مقال اكاديمي للدكتورة أسماء خلف مدلول

مقال اكاديمي للدكتورة أسماء خلف مدلول

دعها تذهب

د. أسماء خلف مدلول

     ما أجمل إن  تنتقي أذواقنا مواطن قد تبدو للغير غير ملفتة وهذا ما جبلت علية الطبيعة البشرية من الاختلاف وليس الخلاف لتصل إلى التكامل في الانتقاء. اليوم أسرتني شاعرة وان بدأت ساخرة متمردة لكني قرأت بين سطور قصائدها الم عتيق وبعمر البشرية فشلت ضحكاته وفكاهتها وما سطرت أناملها على إخفائه. أنها الشاعرة المعاصرة ستيفيا سمث (1902-1971). جذبت الشاعرة انتباه شعرا كبار مثل شيموس هيني والذي وصفها في كتابه "صوت لا يُنسى  (هييني  211).  والناقد ناش تابع انطلاقها بمقالته "من وما هي ستيفيا سميث" (ناش  1964).

      شدتني حياتها قبل الولوج لقصائدها بدت طفولتها برحيل الام  جراء مرض عضال تبعة هروب الأب وسفرة بعيدا لعدم استيعابه لتلك الخسارة. القدر عادة لا يغلق كل أبوابة  قد يترك بابا وان كان نصف مفتوح حيث بقت العمة التي لقبتها ستيفا بالحنون والتي احتضنت ستيفيا وأختها  لأخر يوم لهم في عالمنا هذا. خرجت مجبرة من مملكة حياة خطها حبر  الألم لأخطو في مملكة إبداعها وترجمتها لأحاسيس إنسانية  مرهفه. رغم تحفظي لبعض أرائها رأيت أبداع وجراءة أدبية وصلت  لحد خلق مفردات جديدة أدخلت للغة. وصفها الكاتب بدينت  بالشجاعة (بدينت 167) .

         أشارككم اليوم قصيدتها "دعه يذهب" والتي كشفت فيها ما خبئت ضحكاتها. ستيفيا استهلت قصيدتها بتجوال احد أمراء الرومان القساة  بين زنزانات سجنه ليس تفقدا بل تمتع ساديا بمعاناة ضحاياه. وإذا بساكني الزنزانات الضيقة المظلمة المتعفنة  يتوسلون جلادهم سالين الموت. وكان رد الإمبراطور يوحى بمدى الوجع الذي زرعه فيهم حيث قال  " هاا كلا كلا لم نصل مرحل ألصداقه"  )  ستيفيا  2015) . ااي صار الموت عنده مكافأة لا تمنح ألا للأحباب.  واستدركت شاعرتنا مفاجأة قرائها بطلب منحة الموت لها ولتواجه نفس الرد بأنها لم تصل  بعد لدرجة الحظوة لمنحها هذه الهبة. ووصلت الشاعرة لمشارف رحلتها في هذه القصيدة وهي تقدم الأعذار لتستحق هذه المنحة. وان كان فيكم ما في من الحماس لمعرفة هذه الأعذار فالعمر الطويل بما فيه من  الألم والفرح  ومعاناة المرض هي ما توجت به أعذارها لتسمع القرار الأخير " دعها تذهب" . لقد نفذت شاعرتنا هذا الأمر في حياتها الحقيقية وبسبب الألم الذي أصابها من جراء مرضا لم تتعافى منه. وفقدنها النطق لم يقف عائقا إمام طلبها فقد رسمت لطبيها واصداقائها دائرة " حول كلمة " الموت "  والتي وجدتها في احد قصائدها (14 1990 ستيفيا) وجاءها الرد دعها تذهب.

      لذا دعونا نستثمر لبعض ما أوصلتنا له  ستيفيا من الألم لتحويله إلى إخلاص ومودة  لعالم  نظمته القوة الإلهية وحددت أوقات رحيلنا. رغم معاناتها فقد  قدمت الكثير ورغم أننا نختلف في رؤانا عن بعض ما تراه شاعرتنا في الموت ، إلا أننا قد نلتقي معها في قصائد أخرى لها  لنكشف إننا لم نخلق للموت فقط  بل للعيش والبناء وان الموت   وان كان النتيجة الحتمية لكنة سيختلف بما حققنا قبلة من انجازات ستخلق منا بأناس آخرين سيتظللون ببعض ما زرعنا .

 

 

References

 

 

Bedient, Calvin.  ''Horace and Modernism''  In  Search of Stevie Smith. Edited by Sanford Sternlicht. New York: Syracuse University Press, 1991.

 

  Heaney, Seamus. A Memorable Voice: Stevie Smith. In In Search of Stevie Smith. Edited by Sanford Sternlicht. New York: Syracuse University Press, 1991.

 

Nash, Ogden. Promotional Card for Stevie Smith. In Selected

              Poems. New York: New Directions,1964.  .  

 

  Smith,  Stevie. The Collected Poems & Drawings of Stevie Smith

                Edited by Will May. London: Faber & Faber. 2015.

 

Smith, Stevie. Some are More Human than Others: A Sketchbook.                London: Peter Owen,1990.