تطورات معدلات الاستهلاك و الاكتفاء الذاتي الغذائي العراقي

تطورات معدلات الاستهلاك و الاكتفاء الذاتي الغذائي العراقي

 تطورات معدلات الاستهلاك و الاكتفاء الذاتي الغذائي العراقي

         Developing the averges of Iraqi food self- satisfaction and consumtion       

ا . د . طه احمد عبد الفهداوي

على الرغم من الجهود الحكومية المبذولة لتنمية القطاع الزراعي في اطار خطط وبرامج التنمية الاقتصادية الشاملة للدولة ، وعلى الرغم من معدلات النمو المختلفة فأن هذه المعدلات ظلت عاجزة عن ملاحظة الزيادات المضطرده في النمو السكاني من ناحية ، وفي معدلات الاستهلاك من ناحية اخرى هذا سيقودنا الى طرح عدة تساؤلات اهمها هل هناك فجوة غذائية في العراق ، وهل ان الانفتاح على الاسواق الخارجية بعد 2003 كان السبب الرئيسي في حدوث هذه الفجوة اذا لابد من الاجابة على هذه التساؤلات وتحديد الحلول الناجحة لمواجهة هذه الفجوة الغذائية في البلد و لا يخفى على الكل بأن العراق يعاني من فجوة غذائية كبيرة بعد عام 2003 اذا ما علمنا ان الطاقة الانتاجية للبلد من المنتجات الزراعية الحالية لا تغطي الاحتياجات الاستهلاكية ، مما يدعوننا الى اللجوء الى استيراد اغلب السلع الغذائية الاساسية وبكميات كبيرة وهذا يعود الى ان معدل نمو وتيرة الاستهلاك يفوق بما يتجاوز ضعف نمو الانتاج الزراعي وعلى هذا الاساس فأن حجم الواردات الغذائية قد ارتفع من اجل سد الفجوة الغذائية .

اما مشكلة الانفتاح على الاسواق الخارجية بعد عام 2003 كان لها الاثر المباشر في حدوث المشكلة الرئيسية الاولى وهي الفجوة الغذائية اذا ما علمنا ان هذا الانفتاح اضعف المنافسة بين المنتوج المحلي و المستورد مما ادى بالتالي الى انسحاب وضعف الفلاح العراقي امام سياسة اغراق البلد بالمنتجات المستوردة القليلة الاثمان التي جذبت كافة قطاعات المجتمع لشرائها مما ادى بالنتيجة الى تدهور القطاع الزراعي في البلد الذي يعتبر من الدعامات الرئيسية لاقتصاد العراق

اذا لا بد من مواجهة هذه المشاكل و الارتقاء بالواقع الزراعي للبلد من خلال وضع سياسة حكومية تدعم المنتوج المحلي وتفرض قيود كمركية ثقيلة على المنتجات المستوردة من خارج البلد اضافة الى ضمان حق العراق من المياه من تركيا و ايران مما لا يعرض القطاع الزراعي الى خطر انقطاع المياه و بالتالي تلف المحاصيل و تعرض المزارعين الى الخسائر الفادحة في الانتاج النباتي و الحيواني