الخطر - الكارثة - الازمة - من المفهوم الجغرافي

الخطر - الكارثة - الازمة - من المفهوم الجغرافي

            الخطر - الكارثة - الازمة - من المفهوم الجغرافي

 

أ.م.د. محمد موسى حمادي   

جامعة الانبار – كلية الآداب – قسم الجغرافية

mohammad.mussa@uoanbar.edu.iq

تعد دراسة المفاهيم المرتبطة بدراسة: (الخطر، الازمة، الكارثة) من المواضيع الشائكة سواء من حيث المفهوم سواء من الناحية اللغوية والعلمية، أو من حيث اختلاف وجهات النظر فيه وفقاً للتخصصات العلمية المختلفة. سيتم عرض موجز لما تعنيه هذا المفاهيم من وجهة نظر جغرافية:

الخطر Hazard: يعرف جغرافيا بشكل عام على أنه احتمالية التغير الذي يمكن أن يحدث في فترة زمنية محددة في منطقة معينة، ويكون مرتبط بخسارة أو افتقاد الحياة أو للممتلكات أو الخدمات، في حين يعرفه بعض الجيومورفولوجيين بأنه: أي تغير في شكل الأرض يكون له آثار عكسية على مجال الاستقرار الجغرافي والتي تتفاعل مع نظام الاستخدام البشرى ومع المستويات الاقتصادية والاجتماعية، في حين يرى آخرون الخطر هو تلك الأحداث التي تهدد النشاط البشرى وحياة الإنسان، والتي تنجم عن أي من العوامل والعمليات المشكلة لسطح الأرض. يتضح مما سبق أن الخطر هو حدث (طبيعي أو بشري) محتمل في فترة معينة أو موجود بالفعل ولكنه داخل حدود التحمل البشرى سواء كانت القصوى أو الدنيا في منطقة مأهولة بالسكان أو للإنسان مصالح بها.

- الكارثة Disaster: تعرف الكارثة على أنها نتاج تفاعلي سلبي بين الاستخدام الإنساني والطبيعة المحيطة وبالتالي ينتج عنه كارثة. وتعرف بانها كل شيء بعيد عن إرادة الإنسان أو يحدث دون ارادته وهو بفعل الطبيعة مثل الزلازل. وتحدث الكارثة في حالة زيادة الأحداث الطبيعية عن الحدود القصوى أو الدنيا البشرية لاستيعاب هذه الأحداث، كما تعرف على أنها تلك الأحداث الضارة أو المفجعة بالنسبة للإنسان وممتلكاته ومصالحه، والتي قد تحل عليه بشكل مباشر في منطقة وجوده أو قد تحل عليه بمناطق خالية من السكان ولكن بها مصالح خاصة به حيث يستفيد منها بشكل مباشر أو غير مباشر أو قد تكون استفادة الإنسان منها مخططاً لها مستقبلاً. في حين يرى آخرون الكارثة على أنها حدث مفاجئ غير مرجح الحدوث أو الوقوع لكن وقوعه تترتب عليه خسائر جسيمة في الأرواح والممتلكات أو تلوث للبيئة. وتتميز الكارثة بالفجائية وقصور كل من الوقت والمعلومات اللازمين لمعالجتها.

-  الأزمة Crisis: تعرف الأزمة بصفة عامة على أنها نقطة تحول في تطور الظاهرة بحيث تكون نقطة التحول بمثابة نهاية لمرحلة وبداية لمرحلة أخرى في تطور الظاهرة محل الأزمة. كما تعرف على أنها موقف مفاجئ يهدد بتحول جذري في الوضع القائم بسبب المفاجأة وضيق الوقت لاتخاذ القرار والتهديد القائم للمصالح الحيوية وبهذا تحدث الأزمة للفرد، كما قد تحدث للجماعة أو الدولة. وتعرف أيضاً على أنها حدث طارئ يتطور بسرعة عالية. وهي خطر داهم غير عادى ومباغت، حيث يرتب على هذا الخطر أحداثاً متلاحقة متشابكة ويتطلب علاجاً سريعاً في فترة زمنية محدودة للغاية تحت قيدين هما: الوقت والمعلومات، وتحت ظروف عدم التأكد، أي عدم التأكد من فاعلية البدائل المطروحة لمعالجة الأمر الذي يوجد حالة من التوتر والضغط العصبي. ويعرف أخرون الأزمة بأنها تهديد للأهداف القومية ذات الأهمية والأولوية كما تفرض على صناع القرار الاستجابة في وقت قصير فضلاً عن عنصر المفاجأة Surprise بما يسببه من إرباك لصانع القرار والتأثير على سلامة الاستجابة. ويعرف البعض الأزمة والكارثة على أساس الأزمة تحل قبل الكارثة ويعتبر حلول الكارثة نتاج للقصور في معالجة الأزمة. وعلى الرغم من ذلك فقد تولد الكارثة أزمة أو أكثر.