من رقيم سومر إلى العصر الرقمي: رحلة القراءة في العراق عبر العصور

من رقيم سومر إلى العصر الرقمي: رحلة القراءة في العراق عبر العصور

د. علي عادل علاوي

قسم التاريخ

جامعة الانبار - كلية التربية الاساسية / حديثة

المقدمة:

            القراءة ليست مجرد عملية استيعاب للمعلومات أو تسلية يومية، بل هي ركن أساسي في بناء الحضارات وتطور الثقافات عبر التاريخ. إنها الوسيلة التي من خلالها يتم تمرير المعرفة والحكمة من جيل إلى جيل، مكّنت الإنسانية من تسجيل التاريخ، ونقل التجارب، وتبادل الأفكار عبر الحدود والعصور. في هذا السياق، يبرز دور العراق كمهد للحضارات ومركز للعلم والمعرفة على مر التاريخ. بدءًا من الألواح الطينية في سومر، التي تعد من أقدم الوثائق المكتوبة في العالم، وصولًا إلى بيت الحكمة في بغداد خلال العصر الذهبي للإسلام، حيث كانت المدينة تجمع علماء من جميع أنحاء العالم الإسلامي لترجمة وتأليف الكتب في مختلف المجالات من الطب والفلسفة إلى الفلك والرياضيات.

العراق بتاريخه العريق ومساهمته الفريدة في المجال الثقافي والعلمي، قدم نموذجًا للعالم يظهر كيف يمكن للقراءة والكتابة أن تؤسس لحضارة تركت بصماتها على مر العصور. من خلال استعراض تاريخ القراءة في العراق، يمكننا ليس فقط تقدير إسهامات هذه الأرض وشعبها في الثقافة الإنسانية، ولكن أيضًا فهم أهمية تعزيز ثقافة القراءة كأساس للتنمية والابتكار المستمرين.

اولا: العصور القديمة والسومريون: استعراض لبدايات الكتابة والقراءة في العراق، مع التركيز على الألواح الطينية والنقوش السومرية كأولى وسائل تسجيل المعرفة

في فجر التاريخ، على أرض بين النهرين، حيث يقع العراق اليوم، نشأت إحدى أقدم حضارات العالم وأكثرها تأثيرًا: الحضارة السومرية. هذه الحضارة، التي ازدهرت في الألفية الرابعة قبل الميلاد، لم تقدم فقط إسهامات في الهندسة المعمارية، الزراعة، والنظم الإدارية، بل كان لها أيضًا دور حاسم في تطور الكتابة والقراءة، مما وضع الأساس لتسجيل المعرفة وتبادلها.

الألواح الطينية والنقوش السومرية تمثل بدايات الكتابة والقراءة في العراق، وهي تعكس الحاجة المتزايدة لتسجيل المعاملات التجارية، الأحداث الأسطورية، القوانين، والمراسيم الملكية. السومريون استخدموا نظام الكتابة المسمارية، التي تعد واحدة من أقدم أشكال الكتابة في العالم. هذه الكتابة تميزت بضغط أداة على شكل إسفين في الطين اللين لخلق مجموعة من الرموز التي تمثل أصواتًا أو كلمات.

الكتابة المسمارية والألواح الطينية التي حملتها كانت ثورة في تسجيل المعرفة. للمرة الأولى، كان بإمكان الإنسانية تسجيل الأفكار، القصص، القوانين، والمعاملات بطريقة يمكن أن تدوم لآلاف السنين. هذا لم يسمح فقط بتراكم المعرفة وإنما أيضًا بنقلها عبر الأجيال. المدارس السومرية، أو "بيت اللوح" كما كانت تُعرف، كانت مراكز لتعليم الكتابة، حيث تعلم الطلاب كيفية نقش الرموز المسمارية، وكانت هذه المدارس تعكس أهمية الكتابة في المجتمع السومري.

الألواح الطينية لم تكن تستخدم للأغراض الإدارية والتجارية فقط، بل كانت أيضًا وسيلة لتسجيل الأدب السومري، بما في ذلك القصائد الدينية والأساطير التي تروي قصص الآلهة والأبطال الأسطوريين. ربما أشهر هذه النصوص هو ملحمة جلجامش، واحدة من أقدم الأعمال الأدبية المكتشفة، والتي تحكي مغامرات الملك جلجامش وبحثه عن الخلود.

تعد الألواح الطينية والنقوش السومرية شهادة على قدرة الإنسان على الابتكار والرغبة في توثيق الحياة والأفكار. هذه البدايات المبكرة للكتابة والقراءة في العراق ليست مجرد فصل في تاريخ الحضارة الإنسانية، بل هي الأساس الذي بُنيت عليه ثقافات القراءة والكتابة في جميع أنحاء العالم. من خلال الألواح الطينية والنقوش السومرية، نرى كيف انتقلت المعرفة عبر الزمن، مما سمح بتطور المجتمعات والثقافات والعلوم. وبذلك، يظل العراق، مهد الحضارات، رمزًا للإسهام الإنساني في مجال الكتابة والقراءة، واحتفاءً بالرغبة الأبدية في تسجيل ومشاركة المعرفة.

 

ثانياً: العصر البابلي والآشوري: التطرق إلى تطور الكتابة والمكتبات في العصرين البابلي والآشوري، ودورها في حفظ النصوص الدينية والأدبية والعلمية

بعد الإنجازات السومرية الرائدة في مجال الكتابة، شهدت الفترات البابلية والآشورية تطورات هامة أضافت بُعدًا جديدًا لتاريخ الكتابة والقراءة في العراق. خلال هذين العصرين، لم تكتسب الكتابة فحسب زخمًا كوسيلة للتواصل وتسجيل المعلومات، بل أيضًا كأداة للحفاظ على الثقافة ونشر المعرفة عبر إنشاء المكتبات التي جمعت النصوص الدينية والأدبية والعلمية.

في العصر البابلي، وصلت الكتابة المسمارية إلى مراحل متقدمة من التطور، حيث تم استخدامها لتدوين مجموعة واسعة من النصوص، بما في ذلك القوانين الشهيرة للملك حمورابي، التي تعتبر واحدة من أقدم مجموعات القوانين المكتوبة في التاريخ. كما شهد هذا العصر تطور الأدب البابلي، بما في ذلك القصائد والأساطير التي تحكي قصص الآلهة والأبطال، والتي كان لها تأثير عميق على الثقافة والدين في المنطقة.

العصر الآشوري، من جهته، يُذكر بشكل خاص لمساهماته في تطوير المكتبات. أشهر هذه المكتبات هي مكتبة آشوربانيبال في نينوى، التي أسسها الملك آشوربانيبال، وهو عُرف بشغفه بجمع النصوص والألواح الطينية. هذه المكتبة جمعت آلاف الألواح التي تغطي مواضيع متنوعة من الأدب والشعر إلى القوانين، الطب، والفلك، مما يعكس الطموح الآشوري لتجميع المعرفة البشرية.

في نهاية المطاف، العصرين البابلي والآشوري قدما مساهمات لا تُقدر بثمن في تاريخ الكتابة والقراءة، من خلال تطوير النصوص الدينية والأدبية والعلمية وإنشاء المكتبات التي ساعدت في حفظ هذه المعرفة للأجيال القادمة. هذا الإرث يُظهر بوضوح الدور الذي لعبته الكتابة والقراءة في تطوير الحضارة الإنسانية والحفاظ على تراثها الثقافي والمعرفي.

 

ثالثاً: العصر الإسلامي وبغداد عاصمة العلم: الخوض في كيفية تحول بغداد إلى مركز علمي عالمي خلال العصر الذهبي للإسلام، وتأسيس بيت الحكمة وأثره في نقل وترجمة العلوم والمعارف

خلال العصر الذهبي للإسلام، برزت بغداد كنجم ساطع في سماء المعرفة والعلم، تحولت إلى مركز علمي عالمي تجاوزت شهرته حدود الخلافة الإسلامية لتصل إلى أقاصي العالم المعروف آنذاك. هذا التحول العظيم لم يكن وليد الصدفة، بل نتاج رؤية استراتيجية من الخلفاء العباسيين الذين رعوا بسخاء العلوم والفنون، وجذبوا العلماء والمفكرين من كل حدب وصوب إلى عاصمتهم، بغداد.

أحد أبرز معالم تلك الفترة الزاهرة كان تأسيس بيت الحكمة، وهو معهد بحثي ومكتبة ضخمة أنشأها الخليفة العباسي الخليفة المأمون في القرن التاسع. بيت الحكمة لم يكن مجرد مكتبة تضم الكتب والمخطوطات، بل كان مركزًا حيويًا للترجمة والبحث العلمي، حيث استقبل المفكرين والعلماء من مختلف الأديان والثقافات للعمل جنبًا إلى جنب في ترجمة الأعمال العلمية والفلسفية الكبرى من اليونانية والفارسية إلى العربية.

الدور الذي لعبه بيت الحكمة في نقل وترجمة العلوم والمعارف كان له أثر بالغ الأهمية في تطور الحضارة الإسلامية والعالمية. من خلال هذه الجهود، أصبحت النصوص العلمية والفلسفية القديمة متاحة للعلماء المسلمين، الذين لم يكتفوا بدور الوسيط في نقل هذه المعارف، بل أضافوا إليها من خلال التعليقات والشروحات والبحوث الأصلية، مما أدى إلى تطوير مجالات عدة مثل الطب، الرياضيات، الفلك، والفلسفة.

بيت الحكمة وضع أساسًا متينًا للنهضة العلمية في العالم الإسلامي، فقد ساهم في تكوين جيل من العلماء المسلمين الذين أثروا العلم بإنجازاتهم الرائدة. كان لهذه النهضة أثرها الكبير على العالم الغربي لاحقًا، خاصة خلال العصور الوسطى وعصر النهضة، حيث ترجمت الأعمال العلمية الإسلامية من العربية إلى اللاتينية، مما ساعد في إضاءة شعلة الفضول والبحث العلمي في أوروبا.

إن قصة بغداد وبيت الحكمة تعد شهادة حية على الدور الذي يمكن أن تلعبه العلوم والمعارف في توحيد الشعوب والثقافات ودفع عجلة التقدم الإنساني. تُظهر كيف أن الاستثمار في المعرفة والعلم ليس فقط مسارًا نحو الازدهار الثقافي والاقتصادي، بل هو أيضًا جسر للتواصل بين الحضارات، مما يعزز الفهم المتبادل والسلام بين الأمم.

رابعا: العصور الحديثة والعهد العثماني: النظر في كيفية استمرار تقاليد القراءة والكتابة في العراق تحت الحكم العثماني والتحديات التي واجهتها

خلال العصور الحديثة وتحت الحكم العثماني، شهد العراق تغيرات جذرية سياسيًا واجتماعيًا، الأمر الذي أثر بدوره على تقاليد القراءة والكتابة في البلاد. على الرغم من التحديات العديدة التي واجهتها، استطاعت هذه التقاليد أن تنمو وتتطور، مستفيدة من الإرث الثقافي الغني للمنطقة والتفاعل مع الثقافات الأخرى ضمن الإمبراطورية العثمانية.

تحت الحكم العثماني، ظل العراق مركزًا هامًا للعلم والثقافة، حيث استمرت المدارس الدينية والمكتبات في تقديم خدماتها للعلماء والطلاب. اللغة العربية، كونها لغة الدين والعلم في الإمبراطورية العثمانية، لعبت دورًا محوريًا في الحفاظ على التقاليد الثقافية والعلمية في العراق. الكتبة والعلماء واصلوا إنتاج الأعمال في مجالات الفقه، اللغة، الأدب، والتاريخ، معتمدين على النسخ اليدوية في غياب تقنيات الطباعة الحديثة في الأوقات الأولى من الحكم العثماني.

أحد أبرز التحديات التي واجهت تقاليد القراءة والكتابة في العراق خلال العصور الوسطى والعثمانية كان الاضطراب السياسي والصراعات، التي أثرت على استقرار المنطقة وبالتالي على الحياة الثقافية. بالإضافة إلى ذلك، كان هناك تحديات تتعلق بالبنية التحتية التعليمية والثقافية، مثل نقص الموارد وصعوبات الوصول إلى المواد العلمية والأدبية بسبب القيود المفروضة على الطباعة.

على الرغم من هذه التحديات، استمرت الحياة الثقافية والعلمية في العراق بالنمو والتطور. العلماء والشعراء والكتبة العراقيون استمروا في إسهاماتهم الثقافية والعلمية، معتمدين على الشبكات العلمية والثقافية الواسعة التي سمحت الإمبراطورية العثمانية بتطويرها. كما ساهموا في نقل وتوثيق المعرفة الإسلامية والعربية، محافظين بذلك على إرث المنطقة الثقافي والعلمي.

خامساً: القرن العشرين وتأسيس الدولة العراقية: استعراض تطور النشر والمكتبات والتعليم في العراق الحديث، بما في ذلك دور الجامعات والمؤسسات الثقافية

            مع بداية القرن العشرين وتأسيس الدولة العراقية في عام 1921، شهد العراق تحولات هامة في مجالات الكتابة، النشر، التعليم، والثقافة. هذه الفترة، التي كانت مليئة بالتحديات السياسية والاجتماعية، شهدت أيضًا جهودًا كبيرة لتعزيز الهوية الوطنية والثقافية العراقية من خلال اللغة، الأدب، والعلوم.

مع تأسيس الدولة العراقية، بدأت صناعة النشر تتطور بشكل تدريجي. الطباعة والنشر، التي كانت محدودة في العصور السابقة، أصبحت أكثر انتشارًا بفضل تأسيس دور نشر وطنية ساهمت في إصدار الأعمال الأدبية والعلمية للكتاب العراقيين. المكتبات العامة والخاصة، بما في ذلك المكتبة الوطنية العراقية التي تأسست في الثلاثينيات، لعبت دورًا حاسمًا في توفير الموارد اللازمة للبحث العلمي والتعليم وتشجيع عادة القراءة بين العامة.

تطور التعليم في العراق الحديث كان له دور بارز في تعزيز الكتابة والثقافة. تأسيس جامعة بغداد في عام 1956، كأول جامعة وطنية في البلاد، شكّل نقطة تحول في الحياة الأكاديمية والثقافية. الجامعة، إلى جانب مؤسسات تعليمية أخرى تأسست فيما بعد، أصبحت مراكز للبحث العلمي والأدبي، حيث تم تطوير البرامج الأكاديمية لتشمل مختلف العلوم والآداب، مما ساعد في إعداد جيل جديد من الكتاب، الأدباء، والعلماء العراقيين.

إلى جانب الجامعات، لعبت المؤسسات الثقافية دورًا مهمًا في تعزيز الكتابة والثقافة في العراق الحديث. المراكز الثقافية، المسارح، ودور السينما، بالإضافة إلى النوادي الأدبية والجمعيات الثقافية، قدمت منابر للتعبير الثقافي والأدبي، وساهمت في إثراء الحياة الثقافية العراقية. هذه المؤسسات نظمت معارض للكتاب، أمسيات شعرية، وندوات أدبية وعلمية، مما سمح للكتاب والأدباء بعرض أعمالهم وتبادل الأفكار مع الجمهور.

على الرغم من التحديات السياسية والاقتصادية التي واجهت العراق في القرن العشرين، استطاعت البلاد تحقيق إنجازات مهمة في مجال الكتابة والثقافة. الكتاب والأدباء العراقيون، مثل الجواهري وناظم حكمت وغيرهم، أثروا الأدب العربي بإسهاماتهم. كما أن التطورات في مجال النشر والتعليم ساهمت في توسيع الوعي الثقافي والعلمي وفي تعزيز الهوية الوطنية العراقية.

سادساً: العصر الرقمي والقراءة في العراق اليوم: التطرق إلى تأثير التكنولوجيا الحديثة على ثقافة القراءة، بما في ذلك الوصول إلى الموارد الإلكترونية والتحديات الجديدة أمام المؤلفين والقراء

            في العراق اليوم، كما هو الحال في العديد من أنحاء العالم، يُعيد العصر الرقمي تشكيل ثقافة القراءة والكتابة بطرق جذرية. التكنولوجيا الحديثة، بما في ذلك الإنترنت، الأجهزة اللوحية، والهواتف الذكية، قد أحدثت تحولات كبيرة في كيفية وصول الناس إلى المعلومات والمحتوى الثقافي والأدبي. هذا التحول يحمل في طياته فرصًا هائلة ولكنه يطرح أيضًا تحديات جديدة للمؤلفين، القراء، والناشرين على حد سواء.

الوصول السهل والسريع إلى الموارد الإلكترونية قد غير بشكل جذري من عادات القراءة. المكتبات الرقمية والكتب الإلكترونية توفر للقراء إمكانية الوصول إلى مجموعة واسعة من الأعمال الأدبية والعلمية بضغطة زر. منصات النشر الإلكتروني تتيح للمؤلفين نشر أعمالهم بسهولة أكبر والوصول إلى جمهور أوسع من دون الحاجة إلى الخضوع للقيود التقليدية المتعلقة بدور النشر.

العصر الرقمي قدم فرصًا جديدة للتعليم والتعلم، حيث أصبحت المواد التعليمية والدورات التدريبية متاحة عبر الإنترنت لأي شخص لديه اتصال بالشبكة. هذا يعزز من فرص التعلم الذاتي ويسهل على الطلاب والباحثين الوصول إلى المعلومات في مختلف المجالات العلمية والثقافية.

مع ذلك، تأتي هذه التحولات مصحوبة بتحديات جديدة. الفيضان الهائل للمعلومات على الإنترنت يجعل من الصعب على القراء تمييز المحتوى الجيد من السيئ، وقد يؤدي إلى زيادة انتشار المعلومات المضللة. كما يواجه المؤلفون تحديات متعلقة بحقوق الطبع والنشر في البيئة الرقمية، حيث يصعب حماية الملكية الفكرية وضمان تعويض عادل عن الأعمال الإبداعية.

الخاتمة:

في ختام هذه الرحلة عبر تاريخ القراءة والكتابة في العراق، من الألواح الطينية للسومريين إلى الأجهزة اللوحية في العصر الرقمي، نجد أن ثقافة القراءة في العراق قد تطورت بشكل ملحوظ، متأثرة بالتحولات السياسية، الاجتماعية، والتكنولوجية على مر العصور. الرحلة تبرز الدور الحاسم الذي لعبته الكتابة والقراءة في تشكيل الهوية الثقافية والعلمية للعراق، وتؤكد على الإرث الغني الذي يجب الحفاظ عليه وتعزيزه.

التحول إلى العصر الرقمي يمثل فصلاً جديدًا في هذه الرحلة، حيث يوفر فرصًا غير مسبوقة للوصول إلى المعرفة وتبادل الأفكار. ومع ذلك، يأتي هذا التحول مصحوبًا بتحديات جديدة تتطلب جهودًا متجددة لضمان تعزيز ثقافة القراءة بطريقة مستدامة وشاملة.

إن الحفاظ على ثقافة القراءة وتعزيزها في العراق ليس مسؤولية الأفراد وحدهم، بل هو مسعى جماعي يتطلب دعمًا من المؤسسات التعليمية، الحكومات، والمجتمع المدني. يجب تشجيع الجيل الجديد على القراءة من خلال توفير الموارد التعليمية اللازمة، تطوير المكتبات العامة والرقمية، وتعزيز برامج القراءة في المدارس والجامعات.

تعزيز ثقافة القراءة في العراق للأجيال القادمة يعد استثمارًا في المستقبل، ليس فقط لتحفيز النمو الفكري والثقافي، ولكن أيضًا لبناء مجتمع مستنير قادر على مواجهة التحديات واغتنام الفرص في عالم متغير بسرعة. القراءة تمنحنا الفرصة لاستكشاف عوالم جديدة، توسيع آفاقنا، وتعزيز تفاهمنا للآخر، مما يجعلها أداة قوية للحوار والسلام. في نهاية المطاف، الحفاظ على ثقافة القراءة وتعزيزها يعني الحفاظ على الروح الإبداعية والنقدية التي تعتبر جوهر التقدم الإنساني.