المواد المتراكبة حلقة ربط ما بين الماضي والحاضر

المواد المتراكبة حلقة ربط ما بين الماضي والحاضر

 المواد المتراكبة حلقة ربط ما بين الماضي والحاضر

م.م انمار شاكر جاسم العبيدي

كلية العلوم التطبيقية – هيت / مقرر قسم البيئة

تشير المعلومات التاريخية أن الإنسان أستخدم المواد المتراكبة المقواة بالألياف، والمتراكبات النباتية الصمغية منذ العصور الاولى، فالأدلة التاريخية والأثرية تدل على أن الإنسان القديم الذي عاش في وادي الرافدين كان أول من استخدم المواد المتراكبة في حياته اليومية قبل اكثر من ثلاثة آلاف سنة , كما استخدم المصريون القدماء سنة (1500ق. م) مبدأ تحنيط المومياء بألياف القطن والكتان المشبعة بالراتنجات الطبيعية  أن مصطلح المواد المتراكبة قديم العهد، إلا أن التقنيات الحديثة للمواد المتراكبة المتنوعة لم تتحقق إلابحلول القرن العشرين، وخاصة بعد إكتشاف البوليمرات .

اذ أن فترة الحرب العالمية الثانية كانت فترة التقدم العلمي والتقني بسبب الحاجة الى تقنيات حديثة، والتي تطلبت مواد ذات مواصفات جيدة مثل.

 ((1 القوة والمتانة.

(2) انخفاض الكثافة.

(3) خواص العزل الحراري الجيدة.

(4) الصلادة العالية.

(5) المقاومة لدرجات الحرارة.

(6) الحصول على خواص معينة في اتجاهات معينة.

(7) إمكانية التشكيل بإشكال مختلفة بسهولة وبكلفة قليلة نسبيا.

وطالما كانت البوليمرات تمتاز بأنها مواد منخفضة الكثافة ولكنها تفتقر إلى القوة والمتانة، ولذا فإن ابتكار المواد المتراكبة البوليمرية كانت بمثابة الخطوة الأولى نحو بلوغ تلك الخواص المثالية المرغوب فيها

 

يظهر أن ظهور المواد المتراكبة كان بسبب عدم وجود مادة منفردة يمكن أن تمتلك كل الخواص أو الصفات المطلوبة للتطبيقات المهمة، لذا فالمتراكبات البوليمرية المدعمة بالألياف والخلائط البوليمرية تطورت وزاد الاهتمام بها لتلبية متطلبات التطور الصناعي الذي يشهده العالم، كصناعة السيارات والطائرات والصواريخ والسفن ومواد البناء.

يمكن أن يعزى التوسع في استخدام البوليمرات العضوية في تصنيع المواد المتراكبة البوليمرية إلى عدة أسباب منها:

1- قابليتها على الترابط مع مادة التسليح.

2- تنقل الاجهادات إلى الألياف نتيجة التلاصق الجيد بينها وبين الألياف.       

3- الملائمة الكيميائية بينها وبين الألياف ، اذ تطلى سطوح الألياف بمواد كيمياوية تساعد على الترابط الجيد بين الراتنج والليف في منطقة السطح البيني (Interface).

4- عند احتوائها على ألياف، فأنها تكون فواصل رقيقة بين الألياف تؤدي إلى عدم ارتباط الألياف بعضها ببعض ، والذي يؤدي إلى تجنب الانهيارات المفاجئة والناتجة عن انتشار الشقوق عند الاجهادات العالية.

5- لا تصدأ ولا تتآكل.

6- خفيفة الوزن وذات متانة عالية. 

أن التقدم العلمي الحاصل في صناعة البوليمرات، ادى الى إيجاد على مواد بوليمرية جديدة ذات مميزات مطلوبة عن طريق خلط البوليمراتPolymer Blending ، اذ أن الخلائط البوليمرية تعرف على أنها مزيج لنوعين أو أكثر من البوليمرات الممزوجة مزجا فيزيائيا، بحيث أن للخليط الناتج خواصا مشتركة بين المكونات الأساسية اعتمادا على نوعية البوليمرات وأسلوب الخلط  .

وهناك عدة أنواع من الخلائط البوليمرية تصنف حسب نوعية التشابك الفيزيائي، ومنها الشبكات البوليمرية المتداخلة (IPN'S) (Interpenetrating Polymeric Networks)، والتي تتضمن وجود نوعين أو اكثر من السلاسل البوليمرية المتشابهة والمتداخلة فيزيائيا مع بعضها، مع احتفاظ السلسلتين بخواصهما التركيبية، وتعطي للسبيكة خصائصا مشتركة بين كلا النوعين، وقد دخلت الشبكات البوليمرية المتداخلة في العديد من التطبيقات الصناعية المهمة، وذلك لما تتمتع به من خواص جديدة تفوق خواص المواد المكونة لها

 #جامعة_الانبار