرة، أو ثملة فقط لتتحدى الأطر التي وضعها فيها الرجل أو الفطرة.³ القدرة اللغوية لم تكن  بعيدة عن مرمى المعركة، فبحث المرأة عن لغة جديدة أو في بعض الأحيان غيرت لغتها لتتبنى الحزم والعنف الذي يوصف به  الرجل

      المطبخ، الأطفال , المنزل، الحب، الملابس الملونة، واللياقة  استحالت إلى أعداء للمرأة الجديدة التي ترى فيهم سلاسل يستخدمها الرجل للحفاظ عليها كأم وزوجة. سقطت المرأة العصرية في فخ الشعارات المزيفة التي اخذتها سنوات بعيدة عن الأهداف الحقيقية واجبرتها على  التنازل عن  تاجها. ومحت ما جنته من مراحل ارتقائها وتزعمها وهي باقية انثى وقوة ناعمة.

            واذا اقتنعت المراءة بهذا , فأنها تثبت بذلك أنها غير مؤهلة بعد لتكون سيدة  على طبيعتها.  لذا توجب ان نشرع بحملة معاكسه لأعاده المراءة لمملكتها وتعريفها بقوتها اذ يجب تأهيلها  لكي تتقبل قوتها وتشعر بالفخر لكونها سيدة دون تشويه لجسدها أو اتهام لحنانها أو قمع لعاطفيتها.   توقفوا عن تمجيد الشخصيات الغير سوية  واعتبارهم ايقونات للحركة النسوية ودعونا نحتفى بإنجازات  فقط النساء الحقيقيات  اللواتي  قبلن التحدي من اخيها الرجل في بيئة طبيعية وليس  قي جزيرة الامزون.

المصادر

1-Dasgupta, Neelam and Jyoti Sharma. ''Confessional Autobiographical Poetry of Anne Sexton and Sarojini Naidu: A Tail of Victimhood and Empowerment''. International Journal of English.3(4) 2003.

2-Rosen Maggie. '' A Feminist Perspective on the History of Women as Witches'' Dissenting Voices .6(1) 2017.

3-Rowell Dadon. A Body of One`s Own: Representations of Women`s Bodies in the Poetry of Emily Dickenson and Anne Sexton and Breaking of the Gendering Patriarchy. Waikato: University of Waikato press, 2019.