م. عمر خلف رشيد الشجيري

م. عمر خلف رشيد الشجيري

 

أساليب التفكير لدى طلبة ذوي الاحتياجات الخاصة

Thinking Styles of Students with Special Needs

م. عمر خلف رشيد الشجيري

شعبة العلاقات العامة والاعلام/ كلية التربية للعلوم الإنسانية

الصفحة الرسمية للكاتب

okrashed@uoanbar.edu.iq

إن التربية الخاصة الحديثة تهدف الى تحسين أداء الأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة  فيما يرتبط بالمعارف و المهارات والسلوك، وكذلك تواصلهم مع المجتمع انطلاقاً مما يمتلكون من طاقات وقدرات فردية، فتجد برامج مخصصة للاهتمام بالتربية الخاصة سواء على مستوى المتفوقين والموهوبين أم على مستوى المعاقين، إذ إن مبادئ الديمقراطية وحق المواطنة تحتم حصول الفرد على حق التعلم الذي يتناسب مع قدراته واستعداداته، ولا شك في إن توفير الرعاية النفسية والتربوية والإرشادية لفئة الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة يعد واجباً من واجبات المجتمع نحو مجموعة من أبنائه حتى يستطيعوا تحقيق مستوى طيب من حيث التوافق النفسي.

وعندما يتم ذكر ذوي الاحتياجات الخاصة ينصرف الذهن الى المعاقين ومنهم الذين يمكنهم التعلم, وتجد الاهتمام يتجه نحو تحسين أوضاع هذه الفئة بحيث تؤدي في النهاية إلى تمكينهم من أن تكون لديهم البصمة المدرسية الناجحة في ظل الظروف التي تراعي فيها خصوصيتهم التعليمية، وأن لا يكون هدفها فقط تحسين الأداء بل إحداث تغيير اجتماعي ايجابي، أيضاً يكون من نتائجه أن يتكيفوا مع مجتمعهم ويندمجوا به بشكل فعال وفي الوقت نفسه معالجة نظرة المجتمع إليهم على أنهم مختلفون أو اشعارهم بانهم عبء على المجتمع.

لذلك ومن أجل وضع الخطط  والبرامج العلاجية المناسبة والفعالة لإفراد هذه الفئة لابد من الانتباه إلى مسألة مهمة وهي أساليب التفكير التي يستخدمها هؤلاء الأطفال أثناء العملية التعليمية ، بحيث تكون هذه البرامج ملائمة لأساليب التفكير لدى هؤلاء الطلبة الأمر الذي سينعكس إيجابا على مستوى تحصيلهم ، ومساعدتهم على اكتساب مهارات التعلم المستقل ، فالتعرف على أساليب التفكير التي يفضلها هؤلاء الأطفال سوف تساعد المختصين في تحديد الطرق المناسبة لتعليمهم وتحديد الوسائل الملائمة لتقييمهم بما يؤدي في النهاية إلى ارتفاع مستوى التحصيل الدراسي لديهم  .

إن ضعف الاهتمام بتحديد أساليب التفكير التي يجب إن يكتسبها الأطفال ذوو الاحتياجات الخاصة قد تودي إلى اكتسابهم أنماطا مختلفة من أساليب التفكير الخاطئة التي تقودهم إلى نتائج غاية في السوء مثل تأثرهم بالأقوال المتواترة وقبولها كما هي دون البحث فيها والانقياد للعواطف والهروب من مواجهة المشكلات أو طرحها على غيرهم لحلها وبذلك يغلب على تفكيرهم التفكير الآلي الروتيني الذي لا يذهب بعيداً وراء الأشياء الموجودة ، وإنما هو تفكير ينسب الموقف لأقرب موقف مشابه ، ويطبق عليه نفس ما طبقه في الموقف السابق  .

إن أول من استخدم نمط التعلم والتفكير هو بول تورانس ( Paul Torrance ) وعده مرادفاً لأسلوب معالجة المعلومات ( Information Processing ). ويرى في ذلك أن الأفراد يميلون إلى استخدام احد نصفي الدماغ الأيمن والأيسر في عملية التعلم والتفكير . وقد ظهر هذا الاهتمام في أواخر السبعينيات وبدأت تعنى به الدراسات في بداية الثمانينات , اهتم تورانس  (Torrance  ) بمفهوم السيطرة الدماغية ( Brain Dominance ) أو( Hemisphericity ) وعرفها بأنها ميل الشخص للاعتماد أكثر على وظائف احد نصفي الدماغ دون الآخر في معالجة المعلومات . ولقد أشار تورانس إلى أن هناك أنماط تفكير مختلفة تبعا للنصف    المسيطر ، فهناك نمط يعتمد على النصف الأيمن وآخر على النصف الأيسر وثالث يستخدم النصفين معاً بنفس الكفاءة . .

ولقياس درجة الميل أو الاعتمادية ، قام تورانس وزملاؤه ( 1978 ) ببناء مقياس أنماط التفكير . الذي بني على ما تمّ التوصل إليه من تحليل وظائف نصفي الدماغ من خلال ما توصلت إليه الأبحاث في المجال العصبي والجراحي , وهذه الوظائف تتمثل في الخصائص العقلية والنفسية الآتية :-

أ . الخصائص العقلية والنفسية لمن يستخدمون النصف الأيسر

يتصف الأفراد الذين يوصفون بسيطرة نمط التفكير الأيسر بأنهم، جيدون في تذكر الأسماء ، يستجيبون للتعليمات اللفظية بشكل أفضل من الحركية والبصرية ، يضبطون التعبير عن انفعالاتهم ومشاعرهم ، نظاميون ومنضبطون في نشاطات التجريب والبحث والكتابة ، يفضلون التعامل  مع مشكلة واحدة أو متغير واحد في آن واحد ، ضعفاء في عمل أشياء فكاهية ، يفضلون المثيرات  اللفظية والسمعية ، أسلوبهم جاد في حل المشكلات ، يتصفون بالموضوعية في إصدار الأحكام ، يحبون عرض المثيرات بطريقة منظمة وفق خطة محددة ، يفضلون المشكلات أو المسائل البسيطة ، و يفضلون المعلومات الواضحة التي أثبتت صحتها ، كما أنهم يفضلون حل المشكلات بالتجريب  .

ب . الخصائص العقلية والنفسية لمن يستخدمون النصف الأيمن

يتصف الأفراد الذين يوصفون بسيطرة نمط التفكير الأيمن بأنهم، جيدون في تذكر الوجوه، يستجيبون للتعليمات البصرية والحركية أفضل من التعليمات اللفظية ،  يعبرون عن مشاعرهم وانفعالاتهم بصراحة ، ويفضلون التعامل مع عدد من المشكلات وأنواع مختلفة من المعلومات في آن واحد ، يفضلون اختبارات النهاية المفتوحة ( المقال ) ، جيدون في تفسير لغة الإشارات ، ذاتيون في إصدار المعلومات أو إصدار الأحكام ، جيدون في التفكير لعمل أشياء فكاهية ، ذوو عقلية مبدعة ، يتصرفون بتلقائية ، دائما مجددون ، جيدون في تكوين استعارات جديدة  مـن  المتشابهـات ، يفضلون المشكلات المعقدة ، يستجيبون للمواقف العاطفية أكثر من المنطقية ، يفضلون التعامل مع المعلومات غير المحددة  ، يفضلون القراءة الإبداعـية ، يستمتعون في استخدام الرموز وحل المشكلات ، ماهرون  فـي عرض توضيحات عملية حركية ، يفضلون التدريس من خلال العرض البصري الحركـي، يعتمدون على التخيلات في التذكر والتفكير ، يستمتعون في الرسم ، يفضلون البحوث التي تتضمن متغيرات متعددة.

ج . الخصائص العقلية والنفسية لمن يستخدمون النصف الأيمن والأيسر ( المتكامل  )

يتصف الأفراد الذين يوصفون بسيطرة نمط التفكير المتكامل  بأن تذكرهم للوجوه والأسماء بنفس الجودة ، نادراً ما يعبرون عن انفعالاتهم ومشاعرهم لا فرق لديهم في

التعامل مع مشكلة واحدة في وقت واحد أو التعامل مع عدد من المشكلات في وقت واحد ، تتساوى  قدرتهم على التعبير بلغة الإشارات وقدرتهم على التعبير اللفظي ، تتساوى تفصيلاتهم للمثيرات البصرية  والحركية والسمعية ، تتساوى موضوعيتهم وذاتيتهم في إصدار الأحكام ، يتساوى تفضيلهم للتفكير الحسي  والمجرد ، يتساوى تفضيلهم للمشكلات البسيطة والمعقدة ، يفضلون المعلومات الواضحة والمعلومات الغامضة بنفس الدرجة ، يفضلون البحوث التي تتضمن متغيراً واحداً والبحوث التي تتضمن متغيرا ت متعددة بنفس الدرجة.