د. اياد محمد خلف
النمو السكاني العالمي وتغير التركيب العمري باتجاه الشيخوخة
Global population growth and changing age structure towards ageing
ا.م,د. اياد محمد مخلف العدوان
ed,iyad,mohammed@uoanbar,edu,iq
قدر عدد سكان العالم في عام 1950، أي بعد خمس سنوات من إنشاء الأمم المتحدة، بما يقرب من 2,6 مليار نسمة, وصل العدد إلى 5 مليارات نسمة في 11 تموز 1987، و 6
نسمة في 12 تشرين الأول 1999, وفي تشرين الأول 2011، وصل العدد إلى 7 مليارات نسمة, وتوقعت إدارة الأمم المتحدة للشؤون الاقتصادية والاجتماعية أن يبلغ عدد سكان العالم (8) مليارات نسمة يوم 15 تشرين الثاني 2022، وان النمو السكاني للعالم حاليا يمر بأبطأ مرحلة له منذ عام 1950، وسيستمر عدد البشر على كوكب الأرض بالارتفاع ليبلغ نحو 8,5 مليارات نسمة عام 2030 و9,7 مليارات عام 2050، و10,4 مليار نسمة في سنة 2080، وأن يصل العدد إلى 11 مليار مع حلول العام 2100,
يعيش 61% من سكان العالم في آسيا (4,7 مليار نسمة)، و 17 % في أفريقيا (1,3 مليار نسمة)، و 10 % في أوروبا (750 مليون نسمة)، و 8 % في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي (650 مليون نسمة)، و ما تبقى من 5 % في أمريكا الشمالية (370 مليون نسمة) وأوقيانوسيا (43 مليون نسمة), وتبقى الصين (1,44 مليار نسمة) والهند (1,39 مليار نسمة) أكثر دولتين اكتظاظا في العالم، يمثلان نسبة 19% و 18 % من سكان العالم، على التوالي, ومع حلول عام 2027، يُتوقع أن تتجاوز الهند الصين لتصبح أكبر بلدان العالم سكانا، في حين يُتوقع أن ينخفض عدد سكان الصين بنسبة 2,2% (أي 31,4 مليونا) بين عامي 2019 و 2050.
يتوقع أن يحصل أكثر من نصف النمو السكاني العالمي بين وقتنا الآني وعام 2050 في أفريقيا, فلأفريقيا أعلى معدل نمو سكاني في المناطق الرئيسية, اما في أوروبا على عكس الحال القائمة في أفريقيا , ويُتوقع أن ينخفض عدد السكان في 55 بلدا أو منطقة في العالم مع حلول عام 2050, ويُتوقع أن تنخفض نسبة السكان في عدة بلدان عالمية بنسبة أكثر من 15 % مع حلول عام 2050، بما في ذلك دولا مثل البوسنة والهرسك وبلغاريا وكرواتيا وهنغاريا واليابان ولاتفيا، وليتوانيا وجمهورية مولدوفا ورومانيا وصربيا وأوكرانيا. يُعد المستوى الحالي للخصوبة (حوالي 2,1 طفل لكل امرأة) في جميع البلدان الأوروبية هو دون المستوى اللازم للإحلال الكامل على المدى الطويل، وفي معظم الحالات، لم يزل معدل الخصوبة دون مستوى الإحلال الكامل لعدة عقود, ويعتمد النمو السكاني في المستقبل اعتمادا كبيرا على اتجاه معدل الخصوبة في المستقبل, ووفقا لتقرير التوقعات السكانية العالمية (2019)، يُتوقع أن تنخفض الخصوبة العالمية من 2,5 طفل لكل امرأة في عام 2019 إلى 2,2 % في عام 2050عالمياً .
على الصعيد العالمي حُققت مكاسب كبيرة في زيادة متوسط العمر المتوقع عند الولادة في السنوات الأخيرة, ، ويُتوقع ان يكون 72,6 عاما في عام 2019 إلى 77,1 عاما مع حلول عام 2050, ، إلا أن الفروق الكبيرة لم تزل موجودة في متوسط العمر بين الدول، حيث لم يزل متوسط العمر في أقل البلدان نموا متأخرا عن المتوسط العالمي بما يزيد عن سبع سنوات ومن المتوقع أن تكون الشيخوخة واحدة من أبرز التحولات الاجتماعية في القرن الحادي والعشرين،, وأسرع الشرائح الاجتماعية نموا هي شريحة من هم في سن الـ65 أو أكبر ، فمع حلول عام 2050 سيكون 16% من عدد سكان العالم (واحدا من كل ستة أفراد في العالم) أكبر من سن 65 سنة، 2019. أما في أوروبا وأمريكا الشمالية، فالمتوقع أن يكون ربع سكانها ممن هم فوق سن 65 سنة, وكان عام 2018 هو أول عام في التاريخ على الصعيد العالمي يزيد فيه عدد المسنين فوق سن 65 عن عدد الأطفال دون الخامسة, كما أن من المتوقع أن يزيد عدد من هم فوق سن الـ80 ثلاثة أضعاف (من 143 مليونا في 2019 إلى 426 مليونا في عام 2050),وفي حين ان تراجع الخصوبة وزيادة طول العمر تعتبر من الدوافع الرئيسية لشيخوخة السكان على الصعيد العالمي، وارتفاع مستويات الشيخوخة ستؤثر في جميع قطاعات المجتمع، بما في ذلك سوق العمل ، والطلب على السلع والخدمات، مثل السكن والنقل والحماية الاجتماعية، فضلا عن البُنى الأسرية والروابط بين الأجيال, وفي العقود المقبلة، ستواجه كثير البلدان ضغوطا سياسية ومالية بسبب النظم العمومية فيها مثل نظم الرعاية الصحية والمعاشات التقاعدية وإتاحة الحماية للشريحة المسنة,
ولتخفيف تأثير زيادة الشيخوخة تدعو خطة العمل الدولية إلى تغيير في المواقف والسياسات والممارسات على جميع المستويات للاستفادة من الإمكانات الهائلة لكبار السن في هذا القرن, وترد في الخطة توصيات محددة للعمل تقضي بإعطاء الأولوية لكبار السن والتنمية، ورفع مستويات الصحة والرفاه بما يشمل مرحلة الشيخوخة، وإيجاد بيئات تمكينيه وداعمة لهم.
الكلمات الافتتاحية: النمو السكاني, تغير التركيب العمري, الشيخوخة