الحافظ الفقيه المحدث العالم الزاهد المؤرخ ابن شنظير الأندلسي ( 352 – 402 هجرية )

الحافظ الفقيه المحدث العالم الزاهد المؤرخ ابن شنظير الأندلسي ( 352 – 402 هجرية )

 الحافظ الفقيه المحدث العالم الزاهد المؤرخ ابن شنظير الأندلسي ( 352 – 402 هجرية )

أ.م. د. نوفل حامد عبد الرحمن الهيتي  (قسم التاريخ)

   أنجبت الامة العربية الاسلامية في المشرق عامة والأندلس خاصة العديد من العلماء والفقهاء والمؤرخين الذين تركوا بصمة واضحة في صفحات التاريخ الاسلامي وأثر خالد في نفوس المهتمين والدارسين بالعلم والعلماء، لما قدموه من جهد مبارك خدمة للعلم والدين، وكان المؤرخ العالم الفقيه الورع الزاهد ابن شنظير الأندلسي واحد من بين هؤلاء الخالدين .

وهو ابراهيم بن محمد بن حسين بن شنظير الأموي الطليطلي الأندلسي الحافظ المؤرخ الفقيه العالم الزاهد الجليل، يكنى بأبي اسحاق،  ولد سنة اثنتين وخمسون وثلاثمائة للهجرة في مدينة طليطلة الأندلسية وشب وترعرع فيها وأخذ عن كبار علمائها في مقتبل عمره ثم رحل منها الى مدينة قرطبة مدينة العلم وقبلة العلماء آنذاك وأخذ العلم من علمائها الأجلاء وبدأ يتجول في الأندلس ومدنها قاصدًا باب العلم والدين فلم يكتفِ بأخذ العلم من علماء الأندلس بل كانت له رحلة في طلب العلم توجه بها الى المشرق ولم يحدد المؤرخون وجهة تلك الرحلة ولا تاريخها فلم أجد بين ما توافر لي من المصادر إلا إشارة بسيطة لها، ومن مؤلفات ابن شنظير في الفقه مختصر مدونة مالك والمستخرجة، أما في التاريخ فله كتاب تاريخ رجال الاندلس، أشار إليه ابن بشكوال في كتابه الصلة وأعتمد عليه في تراجم بعض الأعلام، ولي مشروع جمع نصوص هذا الكتاب دراستها تحت عنوان نصوص من تاريخ رجال الأندلس التاريخ لابن شنظير الأندلسي وحاليًا قيد الانجاز إن شاء الله .

    وقد روى ابن شنظير عن خير علماء عصره منهم: إسماعيل بن محمد بن سعيد بن خلف الأموي السرقسطي (ت385ه) و خلف بن صالح بن عمران بن صالح التميمي الطليطلي (ت378ه )و سليمان بن أحمد بن يوسف بن سليمان بن عبد الله بن وهب بن حبيب بن مطر المري القرطبي (ت396ه) و سعيد بن يمن بن محمد بن عدل بن رضا بن صالح بن عبد الجبار المرادي(ت389ه) وآخرون كثير لا يسع المجال لذكرهم، ونكتفي بهذا القدر .

أما تلاميذه فقد تتلمذ على يده الكثير من العلماء والمؤرخين والمحدثين منهم:  عبد الملك بن محمد بن وثيق الطليطلي: (ت 410ه) وسليمان بن عمر بن محمد الأموي الطليطلي، يعرف: بابن صبيبة (ت 440ه) وسعيد بن محمد بن جعفر الأموي الطليطلي (ت448ه) وعبد الله بن بكر بن قاسم القضاعي (ت431ه) وعبد الله بن محمد بن عمر، يعرف: بابن الأديب (ت480ه) وغيرهم الكثير .

ومن أقوال المؤرخين والعلماء فيه:

قال عنه ابن بشكوال في كتابه الصلة "كانت له عناية وطلب وسماع ودين وفضل، وكان يبصر الحديث وعلله، وكان يسمع كتب الزهد والكرامات ..."

وقال عنه الذهبي في كتابه تاريخ الاسلام " كان زاهدا فاضلًا ناسكًا صوامًا قوامًا ورعًا كثير التلاوة غلب عليه علم الحديث ومعرفة علله ..."

وقال عنه ابن الغزي في كتابه ديوان الاسلام " أحد الصالحين المشهورين"

وقال عنه الهجراني في كتابه قلادة  النحر " كان ذا ورع وصيام وقيام كثير وكان سنيًا، وعنده لأهل البدع تنفير "  

توفي عالمنا الفاضل الجليل في عيد الاضحى المبارك يوم النحر من سنة اثنتان وأربعمائة للهجرة، وكان له من العمر خمسون عامًا، رحمه الله تعالى واسكنه فسيح جناته ... .