م.د. منتظر وديع رشيد الهيتي

م.د. منتظر وديع رشيد الهيتي

 

شهر رمضان شهر الطاعة والغفران

Ramadan is the month of obedience and forgiveness

م.د. منتظر وديع رشيد الهيتي

ed.muntazer.wadiha@uoanbar.edu.iq

الصفحة الرسمية للكاتب

الحمد لله الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن اراد أن يذكر أو اراد شكورا والصلاة والسلام على سيد الانام ومصباح الظلام الرحمة المهداة للعالمين أجمعين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، وعلى اله وصحبه والداعين بدعوته .  

 أما بعد...

أيها القارئ الكريم ها هو الضيف العظيم شهر القران والغفران الرحمة المهداة من رب العالمين للمسلمين كي يجدوا العهد مع الخالق الرحيم سبحانه غفار الذنوب وستار العيوب كي يبقى المسلم مجاهدا لنفسه الامارة بالسوء .

والصوم أيها القارئ المفضال أكبر رادع للنفس عن غيها حيث يترك طعامه وشرابه وشهوته طاعة لله ومخالفة للشيطان الذي يعده ويمنيه وما يعده الشيطان الا غرورا وخسراناً مبينا ، فالصوم أكبر رادع للنفس وعدو للشيطان الموسوس الخناس ، كما ارشد عليه الصلاة والسلام الشباب بقوله (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء ) .

قد مضى العمر فبادر ياغفول...... وأذكر الربّ الذي ليس يزول

وضع الحد على باب الرجا ........ وابك في الليل بدمع كالسيول

وأجتهد في صوم ذا الشهر عسى..... فيه تلقى من الله القبول

فسبحان من خص أقواماً بخدمته وشغلهم بمحبته ، صاموا عن الشهوات فمحا عنهم السيئات وبلغهم المقاصد والغايات ، اعانهم على الصيام فصاموا ، واقامهم في الظلام فقاموا الى خدمته في الليالي الطوال ، سمعوا في صحيح السنة ان الصيام جُنة فحبسوا نفوسهم عن قبيح الغفل والمقال . فيا سعادة من قبلت منه في شهر الاعمال أعماله ، ويا شقاوة من فرط في صيامه بالآمال .

يا ناقضين العهد كم هذا الجفا ....... توبوا فقد وافاكموا شهر الصفا

شهر الرضا والعفو عن زلاتكم ...... والله فيه عن الجرائم قد عفا

فعسى الاله يجود فيه  بفضله...... فهو الذي يهب الذنوب تلطفا .

لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس في الخير وكان أجود ما يكون في رمضان ، وكان يلقاه جبريل في كل ليلة من رمضان فيعرض عليه القران ليبين لنا سبحانه أهمية قراءة القران وتدبره في رمضان ، فعلينا بالإكثار من تلاوته وتدبره خاصة في شهر نزوله ، ويكفينا قوله صلى الله عليه وسلم عن سلمان رضي الله عنه قال : خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في اخر يوم من شعبان قال : (يا أيها الناس قد أظلكم شهر عظيم مبارك شهر فيه ليلة خير من الف شهر جعل الله صيامه فريضة في ما سواها وهو شهر الصبر ، والصبر ثوابه الجنة وشهر المواساة وشهر يزداد فيه رزق المؤمن من فطر صائماً كلن مغفرة لذنوبه وعتق رقبته من النار وكان له اجر الصائم من غير أن ينقص من اجره شيء رواه المنذري وابن خزيمة في صحيحه ، فيا أيها المقصرون في جنب الله ارجعوا الى الله فتوبوا واستغفروا وتزودوا فان خير الزاد التقوى فان الله تعالى يقبل توبة العبد ما لم يغرغر قال تعالى: (قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعاً انه هو الغفور الرحيم وانيبوا الى ربكم وأسلموا له من قبل ان ياتيكم العذاب ثم لا تنصرون) .

وفي الختام سادتي الاكارم القارئ الكريم أسال الله تعالى أن تكون مقالتي تنال اعجابكم وتستفيدون منها سائلاً الله القدير ان يتقبل منا الصيام والقيام وان يعيننا على صيامه وقيامه وان يرفع ما حل بنا وان يجعل عامه علينا من ابرك الاعوام وايامه من اسعد الايام انه ولي ذلك والقادر عليه وصل الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم .