الثقافة وبناء الوعي المعرفي

الثقافة وبناء الوعي المعرفي

 الثقافة وبناء الوعي المعرفي

The Culture and Constructing the Knowledge Awareness

أ.د. ايسر محمد فاضل

قسم اللغة العربية – كلية الأداب

يتشكل البناء المعرفي للإنسان من رافدين اساسين  : الثقافة والعلم ، الأول يتأتي من بناء الذات المكتسب بالخبرة والموهبة أضافة الى الدور الكبير الذي يلعبه المجتمع في تحقيق هذا البناء بطرفيه السلبي( الذات المنعزلة ) والايجابي ( الذات المتفاعلة مع الآخر ) في حين  يبتعد الرافد الثاني قليلا عمَا نريد الوصول اليه في هذه المقالة النقدية ، من هنا سنتكلم في السطور القادمة عن الرافد الأول ( الثقافة ) ومن وجهة نظرنا لكي يتحقق بناء الذات الإيجابي يجب ان ننطلق من مرحلة تمثل نتيجة من نتائج الثاقفة وهي مهمة ( الوعي ) ، ولكن ليس الوعي المطلق وإنما المعرفة المكتسبة عن طريق هذا الوعي ، ومحاولة الوصول الى الوعي المعرفي تعني بالضرورة الفهم الذي يمثل المرحلة الأولى لإكتساب المعرفة "  ترتبط عملبة الوعي بالفهم بمعرفة وضبط نشاطات التفكير والتلعلم المرتبطة بالقراءة " فالقراءة هي العنصر المهم في هذا الوعي ، فمن خلال تآزر عمليتي (الفهم والثقا فة )يكون النضج باكتساب مسارات الثقافة بالشكل الصحيح ودون ان تخبط في القراءة ، فلا يكتسب المعارف بشكل مضطرب ومشوه بل بصورة "  التكامل العقلي، أو لنسمه "النضج العقلي" لن يتم إلّا عندما يتمتع الإنسان بذخيرة ثقافية واسعة، عندها تتوسع آفاق الذهن، ويزداد الوعي لدى الإنسان، أو عندما يفقد الإنسان الثقافة، فإنّه لا يستوعب حتى أبسط الأشياء،" .

ومن هنا تمثلات الوعي الصحيح ستنعكس بصورة إيجابية لبناء مجتمع ثقافته غير عشوائية ووعي معرفي قائم على الفهم لثقافة تصحح مسارات الفساد العقلي وتفكك مناطق الغموض التي يشهدها العالم النقدي الذي يشهد حالة من التخبط والعشوائية في مرحلة التبعية وعدم وجود الأنا في خضِّم ضياع الهوية وإدراكٍ للذات في وسط وضجيج الأخر ، هذا الآخر الذي يمثل حالة إعاقة لتقدم الذات في إكتساب المعرفة المبنية على الثقافة الواعية  ، إننا نبحث عن ثقافة تمثل قوة دافعة للتقدم يكون أساسها العقل الناقد والوعي الكامل ، ولا بُدَّ من قيام  المؤسسات الجامعية والمراكز الثقافية والندوات الأدبية والفكرية كعامل مساعد لتطوير وبناء الثقافة الواعية  المعرفية ووبناء افق التطلعات التي تساهم في تحديد المسارات الفكرية المطروحة والمتأتية من دراية وخبرة لا من إفتقار وعشوائية في الفهم وهنا يكون للثقافة العامة وثقافة الاختصاص الدور المهم لتقديم - وعلى طبق من ذهب - تجارب سنوات من العمل والخبرات التي من المفترض ان نقدمها للمثقف وتساعده على بناء الذات الواعية للثقافة ، فالثقافة المكتسبة والتي تساهم في بناء الوعي المعرفي تشربت بثقاقات وتجارب المجتمع والاداب العالمية وخبرة وتجارب الناقد الذي يخرج من كل ذلك برسائل تساهم الى الوصول لثقافة معرفية واعية وتنعكس على مجتمع باني او مكمل لجهود السابقين لا ان يبدأ بمرحلة جديدة تلغي الإرث وأحيانًا تبكي على اطلاله بل ثقافةً تمسك العصا من المنتصف وتؤسس لهوية نقدية ومعرفة واعية .  .