ا.د. بلال بردان علي الحياني

ا.د. بلال بردان علي الحياني

التنمية البشرية (المفهوم و الاهداف)

Human Development (Concept and  Objectives)

ا.د. بلال بردان علي الحياني

جامعة الانبار_ كلية التربية للعلوم الانسانية

ed.bilal.ali@uoanbar.edu.iq

       ركزت النظريات الاقتصادية في بداياتها بشكل كبير على رأس المال المادي في النشاط الاقتصادي بدلاً من التركيز على الإنسان, وتعظيم الدخل بدلاً من توسيع الفرص أمام الناس, ولكن مع تطور النظرية الاقتصادية تبين أنّ تعظيم الناتج القومي ليس إلا هدفاً من اهداف السياسة الاقتصادية، و أنّ هناك اهدافاً اخرى مثل تحسين التعليم وزيادة المعرفة والسعي الى تحقيق مستوى صحي افضل، وما يتعلق بالنمو السكاني والتحسينات البيئية، تعد مساوية او ربما اكثر اهمية من تعظيم اي ناتج قومي، هكذا بدء النظر الى الانسان بوصفه مورداً هاماً من الموارد الاقتصادية.

    ونظراً لارتباط مفهوم التنمية البشريةبحياة الانسان وتطورها، فان اول واهم المفردات التي ظل المفهوم يعنى بها، تتألف من شقين رئيسيين يتعلق الاول بتوفير الخدمات الصحية والتعليمية والثقافية والرعاية الاجتماعية، وذلك بغية زيادة الخدمات المقدمة للإنسان ومستواه التعليمي، اما الثاني فيتعلق بتحسين الاحوال الاقتصادية باعتبارها مفتاح التنمية البشرية.

     من ذلك فإن مفهوم التنمية البشرية يستند إلى الإنسان وتكون غايته الإنسان, فهدف التنمية البشرية هو تنمية الإنسان في مجتمع ما، من جميع النواحي: السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والعلمية والفكرية.

      وحسب برنامج الامم المتحدة الانمائي فأن التنمية البشرية لها ثلاثة أبعاد هي:

1.   تطوير القدرات البشرية من خلال تحسين الصحة وتطوير المعرفة والمهارات.

2.   استخدام البشر لهذه القدرات.

3.   مستوى الرفاه البشري المحقق.

    وبرزت اهمية التنمية البشرية عندما اولت الامم المتحدة اهتماماً خاصاً منذ عام 1990م عندما اصدرت التقرير الاول للتنمية البشرية، وطبقاً لما ورد في تقارير التنمية البشرية الصادرة عن البرنامج الانمائي للأمم المتحدة فان تنمية الموارد البشرية تعني عملية توسيع الاختيارات امام الافراد وذلك بزيادة فرصتهم في التعليم والصحة والدخل والعمل والحرية.

    كما تتضح اهمية هذا الموضوع بجلاء من خلال التوجهات والمنطلقات التي تشتق من مفهوم التنمية البشرية من حيث استهدافه مبدأ الاعتماد على الذات وتنويع مصادر الدخل الوطني وتنفيذ خطط التنمية والتحول ورفع مستوى معيشة المواطنين وازالة مظاهر العوز والفقر والحرمان والقضاء على الفقر، وكذلك الاهتمام بتنمية الموارد البشرية من خلال تكوين وتنمية القدرات والكفاءات والمهارات العلمية والمعرفية وتوسيع النطاق الفني والمهني، والتأكيد على تنمية وتطوير رأس المال الثقافي والعلمي.

     واذا كان الجانب الاقتصادي مهم لتحقيق دخل افضل في مجال التنمية البشرية وهذا شيء ضروري واكيد، ولكن يجب ان لا ننسى ان العملية التعليمية ومخرجات التعليم لتحقيق التنمية البشرية ضروري لكل تنمية تريد ان تكون شاملة وانسانية ومستدامة. وتتضح اهمية الموضوع ايضاً في التركيز على العنصر البشري مع الاخذ بالمعايير الرئيسة لتحقيق التنمية البشرية، وهي معيار التعليم والثقافة ومعيار الصحة ومعيار الدخل، و ربط مخرجات التعليم مع ما ترنوا اليه التنمية البشرية. 

      لذا تلعب الموارد البشرية دوراً هاماً في عملية التنمية، كون الانسان غاية التنمية ووسيلتها، اذ ان الهدف النهائي لعملية التنمية يتمثل في رفع مستوى المعيشة للإنسان عن طرق رفع مستوى الدخل الحقيقي، الذي ينعكس بشكل ايجابي على مجمل حياة الانسان من تعليم، وصحة، وخدمات،.... الخ، اما كون الانسان وسيلة للتنمية فيأتي من ان عملية التنمية توضع وتنفذ تعطي ثمارها من خلال النشاط الانساني.

     لذا ان التخطيط للموارد البشرية ينبغي ان يهتم بأعداد الايدي العاملة اللازمة في الاوقات والاماكن المناسبة وفقاً لمتطلبات الخطة التنموية للبلدان، اذ ان عملية التنمية الاقتصادية تعتمد كثيراً على خلق قوة العمل المجهزة بالمهارات الفنية الضرورية للإنتاج الصناعي الحديث الذ يعد جوهر التنمية الاقتصادية.

 

   وتعاني البلدان النامية من اغفال واضح لأهمية الموارد البشرية ولأهمية الاستثمار في هذه الموارد، والذي يعد ضرورياً جداً لتحقيق التنمية.