اهمية الباحث الزراعي في توفير الامن الغذائي

 

اهمية الباحث الزراعي في توفير الامن الغذائي

الاستاذ الدكتور كمال صالح كزكوز العاني

قسم الجغرافية

اذا كان الهواء والماء والغذاء اساس الحياة على كوكب الأرض كان حريا بالإنسان ان يبذل قصارى جهده في ادامة هذه السبل واذا كان الهواء مشاعا عاما بين البشر فإن هذا لا ينطبق على العنصريين الآخرين في ادامة الحياة وهما الماء والغذاء. اذ تنافست دول العالم عليهما تنافسا واضحا حتى انهما قد دخلا مجالات السياسة الدولية عند الدول الكبرى ولو أمكن لتلك الدول ان تسيطر على الهواء لادخلته ضمن الاوراق الضاغطة على شعوب الدول الضعيفة المتمثلة بالدول النامية الفقيرة لتحقيق مآربها واطماعها -

باستثناء عنصر الهواء فان ارتباط الماء بالحياة هو ارتباط ازلي وينطبق ذلك على الإنسان والحيوان والنبات وكما يديم الماء انواع الحياة الثلاثة مباشرة فانه يدخل بصوره غير مباشرة في ادامة حياة الانسان والحيوان من خلال النبات سوآءا اكان طبيعيا ام مزروعا وهذا اول الأسباب السياسية في توجه منابع الانهار للتحكم بالدول التي تليها.

وترتبط الزراعة بالماء ارتباط النتيجة بالسبب ومع وفرة مياه العراق من خلال الرافدين والبحيرات والجداول فضلا عما متوفر من المياه الجوفية وكل ذلك مدعوم بالتربة الزراعية والمناخ الملائم والايدي العاملة على اختلاف انواعها ومدى حاجة الزراعة لها

ويبدو جليا ان ما تعانيه الزراعة من ظروف ومشاكل اوصلتها إلى حد التخلف كما نشاهده في العراق كأنموذج رغم كل ما يقدم من بحوث ترتبط بالإنتاج الزراعي بنوعيه النباتي والحيواني ولكن نجد العوامل البشرية هي التي تلعب الدور في التخلف وما يرتبط بها

اما العوامل الطبيعية لم تظلم الإنسان بل هي من ذلك براء ويتحمل التخطيط الزراعي هذه المسؤولية بكل تبعاتها الثقيلة ونتائجها السيئة بل ومستقبل الاجيال القادمة التي سترث بلدا بطبيعة معطاء ومن الخير خواء فضلا عما يمر به البلد من ظروف جعلت من جميع منافذه الحدودية مفتوحة وباستيراد غير منظم انعكس على الانتاج الوطني وبما ان السياسة الزراعية حلقه من حلقات السياسة العامة الا ان دورها ضعيف ومعاناتها للمشاكل انعكست على الانتاج الزراعي الذي يعد الاساس في الامن الغذائي،

ويتوسط الباحث الزراعي خضم الاحداث بين تخطيط زراعي ادار ظهره للمصلحة العامة وبين شعب يعيش على الجيران وخيره تحت قدميه علما انه يدرك تماما ان العراق لو استثمر ما هو متاح من الطبيعة وما متوفر من امكانات بشريه لتجاوز الاكتفاء صوب التصدير؛

ولقد أبرا الباحثون الزراعيون ذممهم من خلال البحوث التي تعالج مشكلات القطاع الزراعي النباتي والحيواني وفيها من النتائج والمقارنة والتوصيات والعمل الميداني ما يكفي المخطط إذا سار بهداها واستلهم سبلها، وادخلها في القرار السياسي الذي تخضع له الخطط الزراعية السنوية،

وسواء استجابت السياسة الزراعية ومخططوها لخبرة الباحث الزراعي وامكانيات الجغرافية الزراعية ام لم تستجب فان الامر لديه شيئان فهو أدري من غيره في تحسين او معوقات الإنتاج الغذائي، وهو أولى في تشخيص تطور او تدهور الإنتاجية الغذائية، وقد أملت عليه خبرته العلمية وكفاءته الميدانية بحيث أصبح كالطبيب الذي لا ينافسه غيره في الكشف والمعاينة، ثم التشخيص والمعالجة.