أثر الجامعة في البنية الشخصية للطالب معرفيا

أثر الجامعة في البنية الشخصية للطالب معرفيا

م. د. نعمة اسماعيل جاسم

قسم التاريخ

جامعة الانبار - كلية التربية الاساسية/ حديثة

 

          تعتبر الجامعة الفضاء الامثل للبحث العلمي وتبادل المعارف العلمية ولتكوين نخبة وكفاءات علمية تفيد مجتمعها في محاولته للتخلي عن التخلف، فالتدريس في التعليم الجامعي صفه تميزه عن غيره من مستويات التدريس في مراحل التعليم الاخرى، فهو يهدف إلى صنع الطالب باحثاً ومفكراً ومبدعاً، الذي يعتبر مفكرا وعالما للمستقبل الذي تعتمد عليه البلاد في زيادة معدل التنمية للوصول الى مجتمع الدول المتقدمة حيث لا سبيل لذلك إلا بمزيد من العلم والانتاج، ويعتبر طلبة الجامعة شريحة هامة في المجتمع، فهم المهارات والطاقات البشرية التي تزود بهم الجامعة مختلف المؤسسات الانتاجية والخدماتية، وتبرز كذلك أهمية هذه الشريحة في كون أن تطور التعليم العالي يتوقف على تطوير عدة عناصر منها الطلبة، فهم من صنع الجامعة من جهة، ولكنهم من جهة أخرى يساهمون فيما بعد في تطويرها وتكوين إطاراتها في دورات تكوينية متكاملة، والمعرفة تعد الركيزة الاساسية التي تبنى عليها كافة السلوكيات التي يقوم بها الناس في حياتهم، إذ إن اتجاهاتهم، وميولهم، وعواطفهم، ومشاعرهم لا يمكن أن تصدر من فراغ، وبالتالي لا بد من توفر قدر معرفي متعدد لدى الفرد يتكئ عليه في اعتقاداته وسلوكياته الناتجة عن ذلك، ومؤسسات التربية الرسمية لاسيما الجامعة هي المعول عليها في تقديم المعارف المناسبة للطلبة بوصفهم الشريحة الأهم في المجتمع، وفق ظروفهم وأحوالهم وإمكانياتهم المعرفية والعقلية المختلفة من جهة، والتطورات والتجديدات العالمية والتكنلوجية الحديثة من جهة أخرى. وهنا تجدر الاشارة إلى أن الاصل في الدراسة الجامعية ان يتحصل الطالب من خلال برامج الجامعة وانشطتها عبر سنوات الدراسة على قدر من المعارف التي تساعده في الاعتماد على نفسه لاحقا للتوصل الى معارف اكثر تقدما، ومن العناصر الاساسية لتحقيق هذا الغرض؛ الأستاذ الجامعي الذي ينبغي ان يكون له الدور الكبير والمميز في تكوين شخصية الطالب المعرفية، وتنمية مواهبه العلمية والثقافية بدرجة كبيرة ومؤثرة، لأن الطالب يتأثر كثيرا بشخصية أستاذه الذي يزوده بالمعلومات العلمية، وبذلك قد يجعله قدوة حسنة يقتدي بها ويهتم بما يقوله له أثناء المحاضرة، فالطالب ينظر الى الاستاذ الجامعي كأحد مصادر المعلومات التي ينبغي الافادة منها، واستثمارها بأفضل صورة بما يسهم في البنية الشخصية للطالب معرفيا. وانطلاقا من هذه السياسة الجامعية الهادفة تجاه طلبتها تركز الجامعة على عدة أمور في الجانب المعرفي هي: العمل على تزويد الطلبة بمعرفة عميقة تتيح لهم مجالات الابداع والابتكار، وتوفر الجامعة لطلبتها قاعدة بيانات إلكترونية لإثراء البحث العلمي الرصين، كما تسعى الجامعة الى تقديم المعرفة التخصصية الجديدة لطلبتها، وتعمل الجامعة الى تزويد الطلبة بالمعرفة التي تُكون لديهم تفكيرا علميا ناقدا، وتهدف الجامعة الى تنمية وتعزيز الغريزة الشخصية لدى الطالب الباحث عن المعرفة وحب الاستطلاع والتساؤل، وتسعى الجامعة عبر سياستها التربوية والتعليمية الى ربط المعارف النظرية بتطبيقاتها العملية. وبهذا تكون الجامعة تجربة حياتية متكاملة يعيشها الطالب خلال سنوات دراسته فيها بكل تفاصيلها، متفاعلاً مع انشطتها، ومستفيدا من برامجها، لينقل ذلك إلى مجتمعه الكبير، عندما ينخرط في الحياة العملية بعد التخرج أو في أثناء الدراسة.