أ.د خليل ابراهيم سليمان
البرنامج الحركي هو نظام متكامل للأداء التفصيلي لصورة الأداء المخزونة في الذاكرة طويلة المدى ، والذي يعمل على تنفيذ الحركة والتحكم بسيرها طبقا ًللهدف المرسوم . الامر الذي يجعل الفرد قادراً على أداء حركاته بصورة تلقائية ومن دون الحاجة الى معلومات التصحيح والتعديل الخارجية منها والداخلية . وبدرجة قليلة من عمليات الانتباه والتفكير . مما يجعل الأداء الياً لا يحتاج الى التفكير بخطواته او مكوناته او التركيز على مبادى الحركة (المهارة) حتى يصدر امراً يوقف هذا الأداء او يغيره . فلو امعنا النظر جيداً بأداء لاعب الكرة الطائرة لمهارة الضرب الساحق مثلاً ، وركزنا على اجزاء الجسم المشاركة في الأداء (( الرجلين والجذع والذراعين )) والمجموعات العضلية المشاركة أيضاً واوجه التوافق والانسجام في عمل هذه المجموعات من حيث القوة والسرعة اللازمتين وتتالي العمل بينهم او تزامنه ، فضلاً عن اتجاهات العمل المختلفة للعضلات المشاركة وبما يخدم الأداء الحركي المطلوب ودور كل عضلة او مجموعة عضلية في انجاز متطلبات الهدف . فالعضلات العاملة "الرئيسة" هي التي تكون نسبة مشاركتها عالية في مقدار القوة الموجهة باتجاه الفعل الحركي ، وهناك عضلات مساعدة ، وعضلات ساندة وأخرى مضادة "معاكسة" كل ما تقدم يتحكم بمديات الحركة الحقيقية ( الزماني ، المكاني والديناميكي ) في آن واحد او بتتالٍ سريع ومنظم .وكذا الحال عند قيادة السيارة والانتقال من البيت الى مكان العمل وبالعكس ، وما أداء الرياضي داخل الملعب لمتطلبات الأداء المهارية منها والخططية بعيد عن التوصيف في أعلاه وبشكل آلى وتلقائي ومن دون تفكير او انتباه او تركيز على الية الأداء وبذا تكون حركات الفرد خاصة به دون غيره . وفي ضوء ما تقدم من حقائق تعضد وتدعم وجود البرنامج الحركي وتؤيد وجوده وفاعليته ، ففي دراسة (willson1981 ) . ان حركة جناح الجرادة السريعة تبقى ممكنة بعد قطع الممرات الحسية وبشكل مشابه للحركات قبل قطع الممرات الحسية واكد كذلك (Topand perman) في نجاح القردة في التسلق بعد قطع الممرات الحسية لهم ، مما تقدم فان ما يؤكد حقيقة وجود البرنامج الحركي هو استمرار أداء المهارة او الحركة بشكل آلي وتلقائي ويكون الأداء خاصاً بالفرد دون غيره ، فضلاً عن نتائج التجربتين السابقتين في استمرار العمل رغم قطع الممرات الحسية ، كما ان استمرار قطع الامدادات الحسية مع تقادم الزمن سيضعف من معلومات دائرة التحكم والسيطرة الحركية مما يؤدي الى ضعف البرنامج الحركي لتلك المهارة او فقده ، واذا ما اريد للبرنامج الثبات والاستمرار لابد من ديمومة المقارنات بين ما تم وما يجب ان يتم بين آونةٍ وأخرى .