بناء وتطوير الشخصية الاكاديمية

 بناء وتطوير الشخصية الاكاديمية

building and development  academic personality

 

م.م. ثائر خيرالله عصمان

كلية الآداب / قسم الجغرافية

2021

 

ان اعادة صياغة الشخصية هي بمثابة اعادة برمجة العقول بل تتعدى ذلك لتكون اعادة صياغة الحياة بأكملها, والتي اصبحت من الاوليات بهذه الفترة الحرجة التي يمر فيها جيل بكامله. لذلك توجب علينا الوقوف مليا والتأمل والبحث عن الاسباب التي ادت الى ذلك, ووضع الحلول المناسبة بما يلائم عقول الجيل الحالي واعادة صياغته. ومن منطلق المسؤولية نحث على جعل منهاجا يركز على الحالة النفسية واعادة برمجة العقول يوازي المنهاج العلمية المعطاة في كليتنا انها مسؤوليتنا الكبرى بالتركيز على بناء الانسان وصقل شخصيته مما لها اثر ايجابي على ادائه العلمي الاكاديمي .

ان الثورة التكنولوجية التي لا ننكر ابدا بانها لا تخلو من فائدة عظيمة الا انها في المقابل حملت سلبيات اثرت على المجتمع بصورة عامة وعلى طلبتنا بصورة خاصة, عندما استخدمت التطبيقات وبرامج التوصل الاجتماعي استخدام سيء اثرت على مستوى الطالب من جميع النواحي علميا ونفسيا واجتماعيا , فاصبح فوضوي التفكير وعشوائي السلوك وفقد شخصيته الاصلية وكيانه الحقيقي, يطلب الشيء فلا يستطيع ان يدركه كون المسافة بينه وبين ذاته الحقيقة التي هي نفخة الرحمن فيه قد اتسعت. فاصبح لا يرى في عينه شيء سوى ما يشبع ملذاته ورغباته وغرائزه مبتعدا كل البعد عن الهدف الاسمى من وجوده كانسان اولا وطالب علم ثانيا. عليه توجب الانتباه لتلك الحالة التي بدأت بالانتشار فأصبحت مرض عضال ينخر جسد المجتمع اذا استمر اكل الخضر واليابس. ومن هنا ننطلق على قدر مسؤوليتنا تجاه الله اولا وتجاه هذا الجيل كوننا قدوة له بوضع استراتيجيات مؤثرة و وضع حلول ناجعة لما يحصل وأعاده صناعة الشخصية الأكاديمية بطرق سلسة ومحببة لهذا الجيل .

ان من الاستراتيجيات المؤثرة هي الاتصال المباشر بطلبتنا الاعزاء واعطاهم متسع من الوقت لفهم ما يدور بعقولهم المغيبة وافكارهم المشوشة وما هي الاسباب التي ادت الى تدهور حالتهم واثرت على مستوى ادائهم الاكاديمي بان يكون هنالك لقاءات متكررة تتسم بالعفوية والحرية بالإلقاء متضمنه محاور ومواضيع تركز على بناء الشخصية نابعه من فهم واقع الجيل مع اعطاء فرص للطرح والمناقشة من قبل ابنائنا الطلبة ومن كلا الجنسين. ان الفطرة السليمة كوننا مسلمين والتربية الحسنة لها الأثر الكبير ويختصر الطريق علينا بإعطائنا الدافع نحو عمل شيء فجميع طلبتنا هم من عشائر عريقة وبيئة طيبة شابها بعض الشي فأثرت على السلوك والمستوى وهذا طبيعي جدا لان السلوك يكتسب والحال يتغير باكتساب الأفكار السلبية التي هي سبب لنتيجة تظهر على السلوك في عالم الادراك.

وعندما نتذكر قول رسول الله عليه افضل الصلاة والسلام (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته)  توجب علينا المثول وطاعته عليه الصلاة والسلام بأخذ مبادرة  الاصلاح ما استطعنا. فعلينا اولا ايصال فكرة بان الانسان وما يحمله من روح التي هي نفخة الله جعلها امانة فيه حيث قال عز جلاله ( ونفخت فيه من روحي) تجعلنا نقف متأملين من فهم وادراك وايصال تلك الفكرة لمن ابتعدوا عن الذات الحقيقية وسيطرة عليهم الذات الوهمية (الانا ) القاتلة التي تبحث عن كل شيء مادي وعلى جميع الأصعدة .

ان طلبتنا اليوم يمرون بحالة من السلوك العشوائي الغير متزن وعدم وضوح الهدف بنسبة لهم كون مصادر المعلومات التي يستسقون افكارهم منها تجعلهم يعيشون الحالة التي هم فيها الان .

ان من اهم استراتيجيات التغير هي التركيز على شخص الانسان ومد يد المساعدة له ليكون فرد فعال منتج وهو اللبنة الاساسية لبناء مستقبل زاهر يشع نور الفضيلة والعلم حتى يصبح على قدر المسؤولية  لقيادة  المرحلة القادمة بكل ثقة.

وحتى يتحقق ذلك علينا وضع الية مناسبة واستحداث لقاءات دورية تتضمن محاور عدة تركز على هذه الجانب المهم في مسيرة طلبتنا وهم ينهلون من بحر العلوم المتنوعة في جميع كليتنا العريقة وما توفره من منهاج رصينة وغنية بالمعرفة التي هي الاساس في بناء الشخصية الأكاديمية وما ينعكس ذلك على تطوير المجتمعات وازدهارها. ومن اهم تلك المحاور اذا ما اردنا تحقيق التغير واعادة صياغة الشخصية هي:

1-    التعرف على ذاتنا الحقيقية

2-    جلسة تعلم الاسترخاء

3-    جلسة تعلم الحضور والوعي(الانصات والاستماع)

4-    جلسة التخلص من التوتر في الامتحانات

5-    ترشيد استخدام برامج التواصل الاجتماعي

6-    مخاطر الغش التقليدي والالكتروني

7-    فهم قوانين العقل وما لها من تأثير على الحياة

8-    فهم العلاقة بين العقل الواعي واللاوعي واستثمار مكامنهما

9-    الايحاءات واثرها على العقل

10-                    تحقيق النجاح

ان المحاور اعلاه هي لبنات اساسية  لبناء وعادة صياغة العقول وهي الجانب الموازي للمعرفة التي تقدمها المناهج الدراسية في كليتنا و التي سوف تؤثر تأثيرا ايجابيا على اداء طلبتنا الاعزاء وتحقيق الاهداف التي رسمت من اجل مخرجات لها دور كبير في بناء الوطن وتقويم سلوك المجتمع ....