دائرة التخاطب وأبعاد اللغة

دائرة التخاطب وأبعاد اللغة

(دائرة التخاطب وأبعاد اللغة)

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

        فاللغة هي وعاء التجارب البشرية ، ومستودع الأفكار ، ومكمن الأسرار ، ولكل ذي عقل طريقته في إرسال هذه اللغة وفق معطياتها ومفاهيمها إلى الآخرين ، مع تضمين المعنى الذي يريد إيصاله إلى متلقيه بصورة واضحة لا يشوبها شيء من الضبابيَّة ، ليتلقى الرسالة على صورتها السليمة ، وفي ضوء ذلك كان العنوان (دائرة التخاطب وأبعاد اللغة ) وما هو إلا صورة متعددة الزوايا للحصول على سلسلة من الأحاديث التي تتواصل فيما بينها والوقوف في كل مرة عند مفهوم جديد مستنبط من عنواننا الذي وضعناه ، فالتخاطب بأبسط مفاهيمه هو عملية نقل الصورة الذهنية بين المرسل والمتلقي وفق التواصل اللفظي بين الطرفين ، وما كانت الدائرة إلا محيط واسع يتم من خلاله تفعيل عملية بثِّ الرسالة تجاه المستقبِل ، ثمَّ إنَّ هذه العملية لا يمكن انتاجها دون المرور في حيثيات اللغة وأبعادها ، وإن هذه الأبعاد تحقق معايير اللغة وقيم التواصل بين الأفراد مما يعطي الفرصة في نقل الأفكار الابتكارية والعمليات العقلية الأساسية كالإدراك والاعتماد على المهارات اللغوية المسموعة والمقروءة في تفعيل روح التواصل بين الأفراد والجماعات ، لاسيما وحدة الرسالة التي تفرض إجراءات تناسبها من خلال التناسب بين الأبعاد والأدوات الإجرائية للتعبير وانتقالها من بعد لآخر محققة مفهومية المعنى لدى المتلقي لأنه من سيقوم بفضِّ جدار هذا الخطاب ليصل إلى مكمنه وما رافقه من إشارات واعتبارات لغوية ، وإنَّ إخراج المعرفة اللغوية من نطاقها الذهني إلى بعدها المنطوق السمعي ومن ثم إلى إطارها النظري المسطور ،إنما يدلُّ ذلك على إثبات هيمنة هذه اللغة وسيادتها.

 

وللحديث بقية ...  نلتقيكم في مقالٍ قابلٍ إن شاء الله تعالى.