الجذور الحرة وتأثيرها على صحة الجسم

الجذور الحرة وتأثيرها على صحة الجسم

م.م أفراح إسماعيل وهيب

جامعة الانبار - كلية التربية الأساسية / حديثة

قسم العلوم العامة

التخصص العلمي / علوم حياة

تعرف الجذور الحرة Free Radicals بأنها عبارة عن ذرات أو جزيئات تمتلك واحداً من الالكترونات غيرالمزدوجة في الغلاف الخارجي لها، تم اكتشافها عام 1785 من قبل العالم Lavoisier وتكون هذه الذرات أو الجزيئات غير مستقرة  Unstable ومتهيجة  Excitable وذات طاقة عالية بسب الخلل الذي يحدث في توزيع وانتظام الالكترونات الموجودة في مداراتها، لذا تكون فعالة جداً للوصول إلى حالة الاستقرار وذلك من خلال التفاعل مع جذر حر آخر أو أي جزيئة أخرى بمختلف التفاعلات مؤدية الى تولد جذور حرة متسلسلة ومتعاقبة وتؤدي هذه العملية الى انشطار الجزيئات المجاورة، مما تسبب أضرارًا كبيرة في الخلايا والحمض النووي، غالبًا ما يتم إنتاجها عن طريق عمليات التمثيل الغذائي في الجسم والعوامل الخارجية مثل التلوث والأشعة فوق البنفسجية.

ومن الجذور المهمة التي أظهرت تأثيراً ضاراً في الصحة والفعاليات البيولوجية هو الأوكسجين المفرد single oxygen وجذر السوبر أوكسيد السالب Super oxidation وجذر الهيدروكسيل Hydroxyl radical وبيروكسيد الهيدروجين(H2O2) ، فان لجزيئة الأوكسجين المفرد دوراً في أكسدة الدهون والبروتينات والأحماض النووية التي تؤدي إلى تغيير في المادة الوراثية محدثة الطفرات الوراثية وبالتالي ظهور الأورام السرطانية، كذلك يعد جذر السوبر اوكسيد السالب Super oxide anion ذا أهمية كبيرة في الأنظمة البيولوجية، إذ يمتلك القدرة على التداخل مع الحامض النووي DNA مؤديا إلى تفكيكه كما يهاجم الأحماض الدهنية المتعددة غير المشبعة ويسبب تلفاً في الأغشية.

  تصنف الجذور الحرة للأوكسجين حسب تفاعلاتها إلى جذور مختزلة Reducing radicals وجذور مؤكسدة Oxidizing radicals وان هذه الجذور الحرة هي جزيئات فعالة جداً ولها القدرة على أكسدة الجزيئات الحيوية التي تشمل البروتينات والدهون والأحماض النووية والكاربوهيدرات، عند اتحاد الجذور الحرة للأوكسجين مع جزيئات المادة الحية في الأنسجة والخلايا الحية تحولها إلى جذور حرة جديدة، وتحدث هذه التفاعلات بشكل مُنتظم في الجسم وتزداد في الحالات المرضية ملحقة الأذى بالخلايا الحية، وأن الضرر الناتج من هذه التفاعلات يكون غير محسوس لحين الوصول إلى مرحلة متقدمة من الأذى المسمى بالأذى التأكسدي  Oxidative Damage او الاجهاد التأكسدي Oxidative stress.

يحدث الإجهاد التأكسدي  Oxidative stressعندما يكون هناك خلل بين إنتاج الجذور الحرة وقدرة الجسم على مواجهة آثارها الضارة. يرتبط الإجهاد التأكسدي بالعديد من الأمراض المزمنة بما في ذلك السرطان واضطرابات القلب والأوعية الدموية والحالات العصبية. بالإضافة إلى ذلك، غالبًا ما ترتبط العلامات المرئية للشيخوخة، مثل التجاعيد والبقع العمرية، بالضرر التراكمي الذي تسببه هذه الجذور الحرة مع مرور الوقت. ويمتد تأثيرها إلى الآليات المعقدة في جسم الإنسان، مما يضعف الاتصال الخلوي، ويخل بالتوازن الدقيق الضروري للصحة المثلى.

إن فهم تأثيرات الجذور الحرة وطبيعتها أمر بالغ الأهمية في الحفاظ على توازن دقيق من خلال تدخل مضادات الأكسدة Antioxidant، حيث تلعب مضادات الأكسدة دورًا حاسمًا في تحييد الآثار الضارة للجذور الحرة. وتوجد هذه المركبات بكثرة في الفواكه والخضروات والمكسرات والحبوب، وتتمتع هذه المركبات بقدرة رائعة على التبرع بالإلكترون دون أن تصبح هي نفسها غير مستقرة، ومن خلال القيام بذلك، فإنها تنهي بشكل فعال التفاعل المتسلسل الضار الذي بدأته الجذور الحرة، وبالتالي حماية خلايا الجسم من الضرر المحتمل.

  تعمل الفيتامينات C وE والبيتا كاروتين والسيلينيوم، بالإضافة إلى مجموعة من المواد الكيميائية النباتية كمضادات ضد الإجهاد التأكسدي. وأن الأنظمة الغذائية الغنية بمضادات الأكسدة يمكن أن تقلل من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة، وتعزز جهاز المناعة، بل وتبطئ عملية الشيخوخة، مما يؤكد الدور الحاسم الذي تلعبه في الحفاظ على خلايا الجسم.

يعد نمط الحياة المتوازن أمرًا بالغ الأهمية أيضًا في تقليل إنتاج الجذور الحرة. تلعب التمارين المنتظمة وإدارة الإجهاد وتجنب السموم البيئية دورًا أساسيًا في تحقيق هذا التوازن. إلى جانب اتباع نظام غذائي غني بمضادات الأكسدة، تعمل خيارات نمط الحياة هذه كدرع متكامل، يقوي أجسامنا ضد هجوم هذه الكيانات الضارة.

الكلمات المفتاحية : الجذور الحرة، الأجهاد التأكسدي، مضادات الأكسدة