دور الجغرافي في تخطيط المشاريع العمرانية

 دور الجغرافي في تخطيط المشاريع العمرانية

.د سعدون مشرف حسين الشعباني

جامعة الأنبار – كلية الآداب – قسم الجغرافية

إن تخطيط المشاريع العمرانية من الأنشطة التي تتطلب خبرة علمية وعملية, وذلك لما يكتنفها من مشاكل وما يترتب عليها من مخاطر، إذ يتطلب تخطيط أي مشروع عمراني دراسات متنوعة لا تقتصر على التخطيط والتصميم،بل تضم دراسات موضعية طبيعية تتعلق بمدى ملائمة الموضع، وإنّ تلك الدراسات ليست من صلب اختصاص المهندس أو المخطط إنما من تخصّص الجغرافي، إذ يحتاج الى معلومات جغرافية تتمثّل بالخصائص الطبيعية للتربة والصخور والمياه، وطبيعة المناخ والوضع الطوبوغرافي، وإنَّ المعلومات المتمثلة بنوع التربة وهيأتها وخصائصها الفيزيائية والكيميائية, ومعرفة قدرة تحملها،   والمشاكل التي تواجه إقامة المشاريع العمرانية من حيث انتفاخ التربة وانكماشها أو هبوطها، ولاسيما في الترب الطينية التي تحتوي على المعدن المنتمورولونايت، أو ارتفاع منسوب المياه الجوفية  والمحتوى الرطوبي للتربة، ودرجة اللدونة وحدّ السيولة، وذوبان الجبس في التربة ونوع الصخور والوضع الطوبوغرافي وجميع هذه الخصائص لها آثار واضحة في تخطيط المشاريع العمرانية المقامة أو المشاريع العمرانية المقترحة، وإن تجاهل مثل تلك المعلومات كان له عواقب وخيمة على الكثير من المشاريع العمرانية في منطقة الدراسة،ولغرض إثبات قدرة الباحث الجغرافي في المساهمة الفاعلة في إعداد الدراسات التطبيقية لذا تم اختيار الموضوع المقالة الذي يقع ضمن علم شكل الأرض التطبيقي، فعند تخطيط   المشاريع يجب ان تعتمد على  المعلومات الجغرافية, من أجل  توفير تصاميم آمنة للمنشآت المختلفة من الوحدات العمرانية وخدمات البنى التحتية والطرق والجسور وضمان استقرارها والحدّ من المشاكل التي تواجهها . إنّ مهمة توفير المعلومات الجيوتقنية ليست سهلة بل تحتاج الى جهد كبير لجمع وتحليل البيانات، وتعدّ خطوة ضرورية في تحديد اتجاهات التوسّع العمراني. وذلك لأهمية المعلومات الجغرافية لكلّ منطقة في تخطيط وتنفيذ المشاريع المختلفة، والتي على أساسها يمكن الحد من المشاكل التي تواجه أقامة تلك المشاريع، ودراسة أثر الخصائص الطبيعية للتربة والصخور والمياه في تخطيط المشاريع العمرانية، ووضع الحلول والإجراءات اللازمة للحدّ من المشاكل المترتبة على تخطيط وتنفيذ تلك المشاريع.