م. عمر خلف رشيد الشجيري

م. عمر خلف رشيد الشجيري

 الرياضة وذوي الإعاقة

Sports and People with Disabilities

م. عمر خلف رشيد الشجيري

شعبة العلاقات العامة والاعلام/ كلية التربية للعلوم الإنسانية

الصفحة الرسمية للكاتب

okrashed@uoanbar.edu.iq

 

     عندما وضعت الأسس والقوانين الرياضية وجهت أهدافها وفلسفتها نحو أهداف سامية، كما اهتمت بمعالجة القضايا الانسانية ومنها بشكل خاص قضية ذوي الاحتياجات الخاصة، لذا يُمكن القول أن التربية البدنية وعلوم الرياضيّة أصبحت تهدف حديثاً إلى معاونة وإعادة أصحاب الإعاقات للاتصال بالمجتمع والعالم, كما تساعد على تنمية الميول النفسية والقدرات العقلية والجسمانيّة, كان المعوقون في الماضي يلجؤون الى العزلة والانطواء, ويحدث ذلك تأثيراً سلبياً في سلوكياتهم, فالإحساس بالعجز يتزايد ويتضاعف ويتفاقم وبالتالي تصبح نظرتهم للحياة نظرة ضيقة يلفها اليأس والضغوط والكأبة الا ان البعض استطاع ان يقضي على هذه النظرة ويحطم أسوار اليأس والعزلة وقيود الخوف والرهبة ويتبوأ مكان الصدارة على صفحات التاريخ الانسانية وينتزع نظرات الاعجاب والتقدير من الجميع, ولم تعد العاهة كما كانت بحيث يخجل منها ويتوارى معها المعوق عن الأنظار, ومن هنا يأتي دور الرياضة فقد كان الدكتور جوثمان من مؤيدي الفكرة القائلة " إن باستطاعة الرياضة أن تساعد أصحاب الاعاقات على استعادة توازنهم الجسدي والمعنوي وتجعلهم يندمجون في المجتمع وتنمي قدرتهم البدنية والعقلية" وكان هذا أثناء الحرب العالمية الثانية.

والدول تعطي اهتماما كبيراً جدا للمعاقين ولكن كل دولة حسب ظروفها وإمكانيتها وقد تم تعديل القوانين الرياضية والمقاييس لكثير من الألعاب، وعلى كل معاق اختيار ما يناسبه ويناسب إعاقته حتى ولو كانت إعاقته حركية ويكون ذلك بنصيحة وتوجيه وإرشاد المدرب الرياضي المسؤول عن تأهيله.

ولا بد أن يعلم كل معاق أن لديه الطاقات الكثيرة الكامنة التي تنمو بالتدريب السليم, وتجعلهمتجهاً نحو الحياة, والحقيقة إن جميع الفئات ما عدا الإعاقة الشديدة جدا تستطيع أن تمارس الرياضة وتؤدي دوراً في المجال الرياضي، وكلما كان التدخل الرياضي مبكراً كلما كان هذا أفضل حيث أن التأهيل الرياضي له الأثر الكبير على كلا من العلاج الطبيعي والوظيفي فلا يوجد عمر معين لممارسة الرياضة ولا جنس ولا نوع فللكل الحق في ممارسة الرياضة.

ومن مشاكل المعاقين ما يتعلق بالجانب النفسي والاجتماعي بدرجة كبيرة جداً حين يمارس المعاق الرياضة فإن هذا يعطيه القدرة على الاندماج مع الآخرين ويستطيع من خلالها أن يثبت لمن حوله انه قادر على أن يبرع في شيء قد لا يستطيع غير المعاق أن يقوم أو يبرع فيه وأن لديه من القدرات والإمكانيات التي أن استغلت ستجعله ينال إعجاب الآخرين, وتقديرهم ويشعره بالتقدير والاحترام وبذلك يستطيع أن يغير من حالة الضعف واليأس والإحساس بعقدة النقص والعجز وبأنه لديه ما يعوضه ويجعله يبرع ويبدع فيه.

ولكن رياضة ذوي الإعاقة لا نجد لها اهتماما واسعاً على مستوى الوطن العربي كما هي في باقي المنافسات الأخرى رغم أن بعض الدول بدأت تهتم وبدأت بإنشاء الأندية الخاصة لهذه الفئات .

أهمية الرياضة لذوي الاعاقة

       لا يخفي على احد ما للرياضة من اثر بالغ على الاصحاء والمعوقين فكيف بها على المرضى والمعاقين فالرياضة, حياة الاجسام وروحها ونموها ونماؤها فأثرها بالغ على الفرد والمجتمع.

فأثرها ليس جسدياً فحسب بل اثاره النفسية على ممارس الرياضة لا تقل أهمية عن آثاره الجسدية, وفي حديثنا عن رياضة المعاقين اثبتت الدراسات والابحاث العلمية ان ممارسة ذوي الاحتياجات الخاصة للأنشطة الرياضية له اهمية كبيرة قد تفوق اهميتها بالنسبة للأشخاص الأصحاء في جميع النواحي البدنية والنفسية والاجتماعية وحتى التعليمية, فمن الناحية البدنية وجد ان ممارسة الاصحاء للأنشطة الرياضية في اغلب الاحيان دفاعية, بينما نجد انها بالنسبة لذوي الاحتياجات الخاصة قد تتعدى كونها علاجية, حيث تعتبر قلة الحركة من الصفات المصاحبة لمعظم الاعاقات,  فضلاً عن انها تحدث بعض التغيرات الفسيولوجية السلبية لذوي القدرات الخاصة والتي تجعلهم اكثر عرضة لأمراض القلب وأمراض ضغط الدم وغيرها.

وقد اثبتت الدراسات ان ممارستهم للرياضة تسهم بفاعلية في رفع مستوى اللياقة البدنية, وبالتالي تقلل من الأعراض الناجمة عن قلة الحركة.

أماّ من الناحية النفسية فقد اجتمعت الآراء على أنَّ المشاركة في الأنشطة الرياضية تساعدهم على إِعادة التوازن النفسي وتنمية الثقة بالنفس وتقدير الذات, ومن فوائد الرياضة لذوي الاحتياجات الخاصة:-

1-    الشعور بالمتعة والسرور والسعادة وتفريغ الشحنات المكبوتة.

2-    تنمية صفة الاعتماد على الذات وبالتالي زيادة الثقة بالنفس.

3-    يتعلم متى يكون قائداً ومتى يكون تابعاً.

4-    المساعدة في اعداده ثقافياً فأثناء ممارسة الانشطة الرياضية يتعلم الكثير عن نفسه وعن البيئة المحيطة.

وقد أكددت دراسات عديدة أجريت عنالآثار الإيجابية في الصحة النفسية لدي المعاقين الممارسين للأنشطة الرياضية عن غيرهم المعاقين غير الممارسين للرياضة وفي تميزهم عن غيرهم من المعاقين غير الممارسين للرياضة وإحساسهم بالحرية وبعض السمات النفسية الإيجابية الأخرى التي تساعد في تنمية قدرات الأفراد لمعاقين وتساعد في تنمية قدراتهم وميولهم الرياضية وغيرها. وتساعد في تسهيل عملية التفاعل بين المعاقين والعاديين أثناء ممارسة الأنشطة الرياضية مع العاديين مما يتيح له الفرص في التعرف علي خبرة وسلوك كل من المعاقين والعاديين مما يساعد المعاقين في التغلب علي الإعاقة وكل ذلك يسهم في تقبل المجتمع للمعاقين وتتغير نظرة المجتمع إليهم مما يسهم في انخراطهم "الدمج" بسهولة في المجتمع ويوفر لهم الجو في التفاعل مع العاديين ومع غيرهم من المعاقين حيث التفاعل مع بعضهم البعض.

كلمات مفتاحية: متجهاً نحو الحياة, رفع مستوى اللياقة البدنية, الآثار الإيجابية في الصحة النفسية لدي المعاقين الممارسين للأنشطة الرياضية