أ.م.د محمد علي الفدعم

أ.م.د محمد علي الفدعم

الثقافة/ المفهوم والوظائف ؛؛ وإعادة تشكيل الوعي الإنساني

أ.م.د محمد علي الفدعم

جامعة الانبار - كلية الآداب - قسم الاجتماع

يمثل مفهوم الثقافة اهتمامات الباحثين في مختلف مجالات المعرفة في ضوء شمولية هذا المفهوم ، وتوسعت مفاهيمه لغويًا واصطلاحيًا ، لكن التعريف الأكثر شهرة لا يزال هو التعريف الذي قدمه إدوارد تايلر. عندما قال الثقافة ، هذا الكل المعقد الذي يشمل المعلومات والمعتقدات والفن والأخلاق والعادات والتقاليد والعادات وجميع القدرات الأخرى التي يمكن للإنسان أن يكتسبها كعضو في المجتمع. أما وظائف هذا المفهوم فهي كثيرة ، وما يشغلنا بهذه الوظائف هو تكوين الفرد اجتماعياً وبيولوجياً وسلوكياً. أما بالنسبة لخصائصها فهي صفة بشرية لا يحملها الإنسان بيولوجياً. يطلق عليه أحيانًا تراثًا اجتماعيًا أو مخزونًا ثقافيًا ، ويكتسبه الشخص من خلال حياته الاجتماعية.

حقيقة أخرى للثقافة

·          الثقافة منتج اجتماعي وبشري

·        الثقافة مكتسبة

·        الثقافة انتقالية

·        الثقافة تمتاز بالتعقد والتركيب

·        الذيوع والانتشار

 

بالإضافة إلى ذلك ، تتميز بالنمو والتغيير واكتساب المثالية والنسبية والتكيف

أما مكونات الثقافة فهي كذلك

 

P     العموميات: وتشمل جميع الأفكار والمشاعر والمنتجات المشتركة.

P     الخصوصيات: وهي تلك الظواهر التي لايشترك فيها سواء افراد من مجموعات اجتماعية متميزة ومعينة.

P     البدائل: هذه الظواهر التي لا تندرج تحت مسمى العموميات والخصوصيات مثل الاهتمامات والأذواق التي تتغير باستمرار ، مثل المودة.

دور الثقافة في تشكيل الوعي البشري

إن المفهوم السائد للثقافة هو اكتساب المعرفة والعلم ، وقد أصبح هذا في سياقها الضيق. الثقافة ليست مجرد معرفة أو مجرد إضافة أرفف جديدة للمعلومات داخل العقل البشري ، بل هي مساهمات متجددة ومطلوبة لتحقيق التفاعل بين الإنسان والعالم الذي يعيش فيه. هنا يمكننا القول أن الثقافة لا تتمثل في قراءة كتاب ، أو الاستماع إلى مقطوعة موسيقية ، أو مشاهدة فيلم أو مسرحية ، أو شرب فنجان من القهوة. أما الثقافة فهي تشمل السلوك والعمل والشخصية. الشخص المتعلم هو الشخص الذي لديه معرفة وموقف حضاري في نفس الوقت. لا قيمة في قراءة الكتب ، والاستماع إلى محطات الراديو ، ومشاهدة المسرح والتلفزيون الفضائي ، إلا إذا التزموا بسلوك يعني التطبيق الإيجابي والفعال لكل المعرفة المكتسبة. والثقافة ليست مجرد نظريات بل هي مجموع كل المعلومات التي حصل عليها الشخص خلال حياته ويمكنه استخدامها بفعالية. والثقافة لا تتعلق فقط بالحصول على الشهادات التعليمية ، بل بخلق وعي كامل لمن حصل على هذه الشهادات ، والثقافة لا توجد إلا بوجود المجتمع ، والمجتمع لا وجود له ويبقى على الثقافة فقط النظر فيه. الطريقة المميزة للحياة المجتمعية. في الختام أقول إن الثقافة تساهم في تكوين الوعي البشري كوسيلة للحياة ، حيث يقول الفلاسفة إن الثقافة لا تشحن العقل بالمعرفة ، بل تزود الفرد بصحة الحكم والسلوك والإدارة. وهنا يقول الرئيس الفرنسي السابق جورج بوميدو إن الثقافة بحكم رسالتها وتفاعلها تحمل بداخلها بذور التقدم والتنمية ، بل وحتى القوة ، مما يساهم في تشكيل وعي الإنسان بالتغيير المنشود والتنمية المستدامة.