دور الجامعات في مواجهة التطرف وبناء السلام في المجتمع العراقي

دور الجامعات في مواجهة التطرف وبناء السلام في المجتمع العراقي
Share |
2024-02-17
دور الجامعات في مواجهة التطرف وبناء السلام في المجتمع العراقي

 

أ.م.د. فلاح مبارك بردان

رئيس قسم الدراسات المستقبيلة وإدارة الأزمات

تمكنت الجماعات الارهابية والمتطرفة والمروجين للأفكار الضارة من الاستفادة من التطور التكنولوجي الحاصل وتقنيات المعلومات في شبكات التواصل الاجتماعي بعد استغلالها لترويج افكارهم وتنظيم عملهم وتوجيه وتجنيد العناصر لتنفيذ الاعمال الارهابية والتخريبية ونشر مظاهر العنف والفوضى في المجتمعات والبلدان وتهديد أمنها واستهداف بنيتها التحتية، اذ وفرت لهم تلك المواقع والشبكات طريقة امنة وسهلة وفعالة لنقل البيانات والمعلومات الى عناصرهم وجماعاتهم دون رقابة او محاسبة وفي بعض الاحيان بمساعدة بعض الاجهزة الامنية والاعلامية دون دراية او دون قصد، فتحولت الى قوة فاعلة غير مرئية ناعمة في التوجيه والتنظيم ولكن عنيفة ومدمرة بالفعل والعمل بطريقة مدروسة بشكل دقيق ومنظم.

ذلك التطرف الذي يعرف بانه سلوك منحرف يخرج عن القوانين الفكرية والقيم والمعايير والاساليب السلوكية السائدة في المجتمع، بعد تبني قيم ومعايير مختلفة قد تلجئ متبنيها الى استخدام العنف لتحقيق اهدافه او فرض رأيه.

كما ان التطرف وفقا للمفاهيم الأيدلوجية هو فكر قد يتحول الى سلوك ظاهري او عمل سياسي يستخدم العنف كوسيلة لتحقيق المبادئ التي يؤمن بها الفكر المتطرف او اللجوء إلى الارهاب النفسي والفكري والمادي

  ومنها تأتي اهمية التركيز على هذه الظواهر والتصدي لها بغية محاولة الحد من تلك الافكار ومحاربتها ووضع استراتيجيات اعلامية ومجتمعية وامنية وسياسية لمعالجة اسبابها والاثار المترتبة عليها مثل الافكار والسلوكيات الهدامة والغلو والتطرف والتزمت في الرأي وعدم تقبل الاخر ما هي الا مواقف سياسية واجتماعية يرفض اصحابها أي فرصه للحوار او يعترفوا بأن هناك  قصور في مديات فهمهم، ويذهبون الى ابعد نقطة من الجدل والصراع الفكري والعنف اللفظي، فالأفكار والسلوكيات المتطرفة تطرح شعارات قد يفهموها على انها بسيطة او منطقية او هي جزء من ديمقراطية المجتمع، لكنها في حقيقة الامر مشاكل مجتمعية شديدة التعقيد تمثل خطراً كبيراً يهدد البنية الاجتماعية (Social Structure).

وبما ان العراق يصنف من الشعوب الشابة التي تمثل فيها نسبة فئة الشباب عالية مقارنة بالفئات الاخرى وهذا يستدعي وضع أهمية لحماية هذه الفئة من الانجرار والتأثر بدعوات التطرف والعنف، لأن هذه الفئة تتميز بالديناميكية المحركة لعجلة المجتمع نحو التطور والتقدم والتنمية، لكن وحسب اعتقادنا ان هناك مغذيات تحاول ركوب موجة الصراعات والنزاعات الفكرية المتطرفة.

أن ما سبق ذكره يفرض على الجامعات العراقية أن تأخذ بدورها البناء من خلال ترصين طلبتها من الانجرار وراء الفكر المتطرف بواسطة ورش تدريبية ومؤتمرات وفعاليات شبابية داخل وخارج الجامعة تهدف إلى تعزيز التماسك الاجتماعي وتقوية قواعد بناء السلام داخل المجتمع العراقي المتعدد الطوائف والقوميات.

 

 

 
عدد المشاهدات : 236