كلية التربية الاساسية / حديثة

أ.م.د.احمد رجب محمد

زهرة الشمس Helianthus annuus.L أحد نباتات العائلة المركبة ويعد ثالث أهم محصول زيتي في العالم.  وهو نبات حولي وحيد القرص تلقيحه خلطي (يعتبر نقل حبوب اللقاح بين النباتات بواسطة الحشرات ضرورياً جداً لإنتاج البزور) أزهاره صفراء برتقالية ثماره كثيرة، توسعت زراعته وانتشرت لفوائده الاقتصادية الكثيرة وأهمها الزيت المستخرج منه اذ يعتبر من الزيوت الممتازة المستخدمة في تغذية الإنسان لاحتوائه على الفيتامينات والبروتينات و الأحماض الأمينية ومن اهم هذه الاحماض هي حامض اللينوليك (المعروف باسم أوميغا-6) وحامض الأوليك (المعروف باسم أوميغا-9) وحامض الستياريك . ويعمل أيضاً على خفض نسبةالسكر والدهون في الدم، وتبلغ نسبة الزيت في بذور زهرة الشمس أكثر من 50% .ويمكن القول ان معظم محاصيل الحقل  منها زهرة الشمس تتطلب الى طور خضري في فترة إنباتها وتكوين هيكل النبات في الفترة الأولى وطور ثمري في الفترة الثانية من حياتها  ويعقب ذلك توازن بين الطور الخضري والطور الثمري بقية حياتها حيث تحتاج إلى سيادة الطور الخضري فى الجزء الأول من فصل النمو وسيادة الطور الثمري في الجزء الثاني والأخير.

وفي هذا السياق فأن التعرف على الهرمونات ومنظمات النمو وطبيعة عملها ودراسة تأثيرها على الأعضاء المختلفة للنبات ثم أهم التطبيقات العملية فى هذا المجال من الأمور الهامة لدارس فسيولوجى النبات وسوف بدأ بتعريف الهرمون فالفيتوهرمون مادة عضوية أساسا تنتج فى الأنسجة النباتية النشطة وتعمل تركيزاتها القليلة جدا على التحكم والتأثير فى عمليات فسيولوجية معينة كما أنها غالبا تنتقل من مكان بنائها إلى مكان تأثيرها , ولا يمكن أن نطلق لفظ فيتوهرمون على المـــــــــواد اللازمة للنمو مثل السكر أو الأحماض الأمينية فعلى الرغم من انتقالها فنها ليست ذات تأثير فسيولوجى معين ولا يمكنها العمل بالصورة الهرمونية. ويتحكم الفيتوهرمون فى نمو وتطور الأعضاء النباتية المختلفة ولا يقتصر تأثيرها على عمليات التمثيل الغذائي بل يتعداه لكثير من العمليات الفسيولوجية المتخصصة.

وتبعاً لطبيعة التأثير ينقسم الفيتوهرمون إلى مجموعتين :
أ- مواد منشطة للنمو Growth Regulators
ب- مواد مثبطة للنمو Growth Inhibitors
ولا يمكن أن نضع تعريف محدد لهما وذلك لان التأثير المنشط أو المثبط يعتمد على التركيز المستعمل كما بالشكل

كذلك تختلف استجابة الأعضاء النباتية المختلفة لتأثير هرمون واحد بعينه فبينما ينشط نمو الفرع الخضري من تأثير الفيتوهرمون المعروف بالأوكسين يثبط نفس التركيز نمو الجذور وعلية تختلف الأطوار المختلفة بالنبات لاستجابة الفيتوهرمون فبينما ينشط فيتوهرمون ما الأزهار في نباتات النهار الطويل نجد انه يمنع الأزهار بنباتات النهار القصير وبالرغم من ذلك يستعمل الاصطلاحين (منشطات ومثبطات ) على أن لكل منهما حدود يعمل في إطارها ودليل يساعد على تحديدها ودليلنا المستعمل هنا هو نشاط الخلية من حيث الانقسام والاستطالة والإطار الذي يشمل هاتين المجموعتين هو تنشيط نمو النباتات العليا في مدى معين من التركيز وتثبيط النمو للمواد المثبطة في مدى معين من التركيز على شرط أن يكون التأثير ناتج من الفيتوهرمون بمفرده وليس بصحبة غيره من المواد .

تختلف مدة بقاء محصول زهرة الشمس في التربة باختلاف الصنف المزروع وموعد زراعة المحصول والظروف البيئية السائدة أثناء النمو إذ تتراوح بين 90-120 يوم , و يمر المحصول في دورة حياته بعدة مراحل التي تعبر على نمو وتطور المحصول وأهم هذه المرحل هي :

1-  مرحلة الإنبات:

بعد مرور 3-5 أيام من الزراعة تبدأ البذور بالإنبات ولغاية سبعة أيام حيث يكتمل البزوغ وتتكون البادرات , وتتأثر نسبة الإنبات أو البزوغ بعدة عوامل أهمها الصنف المزروع و التربة و نسبة الرطوبة ودرجة الحرارة , تكون مساحة السطح الورقي صغيرة في هذه المرحلة واعتراض الأشعة الشمسية الساقطة عليه تكون قليلة والجزء الأكبر يسقط على الأرض لذلك يعمل المختصين في المجال البحثي الى تشجيع النمو المبكر للنباتات لتغطي سطح الأرض بسرعة للاستفادة من الضوء الساقط عليها من خلال إضافة كمية من السماد عند الزراعة وزيادة الكثافة النباتية في وحدة المساحة.

2 - مرحلة النمو الخضري:

    مرحلة النمو الخضري تبدأ من تكوين البادرات حتى تفتح أول زهرة على النبات حيث يتكون كل من المجموع الخضري (الساق,البراعم,الأوراق) والجذري,وتتراوح هذه المرحلة بين (70-100) يوم من الزراعة حسب الصنف المزروع , استطالة النبات تكون بطيئة في بداية النمو ثم تزداد في الأسبوع الثامن لغاية الثاني عشر , أما الأوراق فيصل أقصى أنتاجها في الأسبوع السادس من الزراعة ويستمر حتى الأسبوع الحادي عشر, في هذه المرحلة يكون معدل زيادة مساحة الورقة كبير ولكن لا يحدث اعتراض معنوي للأشعة الضوئية لكون مساحة السطح الورقي في هذه المرحلة من النمو تكون صغيرة,وعندما تكون النباتات صغيرة فأن صافي التمثيل الضوئي يكون عالي بسبب تعرض معظم الأوراق الى ضوء الشمس المباشر, كذلك فان دليل مساحة الورقة يستمر بالازدياد بتقدم النبات بالعمر.

3- مرحلة النمو الزهري والثمري:

      تعد من اهم المرحل حيث ان الإزهار يوقف الزيادة في مساحة الورقة حيث الوصول الى أقصى مساحة ورقية يمكنها اعتراض كل او معظم الضوء الساقط عليه وبالتالي الوصول الى أقصى تمثيل ضوئي,  يمكن اعتبار مرحلة تكوين الأزهار والثمار فى النبات مرحلة مستقلة عن مراحل نموها ففي نبات زهرة الشمس  يمكن تحديد هذه الفترة تماماً ، حيث أن النبات يبدأ فوراً في التزهير ثم الإثمار عقب انتهائه من مرحلة النمو الخضري  وبعد ذلك تنتهي دورة حياة النبات ,عند مرحلة التزهير البراعم الزهرية يتم تميزها بعد 50-90 يوماً من الزراعة والاختلاف ناتج من الصنف المزروع وموعد الزراعة (مبكراً في الأصناف مبكرة النضج ومتأخر في الأصناف المتأخرة النضج), وبعد شهر من بداية ظهور البراعم الزهرية يبدأ ظهور النورات وثم تفتح الأزهار, وبعد أسبوعين من تكوين البراعم الزهرية تنتقل المواد الغذائية من أعضاء النبات المختلفة إلى الثمار أثناء الإخصاب للإزهار حيث تنضج الثمار بعد شهر تقريباً من تفتح الإزهار حسب الصنف والظروف البيئية المحيطة , وكل ساق رئيسي يحمل في نهايته قرصاً مستديراً وهو الأكبر من أقراص الفروع (في الأصناف المتفرعة) يحيط بالقرص من الخارج حراشيف مدببة وعلى حافة القرص نوعان من الأزهار الأولى في الصف الخارجي وهي أزهار لامعة عادة تكون صفراء اللون او صفراء غامقة او حمراء والثانية أزهار نحو الداخل قرصية الشكل بنية او أرجوانية اللون , النضج يبدأ في البذور القريبة من المحيط ويسير نحو البذور المركزية, في هذه المرحلة ومع تقدم العمر يزداد دليل مساحة الأوراق مع نقص في صافي معدل التمثيل الضوئي بسبب تظليل الأوراق بعضها لبعض.

4-  مرحلة النضج:

هي أخر مرحلة قبل الحصاد حيث يبدأ نضج للبذور بعد تفتح الأزهار حيث تبدأ الأزهار الشعاعية في الذبول وتتساقط والقرص لا يزال أخضر اللون ورطوبة البذور حوالي 50% بعدها يتحول لون السبلات الى البني وتنخفض الرطوبة في البذور الى20-25% وتذبل الأوراق الموجودة على ثلث الساق السفلي ,وحين يتم النضج يكون لون القرص بني ويجف الساق وتصبح رطوبة البذور حينها 15% ثم تذبل كل الأوراق على النبات ويشاهد اللون البني الغامق على جميع أجزاء النبات وتنخفض رطوبة البذور الى 10% تقريباً ومدة هذه المرحلة تكون حوالي 30 يوم من تكوين اخر زهرة قرصية لغاية النضج,والبذور الناتجة تكون مختلفة في الشكل واللون ومحتواها من البروتين الزيت الذي قد يصل الى 65%.