التطرف  وانعكاساته على النسيج المجتمعي في محافظة الانبار  مقالة  اجتماعية -

التطرف وانعكاساته على النسيج المجتمعي في محافظة الانبار مقالة اجتماعية -

 

-               مقالة  اجتماعية -

 

       الاستاذ الدكتور الدكتور /مؤيد منفي محمد شرقي

          جامعة الانبار / كلية الآداب

       قسم علم الاجتماع / تخصص سوسيوأنثرويولوجي

 

 

 

 

 

 

art.mumnmom@uoanbar.edu.iq

جوال :  07813218813

 

 إنَّ هذا المقال  يحدد الاهداف الممكنة والفاعلة  للقضاء أو الحد من  التطرف، وإيجاد آليات مناسبة؛ لتنفيذ تلك الاهداف بناءً على سياسات الدولة والعمل المجتمعي، من خلال مشاركة  الموطنين من الشباب، ووسائل الإعلام، ومؤسسات المجتمع المدني، والمؤسسات الدينية فيها، مع الأخذ بنظر الاعتبار دور المرأة والشباب في الحد والكشف المبكر عن مؤشرات  المتطرف ؛ لأنَّ  التطرف يشكل خطرا كبيرا على الشعب العراقي، وعلى وحدة العراق كدولة وبلد. وهذه المشكلة ذات امتداد إقليمي وتأثير دولي، إذ تعاني منها العديد من البلدان في المنطقة ، مثل (العراق، وسوريا ، واليمن) وتمتد تلك المعاناة الى خارج تلك البلدان.  ان التطرف الفكري   له صور متعددة منها الارهاب المادي أو الجسدي ، والإرهاب المعنوي أو الفكري ، وأن اهمية المقال تتجسد في أن هنالك تركيز على ظاهرتي الارهاب المادي والارهاب المعنوي لان الضرر الذي يصيب المجتمع من الارهاب المادي يوازي الضرر الذي يصيب المجتمع  من الارهاب الفكري . و تعد مشكلة التطرف الفكري  وأساس مكافحته هو من المواضيع الشيقة والحديثة ، والتي دفعتني لكتابة هذا المقال لمعرفة كيفية امكانية القضاء عليه أو التقليل منه ، وكذلك فان هذا الموضوع والمتمثل بأنماط وأساليب مختلفة منها استخدام الافكار المتطرفة والتحريض على العنف.

 

 مؤشرات الفكر المتطرف

- إنَّ الفكر المتطرف موجود ونحن نتحدث عن هذا الفكر االمتطرف الذي هو موجود في الفكر الاسلامي المتشدد، ولكنَّ المشكلة تبدأ عندما ينتقل الفكر  الى السلوك، والفكر  المتطرف هو الفكر الذي يخرج عن القيم، إذ إنَّ  في كلِّ مجتمع هناك قيمًا وسلوكيات خاصة بذلك المجتمع. ولكنَّ الثقافة المجتمعية تلعب دوراً كبيراً في الحد منها نسبياً، وبخاصة في المناطق ذات الصبغة المذهبية وخصوصًا السنية.  إنَّ القول بأنَّ رجال الدين والسياسيين قد صنعوا التطرف فقط هو قول غير صحيح ؛ لأنَّ التنظيمات الارهابية المتطرفة  استطاعة أن تحتل أكثر من ثلث مساحة أراضي العراق ، وهذا يعني أنَّ هناك منابعَ خارجيةً  تغذي هذا الفكر  المتطرف ، وقد انتقل بسب أخطاء رجال الدين  وسياسي المناطق التي احتلت  من الفكر المحض الى سلوكيات خطيرة من العنف الممنهج. ولا يمكن الاعتقاد بأنَّ هناك  رجلَ دين وسياسي بذلك الحجم الذي يستطيع أن يحدث التطرف بهذا الشكل ، ولكن هناك - كما ذكرنا - منابع خارجية  تغذي هذا الفكر ، ويجب الانتباه الى أن الفكر المتطرف قد أسقط مساحات واسعة من الأراضي في  دولتين هما العراق وسوريا. وعليه يجب الانتباه الى تجفيف المنابع  الخارجية للفكر  المتطرف .اذا نحن بحاجة الى وضع ضوابط واشتراطات من قبل الدولة فيما  يخص التطرف الديني، فإنَّ اعتلاء المنابر وإلقاء الخطب ،  ولا شكَّ أنَّ الإعلام الآن لديه عدَّة قنوات ، منها الفضائيات والمواقع الالكترونية وشبكات التواصل الاجتماعي، وفي هذه الوسائل تحريض واضح وحقيقي على القتل. وهناك مواد في الدستور من الممكن تفعيلها ، مثل المادة الثامنة والثلاثين والخاصة بحرية التعبير، ونحن نحتاج الى ضوابط  لحرية التعبير، ويجب تقوية السلطات القضائية والتنفيذية ؛ لتحاسب من يسيء الى الآخر.

هذا يقودنا بالدليل القاطع إلى أنَّ الفكر الدخيل يولد تمازجًا في  الخطاب الديني العقائدي المتطرف واستغلاله سياسياً لمصالح شخصية وحزبية وفئوية؟ أمَّا الدوافع  التي ادت الى وقوع  الشباب فريسة سهلة للفكر  المتطرف . الدوافع الاقتصادية،  والثقافية للتطرف.

 يعدُّ الوضع الاقتصادي بسبب الفراغ والضعف الفكري والبطالة  سببًا في كون الشباب أكثر عرضة للانخراط في مجاميع  الفكر  المتطرف ، وعليه يجب تحسين الوضع الاقتصادي لهذه الفئة  ، فضلًا عن ضعف انتماء أولئك الشباب وذوي الأعمار الصغيرة الى الوطن،  وهذا يقع على عاتق الدولة من خلال الدور التربوي في اعداد منهج يبدأ من مرحلة الابتدائية ويتضمن تقوية روح الانتماء للوطن ومحاربة الأفكار الدخيلة  وخصوصًا المتطرفة على هذا الانتماء ؛ لذا فإنَّ المناطق السكنية ذات الصبغة المذهبية الواحدة  توفر بيئة تدفع بالشباب الى الفكر  المتطرف  . كما أنَّ للإعلام دورًا كبيرًا في نشر الفكر المتطرف، من خلال الفضائيات. وعليه يجب تأسيس قنوات فضائية تحارب هذا الفكر   المتطرف  .