المدخل المنظومي في التعليم

المدخل المنظومي في التعليم

م.د.علي ربيع حسين

قسم العلوم العامة

كلية التربية الأساسية/حديثة-جامعة الانبار

منحى النظم او المدخل المنظومي في تصميم التعليم (نشأته وتطوره) :

ينسب زيتون (1999) المحاولات الأولى في نشأة ل(جيمس فن)منحى النظم في الأربعينيات من القرن العشرين وأستخدم في المجال العسكري والصناعي والإداري, إذ تطلبت مهمة تطوير الأسلحة المعقدة والصناعات المختلفة وتطوير النظم الإدارية التي برزت خلال تلك الفترة تبني هذا المنحى لانجاز تلك المهمة.

إما على الصعيد العربي فأن منحى النظم أو المدخل المنظومي تطور في مجال التعليم والتعلم منذ عام (1997) كثمرة للتعاون بين جامعتي عين شمس(مصر) وجامعة تكساس في مدينة أوستن بالولايات الأمريكية المتحد, وقد تم تجريبه بنجاح في بعض مواد العلوم بالمرحلة الثانوية في العامين الدراسيين (1997-1998) .

ويعد عام (1998) عام استحداث المدخل المنظومي في التدريس في البلاد العربية, وقد تبنى مركز  تطوير تدريس العلوم في القاهرة هذا المنحى منذ عام 1999 والسنوات التي تلتها ونظم العديد من الندوات وورش العمل والمؤتمرات المحلية والعربية.

وللتعرف على هذا المدخل نورد بعض التعريفات منها

يعرفه كل من كوريجان وكوفمان  (Corigan and kaufman) على انه " طريقة تحليلية ونظامية تمكننا من التقدم نحو تحقيق الأهداف التي حددتها مهمة النظام وذلك بواسطة عمل منضبط ومرتب للأجزاء التي يتألف منها النظام كله وتتكامل تلك الأجزاء وفقاً لوظائفها التي تقوم بها في النظام الكلي الذي يحقق الأهداف التي تحددت للمهمة   .

ويعرفه عبد الواحد الكبيسي 2008: دراسة المفاهيم والموضوعات من خلال منظومة متكاملة تضع فيها كافة العلاقات بين أي مفهوم أو موضوع وغيره من المفاهيم أو الموضوعات مما يجعل المتعلم قادراً على ربط ما سبق دراسته في المرحلة السابقة مع ما سوف يدرس في مرحلة من خلال خطة محددة واضحة الإعداد في منهج معين..

 و يهدف المدخل المنظومي في التعليم إلى تحقيق الأتي:

-         رفع كفاءة التعليم والتعلم.

-         جعل المواد التعليمية مواد جذب للطلاب بدلاً من كونها مواد منفرة لهم.

-         تنمية القدرة على التفكير المنظومي لدى المتعلم.

-         تنمية القدرة على رؤية العلاقات بين الأشياء.

-         تنمية القدرة على التحليل و التركيب وصولاً للإبداع وهو من أهم مخرجات التعليم .

-         تنشئة جيلاً قادراً على التفاعل مع النظم البيئية والاجتماعية التي يعيش فيها

و يتصف المدخل المنظومي بعدة سمات منها :ـ

المنظومية: حيث يقدم النضرة الكلية للظواهر على نحو يتم فيه الربط بين  الحقائق والمفاهيم المختلفة في نسق منظومي متماسك.

البنائية: مدخل بنائي حيث بني على نظريتي البنائية والتعلم ذي المعنى الذي يكسب المتعلم القدرة على ربط ما يدرسه بما درسه وما سوف يدرسه في أي مقرر دراسي او أي مرحلة من مراحل التعلم

الكلية: حيث يتم فيه التعليم في إطار كلي متشابك ومتناغم يبدأ حتى ينتهي بالكل في نسق منظومي يعمق المعنى والنظرة الكلية لأي موضوع دون فقد جزئياته.

ازدواجية التغذية : حيث يقدم التغذية الراجعة والاستباقية معاً في أي  موقف تعليمي وفي أي مرحلة من مراحل التعلم

 التكامل : يحقق التكامل بين مفاهيم فروع العلم الواحد او فروع العلوم المختلفة .

 الاستمرارية: حيث يمكن الدارس من الاستمرار في التعلم في جميع مراحل حياته لأنه يسمح بتكوين بنية معرفية سليمة مترابطة ومفتوحة لاستقبال أي تعلم لاحق دون أي معناه.

 المظلة التربوية : حيث يعتبر مظلة يتدرج تحتها أكثر من إستراتيجية وأسلوب للتعليم مثل التعلم النشط والتعلم التعاوني, التعلم عن بعد........

 الجودة: يحقق الأهداف لمنظومة التعليم وينطلق بها نحو التفكير المفتوح والنمو المتواصل بما يحقق جودة التعليم .

المخ يعمل طبقاً لمبادئ المدخل المنظومي:

 قدم سبري نموذجه حول نظام معالجة المعلومات بالنصفين الكرويين بالمخ حيث أصبح واضعاً جميع المشتغلين بالعلوم النفسية والتقنية وعلوم المخ والأعصاب إن هناك تمايز دقيق للغاية بين خصائص النصفين بالمخ لدى الإنسان فالنصف الأيسر يتصف بأنه : تحليلي يقوم على التتابع, رقمي, استدلالي منطقي, علاقي, لفضي .

بينما نجد نصف المخ الأيمن : تخليقي, غير لفضي, بصري, مكاني, جشطتلي, دلالته تحوريه, حدسي.

والنصفان يعملان معاً طبقاً لقوانين البناء المنظومي حيث تتحكم نظم المعلومات, أنواع المعلومات ومقدارها ومستوى تنظيم المعلومات في تشكيل المخ الإنساني ليعمل كمنظومة متكاملة والنظرة الشمولية الكلية التحليلية, التخليقية والمنطقية والحدسية للموقف أو المشكلة تعني ممارسة التفكير المنظومي لان المخ يعمل كمنظومة كلية متكاملة.