أ.د. نبيل جاسم محمد

أ.د. نبيل جاسم محمد

تشكيل الادوار الجندرية

The shaping of gender roles

أ.د. نبيل جاسم محمد

قسم الاجتماع/ كلية الآداب/ جامعة الانبار- العراق

Nabeel.j1976@uoanbar.edu.iq

 

  اهم ما يميز المجتمعات النامية والمجتمعات العربية على حدا سواء هو تشكيل الادوار الجندرية بحسب الصورة النمطية المترسخة في اذهان الرجال والنساء من خلال التنشئة الاجتماعية والاسرية, والتي تترتب عليها تهيئة الإناث للعمل في المجال الخاص (المنزل) كزوجة او ربة بيت, في حين يتم تهيئة الذكور وبحسب الثقافة الذكورية على العمل في المجال العام, وهذا التقسيم القائم على اساس جندري له تداعيات مجتمعية خطيرة, حيث اسهمت في تأنيث الفقر وتأنيث البطالة وتأنيث العمل, فنجد ان المرأة تعمل في ادوار قريبة من عملها المنزلي كالعمل في السكرتارية او الاعمال المكتبية والمجال الصحي او معلمة ومدرسة.

  ولو القينا نظرة على واقع المجتمع العراقي, فنجد ان التقسيم الجندري للأدوار بات واضحًا من خلال نظام الكوتا النسوية, فعدد النائبات في مجلس النواب العراقي 83 نائبة من مجموع 329 وبنسبة 25,2%, وهذا ما انعكس سلبا على القرارات او التشريعات والمشاريع الخاصة بمحاربة التمييز الجندري, في حين لو القينا نظرة على التشكيلة الوزارية للحكومة العراقية لعام 2021 فعدد الوزيرات ثلاثة وبنسبة 13% فقط, وهذا ما انعكس على بقية المؤسسات الحكومية, فغالبية المناصب العليا يتسلمها الرجل دون النساء.

  وبما ان عملية التنشئة الاجتماعية تقع على عاتق المرأة وبنسبة كبيرة, فقد شاركت واسهمت في التشكيل الجندري للأدوار, من خلال اعتماد اساليب تنشئة تمييزية وخاطئة قوضت الادوار القيادية حتى في ظل المتغيرات المجتمعية المعاصرة.

  وهناك عدة اسباب اسهمت في هذا الانقسام والتمييز وتدني المكانة الاجتماعية للمرأة, وذلك يرجع الى الاتجاه الرأسمالي والعولمة والسياسات الخاطئة والانقسام الطبقي والحروب والصراعات الداخلية, وهذا ما اشار اليه كارل ماركس, حيث اكد على تلازميه اضطهاد النساء والنظام الرأسمالي وقمع الدولة للنساء عبر سياساتها التمييزية،  وهو ما دفع احد الفلاسفة الى مقولته الشهيرة: كيف تتحقق التنمية في مجتمع نصفة قابع في المطبخ.

  وعلى المختصين وصناع القرار ان يعتمدوا الاستراتيجيات التنموية المناسبة للحد من مخاطر التمييز والاقصاء والتهميش الذي تتعرض له النساء في العالم العربي.