مقالة علمية بعنوان تاثير التقنيات المغناطيسية سلبا

مقالة علمية بعنوان تاثير التقنيات المغناطيسية سلبا

 

تاثير التقنيات المغناطيسية سلبا" وايجابا" على خلايا وانسجة الجسم ( بين الحقيقة والخيال )

الاستاذ المساعد الدكتور نضال ابراهيم لطيف – قسم علوم الحياة

استاذ الانسجة والفسلجة الحيوانية في قسم علوم الحياة

        شهدت العقود الاخيرة تقدما سريعا في مسارات الهندسة الكهربائية المختلفة وخاصة في مجال الاتصالات والحواسيب بحيث اصبحت البيئة العامة بحرا من الاشارات والترددات الكهربائية والمغناطيسية ومن هذه الاشارات الترددات الصادرة من اجهزة التلفاز والراديو واجهزة الاتصال النقالة والثابتة  .  واثبت الباحثون ان الانخفاض في شدة المجال المغناطيسيMF للارض الناجم من التلوث االالكتروني البيئي له علاقة بالاثار السلبية الناشئة عن البيئة الالكترونية الداخلية التي تعمل على تحطم التركيب الخلوي داخل الجسم. كما واثبتت بعض الدراسات ان مستوى المجالات المغناطيسية MFs الناتجة عن بعض الاجهزة يكون مرتفعا بعض الشئ لدرجة قد تؤثر على الصحة العامة. واصبح عدد المعرضين لتلك المجالات يزداد بزيادة التطور التكنلوجي فقد كانت نسبة المعرضين عام 1991      15%  وازدادت الى حوالي 40% في الوقت الحاضر  .

في السنوات الاخيرة بينت العديد من الدراسات امكانية تحديد التاثيرات على الانظمة البايلوجية للحيوان والانسان من جراء التعرض المستمر لتلك المجالات المغناطيسية  ونوقشت الاستجابة البايلوجية للتعرض لتلك المجالات الثابتة ومن جميع الاتجاهات السلبية والايجابية  على الرغم من فشل بعض الدراسات الوبائية في وجود علاقة بين التعرض المستمر لتلك المجالات والمكونات الحية .

        كما هو معروف ان جسم الكائن الحي يتكون من عدد هائل من الخلايا التي تعتبر هي وحدة البناء والوظيفة في الجسم وان بمجموعها تكون الانسجة والاعضاء المختلفة , وان هذه الخلايا بحالة تجدد مستمر للحفاظ على نشاط وصحة الجسم وان كل خلية داخل الجسم تنتج مجالا مغناطيسيا خاصا بها وهذه الصفة موجودة في جميع انواع الخلايا دون استثناء فان اي خلل في ذلك المجال قد يؤثر سلبا على توازن الجسم  لذلك اصبح الاهتمام ينصب نحو امكانية حدوث تاثيرات بايولوجية على المستوى الخلوي نتيجة هذا الانتشار المفرط للمجالات المغناطيسية وتعتمد تلك التاثيرات على شدة المجال المعرض له الكائن الحي .

        ان كل خلية من خلايا الجسم تحتوي شحنات مغناطيسية  سالبة وموجبة فتكون تلك الخلايا في حالة تعادل عندما تكون تلك الشحنات متساوية وعند حدوث اي خلل في تلك الشحنات قد يقود الى حدوث اثار ضارة على التوازن الخلوي  , وقد وضعت حدود عامة لمقدار الشدة المغناطيسية الواجب التعرض لها يوميا والمسموح بها للحفاظ على ذلك التوازن  وهناك اعتقاد بتلاشي الشحنة المغناطيسية عندما تقوم الخلايا بوظيفتها داخل الجسم وبهذا يحول الجسم  تلك الخلايا الفاقدة للشحنة المغناطيسية عن طريق ارسال نبضات من الطاقة الكهرومغناطيسية الى المخ ويطلق على هذه الطاقة بالمغناطيس الحيوي (Bio magnetic) .

        ان المغناطيس الحيوي (Bio magnetic) يعمل على تدفق الايونات عبر الغشاء الخلوي من خلال ميل تركيز الايون بين داخل الخلايا (السايتوبلازم ) وخارج الخلايا (البيئة ) وهذا الميل الكهروحيوي يدعى بالسعة المتوازية وان لهذا الاختلاف الكهربائي عبر الغشاء البلازمي (الخلوي ) ضروري لبقاء الخلايا حية  كما وان التفاعلات الكيمياوية التي تحدث داخل خلايا جسم الكائن الحي تجعله ينتج مجالا مغناطيسيا وعبر الموجات الايونية تنتقل داخل تلك المجالات الى الجهاز العصبي  وان تعرض تلك التفاعلات الكيميائية والفيزيائية التي تحدث داخل الخلايا الى مستويات خطرة من المجالات المغناطيسية قد يؤدي الى حالة من التدهور في التوازن الخلوي .

ان القوة المغناطيسية تعمل على تجديد النسيج العصبي حيث تحفز تجديد الحبل الشوكي من خلال تاثيرها على تدفق ايونات الكالسيوم خلال غشاء الخلية العصبية التي تؤثر بدورها على الوظائف الخلوية ، كما استخدمت تلك المجالات المغناطيسية في تخفيف الالام من العنق الى الركبة من خلال مساعدتها في عملية تروية الاوعية الدموية الشعرية في تلك المناطق ، كما اثبتت بعض الدراسات دور المجالات المغناطيسية MFs في معالجة الالتهابات النسيجية واوضحت البحوث التي اجريت على الانسان ان المجالات والتقنية المغناطيسية لها تاثير واضح على جريان الدم في انسجة الاطراف واستخدمت في معالجة وشفاء العظام وفي عملية التحام الكسور .

        ان للتقنية المغناطيسية ومجالاتها تاثيرا واضحا على نفاذية الاغشية الخلوية اذ تعمل تلك المجالات على زيادة انتاج الطاقة ATP وبالتالي يؤدي الى زيادة تجهيز الاوكسجين والمواد الغذائية عن طريق الجهاز الوعائي الدموي كما وتعمل على توازن توزيع الايونات عبر الاغشية الخلوية  . لقد اجريت العديد من الدراسات في العالم على المستوى الخلوي لمعرفة آلية التفاعل بين المجالات المغناطيسية والفعاليات الخلوية حيث اجريت دراسات خارج جسم الكائن الحي من خلال تعريض خلايا او انسجة طبيعية مرفوعة من جسم الكائن او خلايا مسرطنة مختلفة وذلك لقدرتها على الانقسام او النمو بشكل سريع  , وان مثل هذه الدرسات تعتبر مهمة لتحديد العوامل التي تلعب دور مهم في حدوث التاثير الخلوي عند تعرض الانسان او الحيوان لفترات طويلة للمجالات المغناطيسية  . ان تعريض الحيوانات المنوية للثور لمجال مغناطيسي شدته 1.7  تسلا  وباتجاه عمودي للمجال المغناطيسي ادى الى زيادة عدد الحيوانات المنوية كما واشار الى حدوث زيادة ايضا في كريات الدم الحمر والصفائح الدموية  , و لوحظ عند تعريض الخلايا الدبقية المزروعة للانسان لمجال مغناطيسي شدته 5/ تسلا ادى الى اضافة خلايا جديدة اي حدوث انقسام لتلك الخلايا واضافتها حول الياف الكولاجين المضافة للوسط وباتجاه عمودي على المجال المغناطيسي. ان التعرض للمجالات المغناطيسية الثابتة اثبت مؤخرا انه يلعب دورا واضحا في احداث تغيرات عديدة في مختلف الانظمة البايولوجية وخاصة التغيرات التي تحدث في قنوات الايونات للاغشية الخلوية  , حيث اكدت احدى الدراسات ان تعريض الخلايا المزروعة نوع GH3 لمجال مغناطيسي ذو شدة مقدارها 0.5 /تسلا لمدة ثلاثة اسابيع يؤدي الى حدوث زيادة في قطر  تلك الخلايا ويعتقد ان هذا التغيير ناتج عن تاثير في قنوات   Ca+ للخلايا والتنظيم الديناميكي لهيكل الخلية, كما واوضحت احدى الدراسات ان تعريض الخلايا للمجالات المغناطيسية الثابتة يؤثر على الاطوار المبكرة لتطور الخلايا المبطنة للاوعية الدموية للانسان  .  وبالاضافة الى ذلك فان الماء المعالج مغناطيسسيا يعمل على شحن الخلايا بشكل صحيح وبالتالي تؤدي الوظيفة الخلوية بالشكل الصحيح مثل ايض العناصر الغذائية وعدم السماح بالتسمم الكيمياوي. ان الغشاء البلازمي هو المكون الذي يفصل بين المكونات الخلوية من جانب والبيئة الخارجية من الجانب الاخر كما يعمل على تنظيم البيئة الداخلية للخلية فهو يحتوي على شحنات سالبة ( جهد كهربائي مقداره تقريبا 70 ملي فولط ) تتحرك هذه الشحنات داخليا وخارجيا كما وتسمح بمرور الجزيئات من خلاله عن طريق القنوات او البروتينات الناقلة مثل    Na-k-ATP ases,  ان تعريض الخلايا العصبية المزروعة للانسان لمجال مغناطيسي ثابتSMF مقداره (0,1  , 0,5  , 5  , 7,5 ) ملي تسلا   يؤثر على جهد الراحة لتلك الخلايا خلال خمسة ثواني من التعريض . ان استخدام شدة اعلى من (7,5 ملي تسلا ) لم يلاحظ اي تاثير على فعالية الجهد لتلك الخلايا المزروعة. هناك العديد من الدراسات اجريت على مختلف الخلايا لاعضاء مختلفة في اللبائن لمعرفة تاثير المجالات المغناطيسية الثابتة SMFs  على سرعة انقسام وتكاثر الخلايا وموتها حيث عند تعريض الخلايا الكلوية للجرذان الى شدة مقدارها   0,2 تسلا لاكثر من ستة ايام ان هناك تاثير واضح بين تكاثر الخلايا ونموها وبين موتها  . كما اكدت العديد من الدراسات ان  للمجالات المغناطيسية  تاثير واضح في انتاج الجذور الحرة كايونات سوبر اوكسايد في مختلف الخلايا والانسجة . وفي دراسة اجريت عام 2002  حول تاثير المجالات المغناطيسية الثابتة على زيادة تدفق ايونات الكالسيوم بقوة الى خلايا الزغابات الدقيقة    Microvilli والتي بدورها تسمح بدخول تلك الايونات الى السايتو بلازم , وان تفاعل المجالات المغناطيسية الضعيفة ذات اهمية كبيرة لمعيشة الخلايا .

المصادر

1-International Commission on Non Ionizing Radiation protection. Guidelines on Limits of exposure to Static magnetic fields. Health phys. 2009: 96: 504 – 514.

2-https://www.scopus.com/authid/detail.uri?authorId=57215034692

 

Assistant Professor Dr. Nedhal  Ibrahim lateff

Professor of animal histology and physiology in the Department of Biology