أ.د كمال صالح كزكوز

أ.د كمال صالح كزكوز

دور المدن والقصبات في تلوث مياه نهر الفرات

أ.د كمال صالح كزكوز

قسم الجغرافية – كلية الآداب

 من المعروف جغرافيا ان السكان يستقرون حيث توافرت معطيات الطبيعة التي تؤهل المكان لسكن واستقرار الإنسان فيه ويأتي عامل وفرة المياه وسهولة السطح في طليعة العوامل البيئية الطبيعية الجاذبة للبشر على صعيدي المأوى وادامة الحياة.

وهذا يقود إلى ادراك مدى قدم حياة الانسان بجوار نهر الفرات ومن ثم وعي حقيقة التلوث التي حمل الإنسان لواءها وقاد أسبابها وهو يحمل تبعات اوزارها ومساوئ نتائجها غير ان الانسان كسر قيود التوازن البيئي وتمرد على النظام الطبيعي مدعيا التطور جزافا والعبقرية تمنيا. فكان ما هدمه اعظم من الذي بناه وكان ما يظنه ربحا هو في نهاية المطاف هو خسارة واضحة المعالم.

لقد أضحى نهر الفرات بين فكين لا يرحمان هما سياسة المياه الدولية وعمل الإنسان العابث. واذا استثينا الكلام عن الخطر الاول لتشعبه وتداخل ابعاده فليس بوسعنا السكوت عن الخطر الثاني الذي يقوم به سكان المدن من دخوله الأراضي السورية في مدينة جرابلس ال وصوله مدينة القائم العراقية وما يحمل من ملوثات التي انتقلت عدواها الاجتماعية إلى مدن وقصبات محافظة الأنبار مما اصبح النهر مكانا يلقى كل ما يلوث هذا المصدر المهم لإدامة الحياة (حيوانات نافقة. فضلات منزلية وصناعية) فضلا عن مخلفات الصرف الصحي والزراعي.

إننا لو تركنا جانبا الوعي والثقافة والنضج والادراك والمسؤولية. ولم نتعامل بها مع هذا النهر الخالد وتعاملنا معه وفق مقتضيات الدين الحنيف فحسب لوجدنا شرخا في إيماننا وشذوذا في سلوكنا. ذلك ان من مبادئ الحنيفية السمحاء ان نرد الجميل بأحسن منه او على الاقل بمثله. كل ذلك لغرض المحافظة على اهم مورد طبيعي وهبه الله جل في علاه للسكان المجاورين له الا ان  تعاملهم معه باعتباره مصرف طبيعي للمياه الثقيلة وهذه حقيقة قائمة عجز التخطيط وحماية البيئة عن علاجها ومع كارثة مجاري المدن فان نهر الفرات هو مصرف المبازل المنتشرة في الريف المجاور لفضلات ومخلفات متنوعه

واخيرا نقول ان قوما مردوا على امر السماء وقابلوا المعروف بالمنكر والاحسان بالجحود والنعمة بالطغيان. يشربون من الإناء ويلقون أنواع السموم فيه ليشربوا منه تارة أخرى والدليل لمروره بكل هذه المدن والقصبات انما هم بشر ملوثون من رؤوسهم إلى اخماص اقدامهم

ادامة الحياة من المياه والمحافظة عليها واجبة على الجميع