المنهج الخفي و التعليم عن بعد

 

المنهج الخفي و التعليم عن بعد

أ.م.د. علي صباح جميل

كلية الاداب- قسم اللغة الانجليزية

يتعلم الطلبة في الجامعات سلوكيات تختلف نوعاً ما عن ما تم اكتسابه خلال فترة الدراسة في المدارس. ومهما تعددت اسماء المنهج من منهج مستتر، ومنهج المغطى، او منهج غير رسمي، ومهما اختلفت التسميات فهو مؤثر في عملية التعلم وسلوكيات الطلبة وعملية التعليم وسلوكيات المدرس.

         ان المنهج الخفي، في الدراسة الحضورية داخل القاعات الدراسية، تفرضه ظروف تراكمية تعمل على تبني مواقف قد تكون متوافقة مع المنهج او متعارضه معه وهذا غالبا ما يكون نتيجة لطبيعة المادة، سلوك والسياسية الادارية للقسم العلمي، وكذلك سلوك وطبيعة مدرس المادة وخلفيته العلمية ودرجته الاكاديمية.

        ان ما يفرضه المنهج الخفي خلال عملية التعليم والتعلم داخل الصف من تغيير في سلوك المتعلم يختلف عن ما يفرضه من تغيير في سلوكيات المتعلم و وبعض من سلوكيات التدريسي خلال التعليم عن بعد.

ان تجربة التعليم عن بعد افرزت بعض السلوكيات والتي اصبحت جزءً من عملية التعليم ومنها وأهمها ادارة الصف. ان ادارة الصف عن بعد اصبحت تشغل الكثير من التدريسيين لما يفتقره الطلبة من نقص في ثقافة التعليم عن بعد. فالكثير من الطلبة والاساتذه يشكو من عملية التعليم الالكتروني، وهذا المفهوم خاطئ. اذا ما تم ممارسته في جامعة الانبار في الكليات الانسانية هو تعليم عن بعد فقط. لم تدخل برامج تعليمية في عملية التدريس والتعلم، بل تم استخدام منصات تعليمية لغرض التواصل مع الطلبة بما يتناسب وطبيعة المستوى الجامعي.

ان المنهج الخفي خلال العلم عن بعد افرز عدت مصطلحات جديدة، منها استمارة الحضور، نموذج جوجل للأختبارات، وغيرها من مصطلحات تم نسبها الى كونها تربوية الا ان في حقيقة الامر هي مصطلحات حاسوبية صرفة.

خلال عملية التعلم عن بعد، شاهدنا ورش العمل العلمية، والندوات العلمية التي تناولت اعداد الاختبارات ونماذج الاختبارات، وكيفية تدريب التدريسي على اعداد الاختبار والتحول من الاختبارات الفكرية الى شبه فكرية نتيجة للظرف الراهن. وفي المقابل نجد ان الطلبة تنافسوا في طرائق الاجابة وشكلوا مجموعات وفرق تعمل على التعاون في اداء الاختبارات. فنجد ان طبيعة مستوى الاسئلة قد ارتفع، فيما اذا تم قياسه وفق الى معامل نسبة السهولة والصعوبة الاحصائي، وذلك لحث الطلبة على التفكير والاستنتاج. كذلك ابرز المنهاج الخفي حالة تعود الطلبة على الاعتماد على المصادر في حل الاسئلة الامتحانية، وبذلك نجد ان الطالب تحول من باحث عن معلومات في مجال تخصصه الى مجرد شخص يقوم بالبحث عن اجابة لسؤال يؤدي الى كسب درجة منه.

من خلال تجربتي الشخصية، بعد اجراء اول اختبار للطلبة، كانت الدرجات تتراوح بين 9 من 10 و 10 من 10 وبعد ابلاغ الطلبة انه يوجد برنامج الكتروني يراقب سلوكيات الطالب وله عدت مستويات، وبعد اجراء اختبار اخر لنفس المادة والتزام الطلبة بالتعليمات والاعتماد على النفس كانت الدرجات تتراوح بين 3 من 10 و 6 من 10. اذن هنا نجد ان سلوك الطلبة جاء نتيجة نقص في ثقافة التعلم عن بعد.