الإدارة الاستراتيجية للموارد البشرية

الإدارة الاستراتيجية للموارد البشرية

 

الإدارة الاستراتيجية للموارد البشرية

إن التغيرات السريعة التي يشهدها العالم , تجعل بقاء المؤسسة ونموها مرهـون بدرجة كبيرة بمدى قدرتها على التكيف  مع هذا العالم  وبقدرتها على تحقيق مستويات مرتفعـة للأداء , ولا يمكن لها ذلك الا بتبني ما توصلت إليه الادارة الحـديثة مـن أسـاليب وتطبيقه بشكل علمي وفعال, ومن بينها ادارة الموارد البشرية بشكل استراتيجي , وهي احدى المفاهيم الأكثر أهمية في تعزيز إدارة رأس المال البشري, كما انه أسلوب يتيح للمؤسسة تحديد رسالة ورؤية واضحة اعتمادا على تحليل بيئتها الداخلية ( نقاط القوة ونقاط الضعف) وبيئتها الخارجية ( الفرص والتهديدات) للوصول الى خيار استراتيجي  يمكـن تطبيقـه.

حيث يعد نظام إدارة الموارد البشرية من أكثر الأنظمة حاجة الى ادارة فاعلة قادرة على قيادة هذا النظام وتوظيف طاقاته الكامنة لتحقيق اهداف المنظمة بكفاءة وفعالية، وتتمثل الموارد البشرية للمنظمة  بـــ (الاشخاص الذين يعملون في المنظمة) .

اذ تعد الموارد البشرية للمنظمة اكثر من أداة لتحقيق الميزة التنافسية للمنظمة بل يمكن وصفها على انها ميزة تنافسية في حد ذاتها ،  حيث ان تحقيق ميزة تنافسية مستمرة للمنظمات يتضمن محاولة تغيير التفكير في العنصر البشري من كونه مجرد تكاليف على المنظمة الى كونه ميزة تنافسية . وقد ارتبط مصطلح الاستراتيجية بمصطلح إدارة الموارد البشرية ليصبح الإدارة الاستراتيجية للموارد البشرية , ومن الجدير بالذكر  لا يمكن لها ان تتقدم بدون تقدم وتطور نظم الادارة فيها, حيث تعتبر الموارد البشرية ممثلة في العاملين في المنظمة من مختلف المستويات وتخصصات الدعامة الحقيقية التي تستند اليها المنظمة الحديثة في تحقيق اهدافها , فالعاملين هم الاداة الحقيقية للتنمية والمصدر الاساسي للتطوير داخل المنظمة وعلية تحدد كفاءتها. فلا بد لهذه الادارة ان تسعى الى إنشاء إطار عمل مخطط متماسك للموظفين ليتم تعيينهم وإدارتهم وتطويرهم وتوزيعهم كل حسب اختصاصه ووضع الشخص المناسب في المكان المناسب وتحفيزهم ماديا معنوياً لأثارة دوافعهم وخلق الرضا لديهم, ويعمل ذلك على تقليل الغياب ومعدل دوران العمل وزيادة الانتاجية لدى الموظفين.

مما تقدم يتضح لنا جلياً اهمية ادارة الموارد البشرية في تنظيم العمليات والإجراءات داخل المنظمة والاهتمام بالعوامل الخارجية التي قد تؤثر على الية اداء عمل المنظمة لضمان توجيه أنشطة العاملين في نفس الاتجاه الذي تسير فيه المنظمة, مع ضرورة أخذ الادارة العليا نقاط القوة ونقاط الضعف للقوى العاملة في الحسبان عند وضع استراتيجية المنظمة, والتنبؤ بالتغيرات المستقبلية السريعة في البيئة المحيطة والعمل على مواجهتها.