يوم المرأة العالمي سِمَة ٌ" للمآثر والمفاخر"

يوم المرأة العالمي سِمَة ٌ" للمآثر والمفاخر"
Share |
2024-03-07
يوم المرأة العالمي سِمَة ٌ" للمآثر والمفاخر"

يوم المرأة العالمي سِمَة ٌ" للمآثر والمفاخر"

أ.د. علي حسين خضير الشّمّري

أستاذ اللسانيات التطبيقية

في مركز الدراسات الإستراتيجية - جامعة الأنبار

khudhair.udhair@uoanbar.edu.iq

      في مثل هذا اليوم من كل عام تطلّ علينا مناسبة جذلى نستذكر فيها مناقب المرأة ومآثرها هذا المخلوق اللطيف الموسوم "بالعالَم المصغّر"، بحق وصف دقيق "فالمرأة" وما تقوم به بمثابة عالمَ بأكمله، فقد ظلت تذود وتُنافح عن أسرتها وتدرأ عنهم كل المهالك، فقد كانت الِمهْماز الذي يستحثّ ويغري الهمم نحو كل مزيّة وفضيلة ومَحْمَدة. سيدتي "المرأة" أنت مَن هجرت الوِكَال والهوينا وعَهِدَتْ على نفسها طُرًّا مطارحة النوازل والنوائب لبلوغ سُمُوق الكمال وتحقيق المحال. وحسبك من الفخر أنّك أسّ تليد في تخليق البشرية، فلفظ "أنثى" لم يكن مثلبة أو سُبّة عند أحرار العقول، فلك أنتِ دون سواك أقول ما قاله المتنبي:

ولـو أنّ النّسـاءَ كمـن عرفنـا        لفُضِّـلت النساءُ على الرجالِ

فما التأنيثُ لاسم الشمسِ عيبٌ         ولا التـذكيرُ فخــرٌ للهـلالِ

ومع كل ما تقدمه المرأة وتبذله في هذا الكون فما زالت حقوقها مغصوبة وقابعة في وصيد هاضٍ وجورٍ فاضٍ. عُدِمَ فيه المِعوان وفَسَدَ فيه الزمان، وأخذنا نزاوله بالاستخفاف؛ ونحن نعلم يقينًا أنّ الاستخفاف أخدود الزّلل، والزّلل أقصر طريق إلى هلاك العقل وبوار المعرفة. وبما أننا -على الأقل- مازلنا في فُسحة الاختيار، فعلينا الذود عنها وترك ما فيه مماحكة وإنساء، فديننا الإسلامي كان السبّاق إلى إنصاف المرأة من الجور والحيف إبّانَ الجاهلية الأولى حين كانت سلعة تباع وتشترى. فقد كانت الوصية التي ختم بها النبي محمد صلى الله عليه وسلم وصاياه إلى أمته، إذ قال: "استَوْصُوا بالنساء خيرًا". كيف لا؟ وهن الركن الركين في تكوين المجتمعات فالنشء يخرج من بين أيديهنّ وقد ألقمنه القيم والشمائل الحسنة من أنَفَةٍ وحَمِيَّةٍ وشكِيمَةٍ ونَخْوَةٍ. بحقٍ أنتنّ مَجْلَبَة للفخر والتَمَدُّح.  وحتى لا تكون هذه المناسبات مُرَقِّدًا ومخدِّرًا للهمم لا بدّ أن تكون منطلقًا لِسَبر مواثيق وعهود لإخراج المرأة من غياهب التهميش وترجمة دورها إلى قوانين وسلوك ملموسين في المجتمع، فالمناسبة سانحة لتثقيف المجتمع والحشود وهي بمثابة مِخرَز للضغط على الإدارات السياسية ولا سيما المتغاضية منها لإيجاد السبل الكفيلة لحلِّ تلك القضايا المصيرية، ولا سيما تلك المتعلقة بالعنف ضد المرأة. فالأرقام والإحصائيات تدعو إلى الذعر والترويع؛ لذا على المعنيين بالأمر الإسراع في وضع خطط إستراتيجية تحول دون تعرض المرأة للعنف الممنهج الذي استشرى في المجتمعات حدّ الارتياع والتوجس.

 
عدد المشاهدات : 340