المسالة الشرقية   Eastern Question

المسالة الشرقية Eastern Question

                                          Eastern Question : مقال بعنوان المسالة الشرقية

                           

بقلم/ الاستاذ المساعد الدكتور. منير عبود جديع    جامعة الانبار-كلية الآداب-قسم التاريخ 

 

 

             أطلق المؤرخون هذا المصطلح على المشكلات المتعلقة بالدولة العثمانية. وهنا المقصود البداية للمشكلات المتعلقة بتهديد الدولة العثمانية لأوربا حتى بدأ التوسع العثماني في أوربا يصل إلى حد أوربا الشرقية لكن توقف التوسع بعد أن سقطت القسطنطينية في أيديهم عام 1453، وأصبحت شبه جزيرة القرم تحت نفوذهم. ووضحت المسألة الشرقية في هذه المدة من تاريخ أوربا المعاصر وظهرت المشكلات المترتبة ,على  أطماع الدول الأوربية في املاك الدول العثمانية الضعيفة. يمكن ان نفهم أصول المسألة الشرقية، بيد أن ضعف الدولة، إضافة إلى وقوف بريطانيا وفرنسا ضد هذه الاطماع ليس حرصاً على مصالح الدولة العثمانية لكن رغبة في عدم مشاركة أية دولة أخرى منافسة بنصيب من املاك الدولة العثمانية. لم تنجح سياسة بريطانيا بالبحر الأسود إضافة إلى ظهور الحركات القومية بين الشعوب الخاضعة للدولة العثمانية، وقامت ثورة الصرب عام 1804 وثورة اليونان عام 1820  ، ظهرت المسألة مرة أخرى حين لم تنجح معاهدة باريس عام 1856 في حل المشكلات المتعلقة بالبلقان، نحو الحركات القومية فيها والتشجيع الروسي لهذه الحركات وقيام ثورة في البوسنة والهرسك، وكان من مصلحة بريطانيا ان تبقي الإمبراطورية العثمانية بوحدتها حتى لا تعطي لروسيا الفرصة للوصول إلى المضايق، أدركت بريطانيا ولاسيما وزارة الخارجية عام  1878 انه يتوجب عليه إيقاف التوسع الروسي في البحر المتوسط ومن مصلحة بريطانيا ضم ممتلكات الدولة العثمانية لها مثل مصر وقبرص وكريت، وفضل الساسة البريطانيين احتلال قبرص لموقعها الممتاز على البحر المتوسط. وقد وقعت معاهدة عام 1878 التي بموجبها احتلت بريطانيا قبرص. فرضت روسيا معاهدة سان ستيفإنو عام 1878 على الدولة العثمانية ونصت على الاعتراف العثماني بحرية الملاحة في "البسفور الدردنيل" وتعهد بإغلاق البحر الأسود في وجه الدول المعادية في الحرب وفي حالة استقلال رومانيا وبلغاريا. كانت ردة بريطانيا حيال المعاهدة سلبية وتحت هذا الضغط وبتوجيه من وزارة الخارجية البريطانية اتفقت الدولة الأوربية على ضرورة  إعادة النظر في المعاهدة السابقة فكان انعقاد مؤتمر برلين عام 1878. وابقت بريطانيا بحكوماتها المتعاقبة سياستها حيال المسألة الشرقية حتى السبعينيات والثمانينيات قائمة في المحافظة على كيان الدولة العثمانية في وجه أي توسع أوربي، وتقوية النفوذ البريطاني في الدولة العثمانية لأنها تمثل نقطة وصل في خطوط مواصلاتها لاسيما أنها ترى اسطنبول ومصر مفتاح الطريق إلى الهند، لذلك أصبح لبريطانيا أسهم في قناة السويس عام 1875 وزيادة في التحكم البريطاني وإيجاد مستعمرات جديدة في الجزر العربية.

 

 

 

1. هاشم صالح التكريتي، المسألة الشرقية المرحلة الأولى 1774-1856؛

2. هاشم صالح التكريتي، دراسات في المسألتين الشرقية والمغربية،.

3. M.S. Andeson, The Eastern Question 1774-1923,