بين توقعات المركز ونتائج الانتخابات الرئاسية التركية

بين توقعات المركز ونتائج الانتخابات الرئاسية التركية
Share |
2023-10-15
بين توقعات المركز ونتائج الانتخابات الرئاسية التركية

 

مقارنة بين توقعات مركز الدراسات الاستراتيجية بجامعة الأنبار وبين النتائج النهائية للانتخابات الرئاسية التركية لعام 2023

د.عمر حامد شكر

باحث في مركز الدراسات الاستراتيجية بجامعة الأنبار في العراق

توقع الباحث العديد من السيناريوهات في مقاله بعنوان "عوامل وسيناريوهات الانتخابات الرئاسية التركية لعام 2023"، المنشور بتاريخ 09/05/2023 على موقع مركز الدراسات الاستراتيجية بجامعة الأنبار، قبل الجولة الاولى من الانتخابات الرئاسية التركية، وفيما يلي مقارنة بين توقعات الباحث وبين النتائج في الجولة الاولى والثانية وما بعدها من سيناريوهات وضعها الباحث:

1-  وضع الباحث سيناريو الذهاب إلى جولة انتخابية ثانية بسبب ترشح أربعة مرشحين، على أساس تشتت الاصوات، وهذا ما حدث بالفعل، حيث لم تحسم الجولة الاولى لأي من المرشحين الأربعة، وذهبت إلى جولة ثانية وانحصرت بين المرشح الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان"، والمرشح "كمال كليجدار اوغلو". وكما موضح في الشكل رقم (1).

 

المصدر: وكالة الاناضول

2-  افترض الباحث في سيناريو تشتت الأصوات وفوز "أردوغان"، أن المواطنين الذين صوتوا للمرشحين الخمسة في الانتخابات الرئاسية التركية في عام 2018، قاموا مجتمعين بالتصويت لمرشح المعارضة " كمال كليجدار أوغلو"، فستصل نسبة الأصوات إلى 47.42%، وهذا يعني أن مرشح المعارضة لن يفوز بالانتخابات الرئاسية لعام 2023. وأن الرئيس "أردوغان" سوف يفوز بنسبة 52.58%.

وهذا ما حصل في الجولة الثانية حيث حقق الرئيس "رجب طيب اردوغان"، على نسبة 52.18%، ومرشح المعارضة "كمال كليجدار اوغلو" على 47.82%. وكما هو موضح في الشكل رقم (2)، الذي يقارن بين توقعات الباحث والنتائج النهائية المعلنة في الجولة الانتخابية الرئاسية التركية الثانية. والفارق بين توقعات الباحث وبين النتائج النهائية تظهر تطابقًا بنسبة 99% تقريبا، فالفارق بين نسبة التوقع بالنسبة لنتيجة الرئيس "رجب طيب اردوغان" وبين النتيجة النهائية بلغت 0.40%. أما بالنسبة للتوقع لنتيجة مرشح المعارضة "كليجدار اوغلو" وبين النتيجة النهائية فقد بلغت ايضًا 0.40%، وهذه الارقام تظهر تطابقًا كبيرًا بين التوقع والنتيجة النهائية للانتخابات الرئاسية التركية.

 

الشكل من اعداد الباحث

وتجدر الاشارة إلى ان الرئيس "رجب طيب اردوغان"، استطاع اقناع المرشح "سنان أوغان" والذي حصل على نسبة اصوات في الجولة الأولى 5.17%، على الوقوف إلى جانبه في الجولة الثانية، حيث دعا "أوغان" انصاره للتصويت لصالح "أردوغان"، كما أن المرشح المنسحب "محرم أنجه" امتنع عن دعوة انصاره للتصويت لمرشح المعارضة "كليجدار" في الجولة الثانية، وهذا كله صب في صالح الرئيس "أردوغان" وفوزه في الجولة الثانية. 

 

 

الشكل رقم (3)، المصدر: وكالة الأناضول

3-   توقع الباحث ان تذهب اغلب اصوات المناطق المتضررة من الزلزال، لصالح الرئيس "أردوغان" والذي تعهد بإعادة ما دمره الزلزال في 11 ولاية تركية خلال عام واحد فقط، وهذا ما حصل بالفعل فعلى سبيل المثال: حصل الرئيس "أردوغان" في ولاية "كهرمان مرعش" مركز الزلزال على نسبة 71.88% في الجولة الاولى، وكما مبين بالشكل رقم (4)، وعلى نسبة 75.77% في الجولة الثانية وكما مبين بالشكل رقم (5).

 

الشكل رقم (4)، المصدر: وكالة الأناضول

  

الشكل رقم (5)، المصدر: وكالة الأناضول

وتجدر الاشارة إلى ان نسبة الاصوات في مناطق الزلزال في الجولة الثانية ارتفعت لصالح المرشح الرئيس "اردوغان"، بسبب خطاب الكراهية من قبل أنصار "كليجدار"، حيث شن بعضهم حملة على منصات التواصل الاجتماعي بعد نتائج الجولة الأولى، حيث كانت النسبة الأكبر في التصويت لصالح الرئيس "اردوغان".

4-سيناريوهات ما بعد الانتخابات الرئاسية:

فترة الرئيس "أردوغان" الثانية:

1- توقعات السياسة الداخلية:

توقع الباحث أن فترة ما بعد فوز اردوغان ستكون على غرار سابقاتها، يسيطر عليها اردوغان وحزبه حزب العدالة والتنمية وحلفاءه على مفاصل الدولة. وهذا ما حصل بالفعل.

اما فيما يخص ملف الاقتصاد فتوقع الباحث أن "أردوغان" سيعمل على اعادة الفائدة لتصحيح الوضع الاقتصادي، ما يعني تراجعه عن سياسة خفض الفائدة السابقة. وهذا ما حصل بالفعل فقد اعادت حكومة الرئيس "اردوغان" الفائدة حتى وصلت إلى 25%، وهو أعلى بكثير من توقعات الاقتصاديين.

وعلى مستوى الاعمار، توقع الباحث أن "اردوغان" سيعمل على اعادة بناء المنازل التي دمرها الزلزال، خلال سنة واحدة، وهي المدة التي ألزم بها نفسه. وبالفعل فان العمل مستمر لإعادة بناء المنازل التي دمرها الزالزال.

وعلى صعيد ملف اللاجئين السوريين، فقد توقع الباحث استمرار سياسة ما يسمى "بالعودة الطوعية" لتقليل أعدادهم. حيث اعلن الرئيس التركي في أكتوبر 2022، عن خطط لعودة مليون لاجئ سوري على أساس طوعي، من بين 3.7 مليون لاجئ مسجل رسمياً في تركيا، وقد باشرت تركيا ببناء 250 ألف منزل في إدلب بالتعاون مع المنظمات المدنية. حيث تم اعادة نحو 526 ألف سوري قبل انتخابات الرئاسة التركية إلى المناطق التي أقامتها تركيا في شمال سوريا منذ أن أطلقت أنقرة عملياتها العسكرية في عام 2016. وهذا ما حصل بالفعل فقد شنت السلطات التركية حملة أمنية لترحيل اللاجئين السوريين "غير النظامين" بحسب السلطات التركية.

2- توقعات السياسة الخارجية:

توقع الباحث أن تكون مرحلة الرئيس "أردوغان" فيها عودة للعلاقات التركية_ السورية بشكل تتدريجي، حيث ظهرت بوادر هذا الأمر بعد فوز  الرئيس "أردوغان" من خلال تأكيده على أنه منفتح على لقاء نظيره السوري "بشار الأسد"، مشترطًا بقاء القوات التركية في الأراضي السورية.

وعلى المستوى الدولي توقع الباحث أن الرئيس "أردوغان" سيعمل على استمرار سياسته تجاه الغزو الروسي لأوكرانيا، من خلال السعي للعب دور الوسيط للتفاوض ووقف الأعمال القتالية. وهذا ما يحدث حاليًا.

اما بالنسبة لتوقع الباحث حول استمرار رفض الرئيس التركي "اردوغان" انضمام السويد لحلف شمال الاطلسي، فقد جاءت سلبية، حيث وافق "اردوغان" على إحالة انضمام السويد للناتو إلى البرلمان التركي.

وعلى مستوى العلاقات التركية الأمريكية، فقد توقع الباحث أن تعمل تركيا على تقوية هذه العلاقات، حيث التقى الرئيس التركي "اردوغان" بنظيره الأمريكي "بايدن" على هامش قمة الناتو التي عقدت في ليتوانيا في شهر تموز الماضي، حيث اعتبر الرئيس التركي هذا اللقاء بمثابة مرحلة جديدة في العلاقات بين البلدين، وأكد "أردوغان" أنه حان الوقت للتشاور على مستوى الرؤساء في نطاق الآلية الاستراتيجية مع الولايات المتحدة.

وعلى مستوى العلاقات التركية الصينية، فقد توقع الباحث أن تركيا ستعمل على تقويتها، وهذا ما حدث بالفعل، فقد أكد الرئيس "اردوغان" في نهاية شهر تموز الماضي خلال استقباله لوزير الخارجية الصيني "وانغ يي"، على ضرورة تسريع الجهود المبذولة لتنسيق مبادرة "الحزام والطريق" الصينية ومبادرة "الممر الأوسط" التركية وزيادة الاستثمارات المتبادلة، كما اعلن الرئيس "أردوغان" عن رغبته في تلعب تركيا والصين دورًا هامًا في القضايا العالمية والإقليمية.

كما توقع الباحث أن يعمل أن يعمل الرئيس "أردوغان" على تقوية علاقات تركيا مع الدول العربية وعلى رأسها الخليجية، وهذا ما حصل بالفعل من خلال قيامه في شهر تموز الماضي بجولة خليجية شملت كلاً من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ودولة قطر، حيث هيمنت الملفات الاقتصادية والاستثمارية على الزيارة التي استمرت 4 أيام، الهدف منها انعاش الاقتصاد التركي.

يوضح الجدول التالي أهم التوقعات والنتائج لما بعد الانتخابات التركية:

 

التوقعات

النتائج بعد الانتخابات

النسبة التقديرية

اعادة سعر الفائدة لتصحيح الوضع الاقتصادي

تم اعادة سعر الفائدة بنسبة  25% لغاية الان

100%

إعادة اللاجئين السوريين

القيام بحملات واسعة لإعادة اللاجئين السوريين المخالفين إلى سوريا

100%

عودة العلاقات التركية_ السورية بشكل تتدريجي

عودة العلاقات التركية_ السورية بشكل مشروط

90%

استمرار لعب دور الوسيط تجاه الغزو الروسي لأوكرانيا

استمرت تركيا بلعب هذا الدور

100%

استمرار رفض تركيا لانضمام السويد لحلف الناتو

الحكومة نقلت ملف قبول السويد للناتو للتصويت عليه في البرلمان التركي

0%

العمل على تعزيز العلاقات التركية_الأمريكية

بداية مرحلة جديدة للعلاقات خلال لقاء رئيسي البلدين في قمة ليتوانيا

100%

تعزيز العلاقات التركية_الصينية

العمل على تسريع مبادرة "الحزام والطريق" الصينية ومبادرة "الممر الأوسط"

100%

تقوية علاقات تركيا مع الدول العربية وخاصة الخليجية

الرئيس التركي قام بجولة خليجية شملت (السعودية والإمارات و قطر) لانعاش الاقتصاد التركي

 

100%

النتيجية

86.25%

 

 
عدد المشاهدات : 1260