ادارة الأداء وسمات المدير الناجح

ادارة الأداء وسمات المدير الناجح

م.م. وعد سنجار ضاري

قسم اللغة العربية

كلية التربية الأساسية/حديثة – جامعة الانبار

أن مصطلح أدارة الأداء يعد من المصطلحات المهمة في مجال الإدارة العامة، وكلمحة تاريخية إذ استخدم هذا مصطلح لأول مرة في سبعينات القرن العشرين، ولكن إدارة الأداء كعملية لم يتم الاعتراف بها حتى النصف الثاني من الثمانينيات حيث أصبحت كممارسة لتقيم الأداء، هذا وتعتبر أدارة الأداء تطورا غريبا في الأساس حيث نشأ في الولايات المتحدة الأمريكية.

 وتعرف أدارة الأداء على أنها عملية مستمرة يتم من خلالها تحديد وقياس وتطوير أداء الأفراد وموائمة الأداء مع الأهداف الإستراتيجية للمنظمة، ومن الخطأ في كثير من الأحيان فهم أدارة الأداء على أنها عملية تقييم الاداء، فالأخير هو مجرد جزء من السابق .

ويتضح من أعلاه أن إدارة الأداء هي عملية مهمة لضمان التركيز التنظيمي والموائمة على المستوى الفردي، وتشكل أساسا للمسألة عن الأداء المنتظم والتواصل التنظيمي وتحقيق الأهداف التنظيمية وأهداف الفريق على مستوى المنظمة أو المؤسسة.

 وان جوهر ونطاق إدارة الأداء تكمن على أنها عملية مشتركة بين المدراء والإفراد والفريق التي يديرونها ولا تقبل الافتراض القائل بان المدراء وحدهم مسئولين عن أداء فرقهم ويستبدلون ذلك بالاعتقاد ان المسؤولية مشتركة بين المدراء وأعضاء الفريق حيث يكون هدفهم واحد هو تحقيق الأهداف الإستراتيجية المخطط لها على مستوى المنظمة.

ولكي يتم انشاء عملية مؤسسية للأبداع الحكومي لا بد من ان نأخذ بنظر الاعتبار تطوير رؤية واستراتيجيات للابداع ضمن خطط المؤسسة وتطبيقها وكذلك تحديد رؤية واهداف واضحة للابداع على المستوى الاستراتيجي داخل وزارات ومؤسسات القطاع العام وكذلك تعزيز دور القيادة في تقديم القدوة الحسنة وبناء ثقافة مؤسسية داعمة للابداع.

ومن هنا فان اي مؤسسة سواء كانت على مستوى القطاع العام او الخاص ان تتحول من مرحلة السكون الى مرحلة الحركة، ومن مرحلة التغير البطيء والاستجابة الضعيفة لمتغيرات العصر الى مواكبة المتغيرات المتلاحقة والتكنلوجيا المتقدمة فالمؤسسات في حاجة مهمة للتطوير من خلال التغير في الشكل والمضمون. فالبيئة المتقلبة التي تعمل بها المؤسسات الان تتطلب ان تكون تلك المؤسسات مرنة قادرة على مواجهة رياح التغيير ولديها القدرة على تطوير وتحسين الاداء في جميع فروعها سواء على مستوى الشعبة او الوحدات او الأقسام وذلك من خلال اقامة الندوات او الورش والدورات المكثفة التي من شئنها ان تنعكس بشكل ايجابية على تحسين وتطوير اداء العاملين في المنظمات.

وتحسين الاداء في المؤسسات يعتمد على محورين رئيسيين هما المحور الاول العنصر البشري وهذا يتطلب التركيز على تطوير مخرجات العملية التعليمة وربطها بسوق العمل ، بعبارة اصح تخريج عنصر بشري يحقق حاجة ومتطلبات سوق العمل لان جميع المؤسسات ألان تركز على رأس المال الفكري واقتصاد المعرفة فقيمة اي دولة ألان لا تقاس بالموجودات والأصول المادية ولكن تقاس بقيمة ما تملكه من ابتكارات وأفكار وهذا لن يتحقق الا من خلال وجود عنصر بشري على درجة عالية من الكفاءة والإبداع , فاقتصاد المعرفة هو المسيطر الان وهو المهيمن في المستقبل وبالتالي ضرورة ان يتم اعادة النظر في المقررات التي تدرس في الجامعات بحيث يجب ان تركز على المهارات بالإضافة الى المعارف. وكذلك تطوير منظومة التدريب والتطوير الموجودة في المؤسسات وذلك من خلال التحديد الجيد والدقيق للاحتياجات التدريبية المطلوبة في المؤسسات وتصميم البرامج التدريبية والتي تتناسب وهذه الاحتياجات وتحديد المدربين المؤهلين وكذلك تأهيل المدربين الحالين بالإضافة الى البيئة التدريبية والتي تساهم في نجاح البرامج التدريبية مع مراعاة التقييم المستمر للبرامج المنفذة من قبل مدراء المؤسسات .اما المحور الثاني الذي يعتمد عليه تحسين الأداء هو المحور التكنولوجي حيث ان كثير من المشاكل التي تواجه المؤسسات يمكن حلها وذلك عن طريق التكنولوجيا , هناك الكثير من الخدمات التي تقدم للجمهور يمكن تقديمها الكترونيا دون الذهاب الى المؤسسة الحكومية وهذا يوفر الكثير من الوقت ويقلل الازدحام وكذلك توفير في الطاقة وتقليل الفساد والرشوة , اي ان اهم وسيلة في تحسين جودة الخدمة وتحسين الرضا العام وتقليل الفساد هو الفصل بين مقدم الخدمة وطالب الخدمة.

ولفهم أهمية أدارة الأداء يمكننا ان نبدأ من الإجابة على السؤال : ما الذي يميز أفضل الشركات او المنظمات عن غيرها ؟ وذالك من خلال القدرة على جذب العاملين الأكفاء والاحتفاظ بالمواهب الجيدة وتقديم الدعم الوجستي لهم وكذلك من خلال القيادة الحكيمة ومن خلال ثقافتها التنظيمية كما وان أسلوب تحليل الأداء يقوم على تحليل سوء الأداء قبل وصف الحلول .

 

ولكي يستطيع المدير القيام بالتحليل الناجح للأداء يجب ان يتوفر فيه عدة شروط منها ان يكون المدير او القيادي ذا كفاءة عالية في العملية التي يؤديها الفريق وكذلك ان يمتلك مهارات التعامل مع الإفراد لبناء الثقة معهم وخلق الثقة والمصداقية لمواجهة البحث عن الحل الأفضل, وكذلك ان يكون ذو كاريزما قيادية والقدرة على تبصر الأشياء وان يمتلك استخدام ثقافة العصف الذهني والتفكير الإبداعي وترتيب الأولويات حسب أهميتها ودرجة صعوبتها، وكذلك استخدام عناصر الجودة والكمية والوقت والعملية في صياغة المهام وتحديد طرق قياس التنفيذ فيها إضافة إلى مراجعة معايير الأداء السابقة المستخدمة والعمل على تقييم مدى فائدتها في قياس أداء العمل، وفي الختام فان أدارة الأداء هو نظام عمل كامل يبدأ عند تحديد المهمة للموظف أو المدير وينتهي عندما يترك الموظف أو المدير المنظمة .